شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في الاجتماع الثاني للجنة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “إسكوا”، خلال الفترة من 14 حتى 16 ديسمبر الجاري في العاصمة الأردنية عمان. وترأس وفد الدولة سعادة المهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية.
وناقش الاجتماع الثاني للجنة التنفيذية التقدم الذي أحرزه عمل الأمانة التنفيذية للإسكوا بشأن التوصيات التي أسفر عنها الاجتماع الأول وتحديدا الخاصة بتنفيذ إعلان تونس بشأن العدالة الاجتماعية في المنطقة العربية والقرارات التي اعتمدتها الإسكوا في دورتها الثامنة والعشرين، وذلك إلى جانب مناقشة عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين الدول الأعضاء على الساحة الإقليمية والعربية.
قال المهندس محمد أحمد عبد العزيز الشحي، وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، إن أجندة الاجتماع حافلة بعدد كبير من المحاور والمواضيع المهمة التي تستأثر باهتمام الدول الأعضاء، والتي تحتل أهمية واسعة على الساحة الإقليمية والدولية.
وتابع أن تلك الاجتماعات تكتسب أهمية متزايدة في ظل التحديات الإقليمية والدولية الحالية، والتي تستوجب مزيد من تعزيز جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية بين بلدان المنطقة العربية وتبادل المعلومات والخبرات والتجارب والممارسات الناجحة والدروس المكتسبة فيما بينهم من أجل الوصول إلى التكامل الإقليمي وتحقيق التفاعل بين المنطقة العربية وسائر مناطق العالم.
وأشار الشحي إلى أن دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون مع مختلف أعضاء الإسكوا لتقديم مبادرات ورؤى جديدة تحدث نقلة نوعية في إيقاع جهود التكامل الإقليمي الحالي، فضلا عن الاستفادة من اللجنة لإيصال أولويات المنطقة إلى المحافل والقرارات الدولية كونها الذراع الإقليمي للأمم المتحدة في المنطقة العربية.
وتابع أن الإسكوا تولي اهتماما خاصا لقضايا الحماية الاجتماعية باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المتوازنة وباتت تحتل أولوية متقدمة على الأجندة الإقليمية العربية، مشيرا إلى أن دولة الإمارات أصبحت نموذجا يحتذى به في مجال التنمية الشاملة على المستويين الإقليمي والعالمي، من خلال تركيزها على تعزيز عناصر النمو المستدام، فضلا عن امتلاكها لرؤية متقدمة نحو التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة وتعزيز الابتكار كعامل رئيسي في تحقيق النمو الاقتصادي المستهدف مستقبلا، لافتا إلى الدور الرائد الذي لعبته الدولة على مستوى الإسكوا خلال فترة رئاستها للجنة.
وأعرب الشحي عن حرص الإمارات على مواصلة العمل على تطوير وتعزيز أهداف اللجنة في توثيق الروابط بين الدول الأعضاء والخروج بمبادرات من شأنها تجاوز مختلف التحديات التي تواجه المنطقة.
أجندة الاجتماع
وتناول جدول الاجتماع مناقشة 8 قضايا عالمية وإقليمية رئيسية ذات أولوية لدى الدول الاعضاء، ضمت خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والتي اعتمدتها الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، وحددت مجموعة من الأهداف، وفي هذا الشأن تعمل الأمانة التنفيذية على وضع تصور لدور اللجنة خلال المرحلة المقبلة لمساندة الدول الأعضاء في تنفيذ خطط التنمية.
إضافة إلى متابعة ألية وضع مؤشرات إقليمية لقياس مدى التقدم في تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة، في ضوء تقرير اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة، وذلك مع تسليط الضوء على مشاركة الدول العربية. وأيضا متابعة تنفيذ خطة عمل أديس أبابا، الصادرة عن المؤتمر الدولي الثالث لتمويل التنمية، ومناقشة أثراها على الدول العربية.
إلى جانب الآليات التكنولوجية الداعمة من قبل الإسكوا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية، وأخيرا مناقشة الاتفاقية المنتظر صياغتها عقب مؤتمر باريس بشأن تغير المناخ، وما تتضمنه من مبادئ أساسية ترتكز على مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والالتزام بالمسؤولية التاريخية وحق الدول في تحقيق التنمية المستدامة.
وأيضا مناقشة تقرير حول حوكمة الهجرة الدولية في المنطقة العربية، وتناول وضع هجرة اليد العاملة في المنطقة العربية وقضايا الجنسية والهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين والهجرة القسرية، مع استعراض الممارسات الواعدة في هذا الشأن. وأيضا دراسة آثار النزاع وعدم الاستقرار على التنمية في المنطقة العربية، إضافة إلى تناول قضية الاحتلال الفلسطيني والتداعيات الاجتماعية والاقتصادية وانتهاك القانون الدولي.
كما استعرضت الامانة التنفيذية الإطار الاستراتيجي المقترح للإسكوا للأعوام 2018-2019 وذلك لمناقشته وتقديم الملاحظات بشأنه قبل تقديمه إلى الدورة الوزارية التاسعة والعشرين للإسكوا والمقرر عقدها في مايو 2016 للنظر فيه واعتماده.
وذلك إلى جانب تقارير الهيئات الفرعية للجنة والذي تناول تقريرين لهيئتين فرعية من السبع هيئات في الإسكوا، وهما تقرير لجنة الموارد المائية غن دورتها الحادية عشرة، وتقرير لجنة التنمية الاجتماعية عن دورتها العاشرة.