بقلم سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، ومؤسس ورئيس معرض ويتيكس
يشهد قطاع الأنظمة الكهروضوئية العائمة نمواً متسارعاً في سوق الطاقة الشمسية، وباتت هذه الأنظمة من أبرز التطبيقات التقنية الناشئة التي تعتمد على نشر أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية مباشرة فوق الماء، لتحويل الحرارة المباشرة للإشعاعات إلى طاقة كهربائية عبر الخلايا الشمسية.
ويتوقع تسجيل ارتفاع ملحوظ في تركيب أنظمة الطاقة الشمسية العائمة خلال العقدين المقبلين، ومردّ ذلك إلى مزايا المحطات العائمة مقارنة بالمحطات الأرضية، ومن بينها تقليل التبخر في المسطحات المائية، مما يسهم في حل مشكلة الفقر المائي، لا سيما في مناطق المناخات الحارة؛ تخفيض النفقات التشغيلية نتيجة تولي المياه لمهمة غسيل الألواح من الأتربة؛ عدم الحاجة إلى أعمال تجهيز الموقع وتسويته، ولا حتى إلى بناء أسوار أو أعمال التشييد، إضافة إلى استغلال المساحات الشاسعة من المسطحات المائية. كما توفر المحطات العائمة مساحات مظللة فوق مستوى سطح البحر، ما يساهم في منع نمو الطحالب، وبالتالي تحسين جودة المياه. من جهة ثانية، تعمل المياه على خفض درجة حرارة الألواح الشمسية بشكل مستمر، مما يعزز كفاءتها.
وعلى ضوء هذه المزايا التي توفر حلولاً بديلة مهمة عن الطاقة التقليدية، وفي إطار جهودها المتواصلة لمواكبة التطورات المتسارعة وتطوير قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة، وتبني حلول ستجعل من مدينة دبي الأقل في البصمة الكربونية على مستوى العالم بحلول عام 2050، تسعى الإمارة بدورها إلى إنشاء محطات طاقة شمسية عائمة في مياه الخليج العربي، مما يجعلها من السباقين في ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية بما يدعم التنمية المستدامة في الإمارة.
ولتحقيق رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، تتعاون مختلف الجهات الحكومية للارتقاء بدبي إلى أعلى المراتب العالمية، وتدرس هيئة كهرباء ومياه دبي وبلدية دبي تركيب منظومة ألواح طاقة شمسية كهروضوئية عائمة على بحيرات النفق العميق الخاص بتصريف مياه الأمطار والتي تنفذه بلدية دبي والذي وصل نسبة الإنجاز به 50%.
وطرحت الهيئة مناقصة الخدمات الاستشارية لدراسة وتطوير وإنشاء محطات طاقة شمسية عائمة في مياه الخليج العربي. ويشمل عقد الخدمات الاستشارية دراسة الجدوى الاقتصادية وإعداد المتطلبات الفنية لإنشاء محطات عائمة لألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية، والدراسات البيئية والمتطلبات البحرية بما في ذلك عوامل المد والجزر، وإجراءات السلامة، والتوصيل الكهربائي، وأداء النظام، وغيرها من الدراسات والإعدادات المطلوبة، بالإضافة إلى إعداد المواصفات التقنية للمشروع.
وفي إطار استراتيجيتنا لإطلاق مبادرات وحلول مبتكرة لتوفير عالم مبتكر ومستدام للأجيال القادمة، وانطلاقاً من حرصنا على استقطاب أحدث الحلول والأنظمة التقنية وتسخيرها في إطار تعزيز مسيرة التنمية المستدامة، قمنا بزيارة جمهورية الصين الشعبية للاطلاع عن كثب على أكبر محطة للطاقة الشمسية العائمة في العالم، والتعرف على آخر التطورات والتقنيات العالمية. كما زرنا سنغافورة حيث توجد أكبر مزرعة عائمة للألواح الشمسية في العالم وتبادلنا مع الخبراء هناك أفضل التجارب والممارسات العالمية في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة والاستدامة.
ويحدونا أمل كبير بأن تسهم محطات الطاقة الشمسية العائمة في مياه الخليج العربي، إضافة إلى برامج الهيئة ومبادراتها الخضراء ومن أهمها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي يعد أكبر مشروع استراتيجي لتوليد الطاقة المتجددة في موقع واحد في العالم، وفق نظام المنتج المستقل، أن تسهم جميعها في تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي ترمي إلى توفير 75% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول 2050، وأن نصل إلى قدرة إنتاجية تبلغ 42,000 ألف ميجاوات من الطاقة النظيفة والمتجددة بحلول عام 2050، مما يمكن دبي من إنشاء بيئة نموذجية رائدة في مجال كفاءة الطاقة إقليمياً، وعالمياً.
كما تنظم الهيئة النسخة الحادية والعشرين من معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس) والدورة الرابعة من معرض دبي للطاقة الشمسية تحت مظلة “الأسبوع الأخضر” وذلك في الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر 2019. وسيشكل المعرضان منصة متكاملة للشركات والمؤسسات العاملة في قطاع الأنظمة الكهروضوئية العائمة وقطاعات الطاقة والمياه والبيئة للترويج بمنتجاتها وخدماتها وتقنياتها المبتكرة، والالتقاء بأصحاب القرار والمستثمرين والمشترين والمهتمين من مختلف أنحاء العالم لعقد الصفقات وبناء الشراكات، والاطلاع على أحدث التقنيات في هذه المجالات، إضافة إلى التعرف على احتياجات السوق وأبرز المشاريع الحالية والمستقبلية وفرص المشاركة في مشاريع وبرامج الطاقة الشمسية في المنطقة. ونأمل أن يحقق المعرضان هذا العام نجاحاً كبيراً وإقبالاً واسعاً من العارضين والزوار والمشاركين والجهات الحكومية، يضاهي النجاح الذي حققاه في العام 2018، حيث استقطب المعرضان السنة الفائتة 2100 عارض من 53 دولة، كما جذب المعرضان اللذان امتدا على مساحة 78,413 متراً مربعاً أكثر من 35,000 زائر من مختلف أنحاء العالم.