فقدت أسواق الأسهم العالمية الأسبوع الماضي «عكازة» أرباح الشركات التي استندت إليها في الحفاظ على توازنها في وجه عاديات الحروب التجارية والتوترات الجيوسياسية لتنهي تداولاتها على خسائر بمعدلات هي الأولى منذ انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
شهد الأسبوع درجة تقلبات أقل مقارنة مع الأسبوع الذي سبقه إلا أن عمق خسائره كان أوضح، خاصة يوم الجمعة بعد أن تخلت شركات التقنية عن دعمها لتداولات القطاعات الأخرى فاقدة 10% وسطيا ما دفع المؤشرات هبوطا وسط موجة تشاؤم طغت على المستثمرين القلقين أساسا من ضعف البيانات الاقتصادية، التي كان آخرها تقرير مبيعات البيوت الجديدة الأمريكية لشهر سبتمبر/أيلول، والذي كشف عن تراجع بنسبة 5.5%، مقارنة مع الشهر الذي سبقه، في الوقت الذي حذر محللون مختصون من فقاعة في قطاع السكن الأمريكي، كتلك التي فجرت أزمة عام 2008.
وبدأت تداولات الاثنين قوية رهاناً على أرباح الشركات، خاصة وأن ثلاثة من عمالقة التقنية كانت على قائمة المفصحين لهذا الأسبوع. وحققت الأسهم مكاسب محدودة في تداولات الاثنين قبل أن ترتد باقي أيام الأسبوع نحو التراجع بمعدلات متفاوتة، كان أشدها يوم الجمعة، وقد تراجع مؤشر «إس أند بي 500» لأول مرة عن أعلى مستوى بلغه هذا العام فاقدا 10%، وشمل الهبوط كافة القطاعات الرئيسية على المؤشر، إلا أن محرك التراجع الرئيسي كان قطاع التقنية.
نيويورك
في جلسة نهاية تداولات الأسبوع استمرت موجة المبيعات في بورصة وول ستريت الجمعة، وتصدرت أسهم التكنولوجيا والإنترنت القطاعات الخاسرة بعد نتائج مخيبة للآمال، وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول منخفضاً 296.24 نقطة، أو 1.19%، إلى 24688.31 نقطة، في حين هبط المؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقا 46.88 نقطة، أو 1.73%، ليغلق عند 2658.69 نقطة، وأغلق المؤشر ناسداك المجمع منخفضا 151.12 نقطة، أو 2.07%، إلى 7167.21 نقطة.
وأنهت المؤشر الثلاثة الأسبوع على خسائر مع هبوط ستاندرد آند بورز 4.03% وناسداك 3.78% وداو جونز 2.97%.
ترتيب خسائر المؤشرات
كان لافتا في ترتيب خسائر المؤشرات العالمية تراجع نيكاي الياباني الذي تصدر قائمة الخاسرين فاقداً 5.96% عندما أغلق الجمعة على 21184.6 نقطة، تلاه مؤشر ستاندرد أند بورز 500 الذي تراجع خلال أيام التداول الخمسة بنسبة 3.78%، وجاءت خسائر مؤشر داكس الألماني قريبة من ذلك عند 3.06%، حيث أغلق على 11200.62 نقطة، أما داو جونز الذي هبط عن عرش 25 ألف نقطة بعد صمود فوقه لأكثر من أربعة أشهر، فكانت خسائره قريبة من 3% حيث أغلق على 2488.31 نقطة.
ولم يفلت من الخسائر سوى مؤشر شنغهاي مستفيداً من بيانات توحي بتأثر الصين نتيجة الحرب التجارية مع واشنطن بدرجة أقل مما كان متوقعاً، وهو ما أكدته مصادر حكومية صينية يوم الخميس، وقد أنهى المؤشر على مكاسب منفرداً بها بين المؤشرات الرئيسية حيث ارتفع بنسبة 1.95% منهياً على 2598.85 نقطة.
الأسهم الأوروبية
هبطت الأسهم الأوروبية أول أمس الجمعة متجهة نحو تسجيل أسوأ أداء شهري منذ أغسطس/ آب 2015 متضررة من موجة مبيعات اجتاحت الأسواق العالمية، ونتائج للشركات دون التوقعات قلصت شهية المستثمرين للمخاطرة.
وأنهى المؤشر الرئيسي لأسهم منطقة اليورو جلسة التداول منخفضاً 0.93 %، في حين تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.77 % موسعا خسائره منذ بداية أكتوبر تشرين الأول إلى حوالي 8%.
ومن بين البورصات الرئيسية في أوروبا، أغلق المؤشر داكس الألماني منخفضا 0.94 % بينما هبط المؤشر كاك الفرنسي 1.3 % وتراجع المؤشر فايننشال تايمز البريطاني 0.92 %، وجاء مؤشر قطاع السيارات الأوروبي بين أبرز الخاسرين وأغلق منخفضا 1.6 % متأثرا بهبوط بلغ أكثر من 21 % في أسهم شركة فاليو الفرنسية لصناعة أجزاء السيارات بعد أن أصدرت ثاني تحذير في ثلاثة أشهر بشأن الأرباح.
النفط
رغم الارتداد الذي طرأ على أسعار النفط يوم الجمعة إلا أن خام برنت فقد في تداولات الأسبوع حوالي 3% لترتفع خسائره خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة إلى10 دولارات مستقرا عند 77.61 دولار.
النحاس
هبطت أسعار النحاس 1% أول أمس الجمعة متأثرة بأسوأ أسبوع للأسهم العالمية في أكثر من خمسة أعوام، وهو ما ألقى بظلاله على نقص في المعروض من المعدن الذي يستخدم على نطاق واسع في قطاعي الطاقة والتشييد، وهبطت مخزونات المعدن الأحمر المتاحة في بورصة لندن للمعادن إلى أدنى مستوى لها في 13 عاماً.
ومع هذا فإن المستثمرين منزعجون من التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ونتائج متباينة للشركات الأمريكية وزيادات في أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الاتحادي ونزاع حول ميزانية إيطاليا.
وسجلت عقود الألومنيوم أدنى مستوى في أكثر من عام بينما هبطت عقود النيكل إلى أضعف مستوياتها في حوالي عشرة أشهر، ولم تكن بيانات أقوى من المتوقع للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي كافية لتهدئة توترات المستثمرين.
وأنهت عقود النحاس القياسية لأجل ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن جلسة التداول منخفضة 1.1 % إلى 6160 دولاراً للطن، مسجلة رابع هبوط أسبوعي في خمسة أسابيع.
(وكالات)
نكسة سندات الخزانة
تعرضت معدلات العائد على سندات الخزانة الأمريكية لنكسة أفقدته زخماً استمر عدة أسابيع، حيث أعلنت وزارة التجارة الأمريكية عن متوسط معدل التضخم للربع الثالث من العام عند 1.6% وهو أدنى من التوقعات التي حددته عند 1.9% ما يعني إضعاف حماس مجلس الاحتياطي الفدرالي لرفع الفائدة، باعتبار أن مؤشر إنفاق المستهلك ومعدل التضخم يعتبر واحداً من أهم المؤشرات التي يعتمدها المجلس في رفع أسعار الفائدة. وقد تراجع العائد على سندات السنوات العشر إلى 3.079% بعد أن بلغ 3.26% الأسبوع قبل الماضي.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-srE