تراجعت أسعار النفط في تعاملات ضعيفة أمس، متأثرة بزيادة غير متوقعة في مخزونات الخام الأميركية في الأسبوع الماضي وتحركات من جانب ليبيا لزيادة الإنتاج خلال الشهور القليلة المقبلة. لكن تراجع الأسعار كان محدوداً بفعل ضعف الدولار والتفاؤل بأن منتجي الخام سيلتزمون باتفاق تقييد الإنتاج لإنعاش الأسواق.
ونزل خام القياس العالمي مزيج «برنت» أربعة سنتات إلى 54.42 دولار للبرميل بعدما أنهى الجلسة السابقة على انخفاض قدره 89 سنتاً. وصعدت الأسعار إلى 54.69 دولار للبرميل في وقت سابق من جلسة أمس. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط خمسة سنتات إلى 52.44 دولار للبرميل بعد انخفاضه 81 سنتاً عند الإغلاق في الجلسة السابقة. وكان الخام الأميركي صعد إلى 52.71 دولار للبرميل في التعاملات المبكرة أمس.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أول من أمس، أن المخزونات الأميركية حققت زيادة غير متوقعة في الأسبوع الماضي حيث قفزت بمقدار 2.3 مليون برميل مقابل توقعات بانخفاضها 2.5 مليون برميل. وأفادت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا بأنها تأمل في إضافة 270 ألف برميل يومياً إلى إنتاج البلاد بعدما أكدت الثلثاء إعادة افتتاح خطوط الأنابيب الواصلة إلى حقلي الشرارة والفيل. وأضافت المؤسسة أن إنتاج حقل الشرارة بلغ 58 ألف برميل يومياً أول من أمس.
وأكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي التزام الامارت بقرار «أوبك» خفض الانتاج وقال إن من المبكر الحديث عن خطوات إضافية في شأن مزيد من الخفض في إنتاج النفط. وأضاف في تصريحات لصحافيين على هامش ملتقى الشركاء الاستراتيجيين لوزارة الطاقة في أبو ظبي أمس: «اتخذنا قراراً في أوبك وملتزمون به. لا نريد استباق الأحداث والحديث عن خطوات إضافية الآن». ولفت الوزير الى «أن كبرى شركات النفط الخليجية أعلنت خفض إنتاجها وتحدثت مع المشترين في شأن ذلك وهو ما يؤكد التزامنا بتنفيذ الاتفاق».
وفي مؤتمر في القاهرة توقع طلال العذبي رئيس المكتب التنفيذي لمنظمة «أوابك»، وهي منظمة شبيهة لـ «أوبك» وتقتصر على أعضاء عرب، عودة التوازن بين العرض والطلب على النفط ما بين الربع الأول والثاني من العام المقبل. وقال القائم بأعمال وزير النفط الليبي رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله إن بلاده انسحبت من مؤتمر «أوابك» احتجاجاً على طريقة انتخاب الأمين العام للمنظمة. وانتخب أعضاء المنظمة المرشح الكويتي والأمين العام الحالي للمنظمة عباس النقي لفترة جديدة. وناقش الاجتماع قضايا نفطية ومشاريع التعاون العربي المشترك في مجالات صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات.
وقال وزير البترول المصري طارق الملا إن بلاده تسعى للتوصل إلى اتفاق مع العراق على استيراد الخام منه مباشرة خلال الربع الأول من 2017. وأضاف على هامش مؤتمر «أوابك» أن الكميات المستهدف استيرادها من العراق تتراوح بين مليون ومليوني برميل شهرياً.
وقالت مصادر في قطاع الطاقة إن الاستهلاك اليومي للغاز الطبيعي في تركيا ارتفع إلى أكثر من 200 مليون متر مكعب بسبب زيادة الطلب من المنازل في الشتاء البارد حتى أصبح يفوق المعروض. وأضافت أن من أجل المساهمة في تخفيف الطلب خفضت شركة «بوتاس» المملوكة للدولة والمسؤولة عن تشغيل خطوط الأنابيب، إمداداتها إلى محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز بنسبة 90 في المئة وطلبت من شركات صناعات خفض الإنتاج غير الضروري.