قال وزير السياحة والآثار الأردني نايف الفايز، إن بلاده عبارة عن متحف مفتوح فيه نحو 100 ألف موقع أثري وسياحي، وإنهم يستهدفون رفع حصة السياحة من الناتج المحلي الإجمالي لتصل 18٪ بحلول عام 2025.
وأضاف الفايز أن صناعة السياحة في بلاده لاتزال أحد أعمدة الاقتصاد، رغم الظروف التي تمر بها المنطقة، متوقعاً أن تحقق السياحة من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2015 نحو 12% -13%.
وتأثرت صناعة السياحة في المنطقة العربية ككل سلباً، خاصة في دول الجوار للبلدان التي تشهد صراعات سياسية وتوترات أمنية، كالأردن ولبنان ومصر.
خطة الأردن
alardn
الفايز قال إنه رغم تأثر قطاع السياحة بعوامل المنطقة، إلا أنه لا يزال يشكل واحداً من أعمدة الاقتصاد الوطني الأردني، وقطاع السياحة حسب رؤية الأردن 2025 تحدد بأن تزيد مساهمته لتصل إلى 18% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو رقم ليس بالبسيط حتى نصل إليه، ولكنه ممكن.
وتابع: “خطتنا للسنوات العشر القادمة أن نصل إليه وينعكس في طبيعة الحال على الاقتصاد الوطني، وبنفس الوقت يخلق فرص الاستثمار وفرص عمل في مجال السياحة”.
وتراجع النشاط السياحي الأردني خلال العام الماضي 2015 بنسبة 9.7٪، بعدد سياح وزائرين بلغ 4.8 مليون، مقارنة مع 5.3 مليون زائر خلال العام الذي سبقه 2014، وفق إحصائيات صادرة عن وزارة السياحة.
بحسب الإحصاءات، فقد سجل الدخل السياحي للأردن، خلال العام الماضي، انخفاضاً بنسبة 7.1%، حيث بلغ 4.07 مليار دولار، مقارنة مع 4.3 مليار دولار في العام الذي سبقه.
100 ألف موقع أثري
ardnyat
وأوضح الوزير أن المواقع الأثرية في الأردن “تجاوز عددها 100 ألف موقع، حسب دراسات دائرة الآثار العامة، وتم توثيق ما يقارب 22 ألف موقع بدراسات مختلفة، وهذا لا يعني أن كل المواقع جاهزة لاستقبال الزوار، ولكنها مواقع أثرية منتشرة في المملكة، والأردن عبارة عن متحف مفتوح في كافة أنحائه من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه”.
وأشار الفايز إلى أن “الأردن يضم 5 مواقع مدرجة على التراث العالمي وهي في غاية الأهمية، وتتصدر “المدينة الوردية” البتراء (جنوب)، المدرجة ضمن عجائب الدنيا السبع، وقصير عمرة الصحراوي (شرق)، وأم الرصاص ووادي رم والمغطس، وهذه المواقع جزء من قائمة التراث العالمي”.
وأشار إلى أنه “تمت إضافة موقع جديد سادس، نطرحه لمنظمة اليونسكو لتكون مدينة السلط (30 كم عن العاصمة عمّان) جزءاً من هذه المواقع التي يتم إدراجها على قائمتهم”.
مدينة السلط
وعن سبب ترشيح مدينة السلط والمعايير المتبعة في ذلك، على الرغم من وجود مواقع أثرية كثيرة، اعتبر الوزير الأردني أن “جاهزية الموقع لها دور كبير، بالإضافة إلى نوعيته وتميزه”.
وقال: “السلط هي المدينة الوحيدة المأهولة التي يتم تقديمها بصورة جديدة من خلال القائمة والأعداد التي تم ترشيحها لمنظمة اليونسكو، وهذا يعطي مدينة السلط تميزاً عن المواقع الأخرى وطابعاً جديداً، ولم يتم إدراجها حتى اللحظة، ولكن تم تقديم الملف وتم قبوله، وقبوله بحد ذاته إنجاز”.
الفايز أكد أن ما تم إدراجه من مواقع أثرية في مدينة السلط يعود للفترة ما بين عام 1865 حتى بداية 1926، وهي كلها في فترة زمنية كانت مواقع عثمانية وتأثرت بالطابع العثماني، وهي مواقع مختلفة في الطراز العمراني.
ويرى الوزير أن قبول مدينة السلط لتدرج في قائمة التراث العالمي سيكون له أثر على الوضع الاقتصادي المحلي، خاصة أن مباني السلط ذات طابع سياحي جاذب للزوار.
اهتمام بحذب السائحين
استطرد الفايز حديثه بأنه “ليس بالسهولة أن نقول إن هناك انعكاساً اقتصادياً مباشراً، لكنه سيكون من خلال الالتزام بالمحافظة على هذه المواقع التراثية، مع المواقع الدينية والأثرية المهمة في السلط، لتكون بمجملها منطقة تمتاز عن مواقع أخرى، حيث يستطيع السائح أن يأتي لزيارتها في أي فترة من السنة”.
الأردن يسعى لجذب العدد الأكبر من السياح اليه، وسط الانخفاض الناجم عن الأوضاع المضطربة في البلدان المجاورة، عبر نشر مقاطع فيديو قصيرة في عدد من الفضائيات الأجنبية، كان آخرها نشر فيديو عن السياحة الأردنية في روسيا.
يُذكر أن الحكومة الأردنية أقرّت الشهر الماضي حزمة تسهيلات استهدفت القطاع السياحي، منها خفض رسوم الفيزا، وأسعار تذاكر الدخول للمواقع الأثرية، بشكل لافت.