ساهم النمو الاقتصادي الإيجابي في دبي، بفضل الأداء القوي لقطاعاتها الأساسية مثل تجارة التجزئة والسياحة والضيافة والخدمات المالية واللوجستية، في محافظة قطاع العقارات التجارية في المدينة على موقعه، حسب تقرير حديث لشركة «هامبتنز إنترناشيونال» للخدمات العقارية.
في ضوء مكانة دبي كثاني أكثر الوجهات المفضلة للعلامات التجارية في قطاع التجزئة، هنالك طلب كبير في المدينة على المساحات التجارية الراقية، بدعم من الأداء القوي لقطاع السياحة بالتزامن مع النجاحات الكبيرة التي حققتها عروض الحسومات الكبرى التي شهدتها دبي مؤخراً.
كما اكتسب قطاع العقارات التجارية زخماً من نمو حركة التجارة، حيث كشفت «جمارك دبي» بأن التجارة غير النفطية سجلت معدل نمو مركب بلغ 6.1 في المئة خلال الأعوام الخمس الماضية. كما كان للإعلان عن استراتيجية دبي الصناعية التي تركز على الترويج لتطوير أداء القطاع الصناعي دور جوهري في تعزيز الطلب على المرافق اللوجستية والمكاتب.
ونظراً لموقع دبي كمحور مركزي للتجارة والنقل يربط بين الشرق والغرب ونافذة إلى أسواق النمو الكبيرة في إفريقيا وجنوب آسيا، فقد أصبحت المدينة من الخيارات المفضلة للشركات متعددة الجنسيات لتأسيس مقارها الإقليمية، الأمر الذي ساهم بدوره في تعزيز الطلب على العقارات التجارية.
نمو متواصل
ويقول مهاب سمك، المدير العام لشركة «هامبتنز إنترناشيونال»: «ساهمت الاستعدادات المستمرة لاستضافة معرض «إكسبو دبي 2020» في تعزيز نمو قطاع العقارات التجارية في المدينة، حيث شهدنا زيادة في الاستفسارات المتعلقة بشراء أو استئجار المساحات التجارية من قبل العديد من الشركات التي تتطلع إلى إطلاق عملياتها، أو توسعتها، من دبي. كما تبقى الأجواء إيجابية في السوق بفضل التقارير التي تؤكد النمو المتواصل في قطاعات السياحة والتجزئة والتجارة، بالتزامن مع اهتمام كبير من المستثمرين العالميين الذين يتطلعون إلى توسيع نطاق عملياتهم من دبي التي تشكل مدخلاً لهم نحو الأسواق الحيوية في الشرق الأوسط وإفريقيا».
ويشير تقرير سوق العقارات التجارية إلى زيادة في الطلب على العقارات التجارية بشكل عام. فالطلب على المكاتب الفاخرة قوي، وفي القطاع الصناعي، تعتبر كل من منطقة «القوز الصناعية» و«مجمع دبي للاستثمار» و«المنطقة الحرة بجبل علي» من أكثر الوجهات استقطاباً للاهتمام في المدينة. وكانت منطقة «مجمع دبي للاستثمار» قد شهدت نمواً بارزاً على مستوى تطوير البنية التحتية، في حين تعتبر المنطقة الحرة بجبل علي بالفعل واحدة من أهم مراكز الأعمال في دبي. لكن، يبقى الطلب في منطقة «القوز الصناعية» أقوى بفضل موقعها الحيوي في المدينة وسهولة الوصول منها إلى شارع الشيخ زايد، علاوة على ما تقدمه من عوائد قوية على الاستثمار.
سهولة التنقل
وفي الوقت الذي يعد فيه كل من «وسط مدينة دبي» و«مرسى دبي» من أكثر الوجهات استقطاباً للاهتمام على مستوى مساحات التجزئة بفضل تحقيقهما لأعلى معدلات العائد على الاستثمار، يبقى «وسط مدينة دبي» والأحياء المجاورة له مكاناً مفضلاً للمساحات المكتبية، بسبب القرب من أهم مراكز الأعمال الرئيسية في المدينة. كما تمتاز هذه المناطق، للمهتمين بالمساحات التجارية والمكتبية على حد سواء، بسهولة التنقل منها إلى مختلف أرجاء دبي، مع ارتباط مباشر بخطوط الترام والمترو ووسائل النقل العامة.
ومن بين جميع هذه المواقع، وعندما نتحدث عن المساحات المكتبية، فقد سجل «وسط مدينة دبي» أعلى العوائد على الاستثمار، نظراً لما يضمه المشروع الكبير الممتد على مساحة 500 فدان والذي طورته «إعمار» من مرافق عصرية متكاملة تشكل رافداً قوياً لنمو قطاعات تجارة التجزئة والضيافة والسياحة أيضاً.
ويضيف مهاب: «لا شك في أن العائد على الاستثمار هو من العناصر الرئيسية التي يُعتمد عليها في اختيار العقارات التجارية، إلا أنه من المهم النظر أيضاً في عدة جوانب أخرى عند اتخاذ قرار الشراء. والعنصر الأهم هنا هو إجراء الأبحاث الضرورية حول موقع العقار ومحيطه ومطوره والمشروع بشكل عام، إضافة إلى دراسة السبل التي يمكن من خلالها الاستفادة من الموقع لتطوير أداء المشروع. كما يجب تقييم قرارات الشراء استناداً إلى الغرض الرئيسي من هذا الاستثمار، سواء كان بهدف عوائد الإيجار أو زيادة رأس المال على المدى الطويل، أو الاستخدام التجاري الشخصي».