لم تتأثر كيوتو اليابانية بتداعيات الحرب العالمية الثانية لتحافظ على سحرها بين تلال هونشو لتكون مركزاً تعليمياً واقتصادياً إلى جانب كونها المركز الثقافي الرئيسي في اليابان منذ مايقرب من الألف عام، وتتميز بالعديد من الأمثلة الجميلة على المنحوتات واللوحات والأشكال الفنية الأخرى في العديد من المتاحف والمعارض.
وتعتبر المدينة أيضاً موطناً للعمارة الإمبراطورية التي يرجع تاريخها إلى قرون، ومعظمها يتكون من المعابد الأثرية والأضرحة، بالإضافة إلى قصر كيوتو الإمبراطوري “كيوتو غوشو” الذي كان مكان إقامة الإمبراطور، وقد بني في عام 794 ميلادي وتم ترميمه عدة مرات بعد أن دمرته الحرائق وهو مفتوح أمام الزوار لمشاهدة الزخارف المذهلة التي تغطي أغلب معالمه البارزة بمافي ذلك قاعة مراسم الدولة ومسكن الإمبراطور والمكتبة وقاعة المحكمة وتحيطه الحدائق اليابانية الساحرة من كل جانب.
وتحتوي “قلعة نيجو” على العديد من الأعمال الفنية الهامة وتشمل معالمها البارزة البوابة الشرقية للقلعة المرصعة بالأعمال والزخارف المعدنية، أما المبنى الأكثر أهمية فهو قصر نينومارو الذي يتكون من خمسة مبان منفصلة من الخارج ولكنها متصلة بممرات ذات ديكورات داخلية رائعة مزينة بلوحات المعلم الياباني الشهير كانو تانيو وتلاميذه.
ويعتبر ضريح فوشيمي إناري من أكثر الأضرحة شهرةً في اليابان، وقد تأسس في عام 711 للميلاد وكان مكرساً لإلهة زراعة الأرز، ولايزال الكثير من التجار والحرفيين يزوره حتى اليوم أملاً بإزدهار تجارتهم، يتميز بطريق مذهل يبلغ طوله أربعة كيلومترات ملون بالبرتقالي المشرق مزين بمنحوتات للثعالب، ويوجد بجانبه الكثير من المحلات التجارية التي تبيع الكعك الياباني التقليدي الشهي.
ولا يمكن تفويت زيارة كاتسورا إمبريال فيلا التي تعد واحدة من أقدم الحدائق اليابانية التاريخية الشهيرة، صممها كوبوري إنشو وتتجمع فيها الحدائق الصغيرة حول بركة كبيرة ومن خلفها قمم جبال أراشياما وكامياما، بعض مسارات الحديقة مصنوع من الحصى النهرية والمستطيلة وتصل إلى مجموعة من المباني المعروفة باسم غوتن والمزينة بلوحات فنية رائعة رسمها كبار الفنانين في اليابان.