مجلة مال واعمال

اكتشاف الـ «موناليزا» الحقيقية تحت رسمها المزيف

-

طوال 10 سنوات، وباستخدام تكنولوجيا تسليط حزم من الضوء على لوحة، تنعكس بعدها على شاشة توضح ما رصدته فيها، تمكن عالم فرنسي من اكتشاف رسم لامرأة خلف طيات الدهان الذي استخدمه ليوناردو دافنشي ليرسم به على مراحل لوحته وهي «الموناليزا« المعروضة في متحف اللوفر، الذي رفض التعليق على ما ذكره العالم باسكال كوت لأنه «ليس من أفراد الفريق العلمي» والمعروف بأنه مؤسس مشارك للتكنولوجيا الضوئية في باريس، بفحص اللوحة الشهيرة، ففعل ووجد فيها مفاجأة كبرى.

فالمرأة التي ظهرت خلف «الموناليزا« الشهيرة بابتسامتها التي أصبحت «ماركة مسجلة» باسمها، واحتار المحللون في تفسير نوعها الغامض، مختلفة تماما لجهة الشكل والملامح عن التي نعرف أن دافنشي رسمها بدءا من 1503 وطوال 3 سنوات، وامتدت كما يقال 11 سنة أخرى، وهو ممعن في رسمها وتطويرها، حتى أصبحت في 1517 تحفة يقدر الخبراء قيمتها، بأكثر من 750 مليون دولار، فيما لو تم عرضها بالمزاد، وهناك من يصل بالقيمة إلى مليار، إذا ما احتدم التنافس عليها.

ظهرت المرأة الأخرى لكوت، بعد 10 سنوات من تحليل اللوحة وقصفها بالحزم الضوئية، ورأى طيفها جالسة تنظر إلى أحد الجوانب، وليس على شفتيها أي ابتسامة، كالتي تميز «موناليزا اللوفر« المحيرة محبي الفنون لأكثر من 500 سنة بابتسامة تشع من شفتيها، ولها تفسيرات بالعشرات.

«الآراء تباينت بشأن مزاعم كوت، وانقسم خبراء فن ليوناردو دافنشي بين مؤيد ومعارض»، على حد ما أوردت محطة «بي بي.سي» البريطانية، في ملخص عن فيلم وثائقي تعرض معه عما اكتشفه العالم المعتبر رائدا في استخدام تقنية معروفة باسم «طريقة تكبير الأسطح»، وهي التي استخدمها لتحليل اللوحة التي تظهر فيها ليزا غيرارديني، المعروفة باسم «ليزا ديل جوكوندو» منذ تزوجها تاجر حرير، طلب من دافنشي رسمها حين كان عمرها 24 سنة، ففعل من 1503 الى 1506 في فلورنسا بإيطاليا، ثم بقيت اللوحة لديه وتابع رسمها حتى العام 1517 في فرنسا التي أقام فيها. أما ليزا فتوفيت في 1542 بعمر 63 سنة، وإلى الآن يبحثون في إيطاليا عن قبرها بأحد الأديرة، ولا يعثرون عليه.

إلا أن العالم الفرنسي لا يعتقد بكل هذه المعلومات المستمرة عن «موناليزا» منذ 5 قرون، ويرى أن من عثر عليها تحت طيات الدهان، هي الموناليزا الحقيقية، أما الموجود رسمها في متحف اللوفر الفرنسي، فامرأة أخرى تماما، رسمها ليوناردو فوق «ليزا» زوجة فرانشيسكو دي بارتولوميو دي زانوبي ديل جوكوندو، وهو ما شجع أندرو غراهام- ديكسون، المؤرخ الفني المعروف، على إعداد فيلم وثائقي جديد بالتعاون مع «بي.بي.سي» سماه «أسرار الموناليزا» قائلا فيه الحقيقة.