وصل الكرواتي ماتيه ريماتش البالغ 28 عاما الى قمة صناعة السيارات، مع تصميمه اقوى سيارة كهربائية في العالم، بعدما بدأ مغامرته هذه كهواية في مرآب منزله.
يعشق ريماتش السرعة، وقرر خلال احد سباقات السيارات تحويل سيارة “بي ام دبليو” قديمة يملكها، سيارة كهربائية، بعدما تعطل محركها. جهزها بقطع غيار اشتراها عبر الانترنت، ومن ثم اخرى اخترعها وصنعها بنفسه.
وبعد عشرة اعوام، باتت شركته “ريماتش اوتوموبيلي” احدى الشركات الرائدة في العالم في تكنولوجيا السيارات الكهربائية، وتبيع سيارتها الرياضية “كونسيبت وان” بسعر باهظ جدا يصل الى 850 الف أورو.
ويقول ريماتش خلال مقابلة معه في قاعة العرض المقامة في مصنعه في سفيتا نيديليا قرب زغرب: “نريد ان نكون الافضل في ما نقوم به، ونحن بصدد تغيير العالم”.
اختاره الموقع “بوليتيكو يوروب” في كانون الاول 2015 بين 28 شخصا “يرسمون وجه اوروبا الجديد ويحركونها”. الا ان امتلاك هذه التكنولوجيا المعقدة وايجاد مصادر تمويل لتطوير هذه المشاريع مهمة شاقة، خصوصا في بلد يفتقر الى صناعة السيارات.
اسس ريماتش شركته العام 2009، عندما ادرك ان سيارة “بي ام دبليو” الخاصة به لم تعد فيها اي قطعة اصلية تقريبا. وقرر الانطلاق من الصفر من اجل صنع سيارة جديدة. ويقول: “شكلنا اولا فريقا، ثم كونّا المعرفة والمؤهلات من خلال التجربة، وصولا الى ان جعل الشركة قادرة على تقديم منتج ما”.
وكشفت الشركة عن اول نموذج من “كونسيبت وان” العام 2011 في معرض فرانكفورت للسيارات، حيث لم يكن احد يتوقع ان يقدم صانع صغير سيارة كهربائية قادرة على الوصول الى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 2,8 ثانية، بسرعة قصوى تصل الى 325 كيلومترا في الساعة. كذلك، شاركت في معرض جنيف الاخير مع النسخة الاخيرة من هذه السيارة الرياضية، فضلا عن نموذج عنها سيكون اكثر قوة سمي “كونسيبت اس”.
يتوقع كثيرون ان يغادر المخترع الكرواتي بلده الذي يتعافى ببطء من مرحلة انكماش اقتصادي، لتطوير تكنولوجياته في مكان آخر، مثل سيليكون فالي او المانيا او حتى ايطاليا. لكنه يؤكد “رغبته في ان اقوم بذلك هنا. لذا ثابرت، واعتبر ان الامر ممكن، ونقوم بذلك في شكل ممتاز”.
ينوي ريماتش بناء مصنع آخر في سفيتا نيديليا ايضا، ليتضاعف عندها عدد موظفيه ليبلغ 300 بحلول السنة الحالية. ويبلغ متوسط اعمارهم 30 عاما، وكثر منهم يحملون شهادة في الهندسة ويلتحقون بالشركة مباشرة بعد تخرجهم من الجامعة.
طورت الشركة مكونات كثيرة من “كونسيبت وان” وصنعتها، مثل هيكل السيارة الخارجي وهيكلها القاعدي والبطاريات والمحركات الكهربائية، استنادا الى فلسفة ريماتش التي تقوم على تكوين المعرفة والمؤهلات الخاصة، بدلا من شرائها. ويقول ريماتش: “لهذا السبب، بتنا نتوسع بسرعة واصبحنا خبراء في مجالات عدة”.
العام 2014، حصل على تمويل من ثلاثة مستثمرين دوليين، وهو بصدد اطلاق حملة جديدة لجمع الاموال. ويعرض في المصنع نموذجان من “كونسيبت وان”، احدهما سيارة حمراء قدمت في معرض فرانكفورت. ويعمل المهندسون في المصنع على ثلاث سيارات ستسلم في غضون شهر الى زبائن في الولايات المتحدة والمانيا وايطاليا. وينحصر الانتاج في ثماني سيارات في السنة.
وتشكل السيارة الرياضية الانيقة المنتج الرئيسي في شركة “راميتش اوتوموبيلي”. الا ان المخترع الشاب يوضح انها مجرد واجهة للتكنولوجيا التي يمكن شركته صناعتها، مثل بطاريات يمكن استخدامها لاغراض متنوعة، كالسيارات العادية والطائرات والسفن والدراجات الهوائية او حتى الكراسي النقالة. ويقول ريماتش: “نساعد العالم على اعتماد الكهرباء. ويقوم عملنا على تطبيق هذه التكنولوجيات لمساعدة صناعات احرى على اعتمادها”.
صنع فرع للشركة “غريب باكيس” الذي تأسس العام 2013، دراجة هوائية كهربائية باداء عال، اذ يمكنها ان تصل الى سرعة 70 كيلومترا في الساعة. وبيع حتى اليوم 80 منها في العالم بسعر 8500 أورو.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-b0w