وجه خبراء واقتصاديون، نداء للمواطنين بعدم التهافت على الشراء في رفع حظر التجول لساعات يوم غد الثلاثاء، مؤكدين ان الصحة والسلامة تتقدم على كل الأولويات.
وشددوا على ضرورة حصر الاحتياجات وتدوينها، في حال سُمح بالخروج للتسوق، والتفكير بجائحة فيروس كورونا المستجد ونسبة انتقاله وانتشاره عند الخروج والاختلاط، مع إتاحة الفرصة للمواطنين الآخرين للشراء.
واكدت وزارة الصناعة والتجارة والتموين توفر السلع الغذائية بكميات كبيرة في السوق المحلية، وهي أعلى من الحدود الآمنة لكل سلعة، سواء من الانتاج المحلي أو الكميات المستوردة للمملكة من الخارج.
وقال نقيب أصحاب المخابز والحلويات عبد الإله الحموي ان تهافت المواطنين على شراء مادة الخبر خلال الساعات الاخيرة التي سبقت دخول حظر التجول حيز التنفيذ،” كانت تاريخية ولم نشهدها سابقا”، داعيا المواطنين إلى عدم شراء كميات كبيرة من الخبز ولاسيما وان المخابز قادرة على تلبية الاحتياجات بكل الظروف.
بدوره دعا وزير التخطيط والتعاون الدولي الأسبق الدكتور تيسير الصمادي المواطنين الى كتابة السلع التي يريدونها والالتزام بشراء ما يكتبونه، مقترحا ان يختار سكان الحي الواحد شخصا واحدا أو اثنين ليتولوا مهمة التسوق عنهم، داعياً كذلك إلى الاستفادة من خدمات التوصيل المنزلي التي توفرها المتاجر المختلفة.
وأشار إلى ضرورة اعتماد ما وصفه بالقاعدة الذهبية “أن يتعامل الشخص على أساس أنه مصاب والجميع مصابون” واتخاذ التدابير الوقائية كافة لحماية نفسه والآخرين، داعيا الجهات الحكومية لإصدار تعليمات وإجراءات عملية وسهلة التطبيق، ونشر الاجهزة الأمنية عند أماكن التسوق والمحلات التجارية، والتوسع في الإرشاد والتوعية.
ونصح مالك شركة الياسر للمخازن التجارية المهندس هاني عاشور المواطنين بعدم التهافت على شراء السلع الغذائية مؤكدا توفرها لدى معظم المستوردين وليس بيد فئة معينة من التجار، ما يعني عدم وجود احتكار، اضافة لعرضها بأسعار منافسة ومعتدلة.
وقال المهندس عاشور” ان الحكومة مشكورة سمحت باستمرار الشحن البحري للسلع الغذائية من مختلف الدول ما منح التجار الفرصة لمواصلة الاستيراد وتعزيز المخزون الاستراتيجي منها وضمان عدم وجود نقص بالسوق المحلية”.
ودعا المواطنين الى عدم تخزين السلع الغذائية والاساسية وبخاصة الطازجة لوجود فترة صلاحية محدودة.
من جانبها، دعت العين هيفاء النجار الى ضرورة مراجعة الأساليب الشرائية والأنماط الاستهلاكية للمواطنين، من خلال تبني أساليب الآباء والأجداد في التدبير والاقتصاد المنزلي وترشيد الاستهلاك، وإعادة التدوير، مشيرة الى أن تحديد الاحتياجات الأساسية والثانوية، والقدرة على الادخار، هي مهارات يجب التحصن بها لمواجهة الطوارئ والأزمات.
وقال عميد البحث العلمي والدراسات العليا وأستاذ الاقتصاد بجامعة اليرموك الدكتور قاسم الحموري ان المواطن مهما بلغت درجة فقره فلن يموت جوعا في بلد الكرم، داعيا المواطنين للتفكير في خيارين، اما التهافت على الأسواق وصرف ما لديهم، والمغامرة بصحتهم وصحة عائلاتهم، وإما أن يكونوا حكماء وعقلانيين.
وشدد الدكتور الحموري على ضرورة التذكر دائماً بأننا نعيش حالة استثنائية جدا، تستوجب التوجيه والتوعية المكثفة اقتصادياً وصحيا، لتجاوز الأزمة بسلام على جميع الأصعدة.
وقالت الاستشارية في السلوك الدكتورة ناريمان عطية إن الإنسان تغلب عليه صفة الهلع في الظروف الصعبة بالدرجة الأولى وهو ما يدفعه للاستعجال في التصرف، مشيرة إلى ضرورة اجراء دراسة حقيقية للاحتياجات قبل الذهاب للتسوق وكتابتها، والتفكير في المرض ونسبة انتقاله وانتشاره في حال الخروج للتسوق، وإتاحة الفرصة للآخرين لشراء المنتجات المختلفة.
ودعت الدكتورة عطية المواطنين للتفكير بعقلية إدارية والتروي عند الشراء، وشراء ما يحتاجونه فعلا لأيام محددة وليس لفترات طويلة، وعدم الخروج للشراء إلا للضرورة القصوى الفعلية.
وقال الخبير الاقتصادي مازن ارشيد، ان الوعي الاستهلاكي هو العامل الأهم في طريقة توزيع الموارد المالية التي يمتلكها، ويختلف من شخص لآخر وهو أمر نسبي، مشيرا إلى ضرورة الانتباه والتفريق بين الحقيقة والإشاعة.
وأضاف إنه على المواطن الواعي تقسيم موارده المالية بمنطق، وأن يشتري ما يغطي احتياجاته بما يتناسب مع عدد أيام الانقطاع عن التسوق، مبينا اهمية توعية رب الأسرة لإبنائه، حتى يحسنوا التصرف مستقبلاً في حال واجهتهم ظروف صعبة، داعياً ربات البيوت لأن يكن قدوة لأسرهن في الإنفاق السليم العقلاني.
وأشار ارشيد الى أن معظم المشاكل الاجتماعية سببها سوء إدارة الموارد المالية، والتفكير المستعجل، والاستجابة للشائعات دون التحقق من صحتها، داعياً إلى تقسيم الموارد المالية وفقاً للاحتياجات فقط، والتخطيط للمستقبل.
وقال الاستشاري في التنمية البشرية لؤي درويش إنه على المواطنين وخلال ساعات السماح بالتجول، التسوق من خلال المتاجر الإلكترونية التي توفر السلع كافة، وتوفر خدمات توصيل للمنزل، ما يساعد في مقارنة الأسعار بأريحية، وتوفير الوقت والجهد، ومصاريف الوقود، إضافة للمحافظة على الصحة والسلامة.
وأضاف درويش إن الاقتصاد الرقمي أضاف قيمة لحياة البشر، من خلال زرع مفهوم المستهلك الذكي، الذي يعرف جيداً ما يحتاج فقط، ويحصل عليه بأفضل وأسهل الوسائل، وهو ما نحتاج لتفعيله في هذه الأزمة لتجنب الكثير من المخاطر.