بدأت بورصة قطر تستعيد عافيتها تدريجياً وشهدت حركات نشطة على وقع النتائج السنوية التي أعلنت عنها الشركات المُدرجة حتى الآن، خصوصاً ضمن القطاع المصرفي، حيث تفاعلت أسهم الشركات إيجاباً مع النتائج المعلنة، واستحوذت الأسهم القيادية على الجزء الأكبر من اهتمام المستثمرين الراغبين في الحصول على عوائد طويلة الأمد واستثمار مؤسسي مبني على أسس صحيحة.
وأكد اقتصاديون وخبراء أن النتائج الجيدة التي أعلنت عنها الشركات حتى الآن تؤكد قوة ومتانة الاقتصاد القطري، وساهمت إلى حد كبير في استعادة البورصة عافيتها وتوازنها والعودة إلى ساحة الارتفاعات مرة أخرى، مشيرين إلى أن نتائج الشركات ستكون بمثابة الرافعة لمؤشر السوق، خاصة أن المرحلة المقبلة ستشهد عمليات بناء مراكز جديدة، وأن عمليات التجميع التي شهدتها أسعار الأسهم على مدار الأسبوع الماضي أوجدت نقاط دعم قوية للسوق.
وقال الخبراء: إن إفصاح الشركات عن نتائجها السنوية المدققة ستكون أهم أحداث الشهر الحالي، الأمر الذي يجعل فكرة تفاعل السوق مع إعلان النتائج تسيطر على المتعاملين، خصوصاً مع التأثير القوي الذي تمتاز به أسهم الشركات على المؤشر العام للسوق. مشيرين إلى أن البداية المبشرة للنتائج السنوية تعزّز التوقعات بمواصلة نمو أرباح الشركات في ظل المؤشرات الاقتصادية الإيجابية التي تشهدها قطر الفترة الحالية بالإضافة إلى استمرار الإنفاق على مشاريع البنية التحتية.
وأضافوا: إن المستثمرين تفاعلوا إيجاباً مع النتائج السنوية للشركات، واندفعوا إلى ضخ سيولة جديدة ساهمت في ارتفاع معدل التداول اليومي إلى ما يقارب من 500 مليون ريال في بعض الجلسات، وسجّلت بعض الأسهم مستويات جيدة. فيما انطلقت بقية الأسهم في رحلة صعود جديدة لكن بعضها تعرّض لجني أرباح استطاعت في النهاية استيعاب الجزء الأكبر منها.
وذكر الخبراء أن قيم التداول سجّلت نموًا نسبته 50% خلال تعاملات الأسبوع الماضي لتصل إلى 1.61 مليار ريال، مقابل 1.08 مليار ريال في الأسبوع قبل الماضي. وبلغ حجم التداولات الأسبوعية 49.32 مليون سهم، مقابل 37.34 مليون سهم في الأسبوع قبل الماضي، بارتفاع نسبته 32%.
يُشار إلى أن بورصة قطر قد اختتمت تعاملات الأسبوع الماضي على أرباح قدرها 2.17%، ليغلق مؤشر السوق عند النقطة 10941.43، رابحاً 39.53 نقطة. وكان إعلان بنك قطر الوطني عن تحقيقه لأرباح قوية في عام 2016 محفزاً قوياً وعامل دعم كبير لأداء بورصة قطر، حيث إنه في ظل الأجواء المتفائلة وبدعم من بدء موسم إعلان الشركات عن نتائجها المالية وتفاعل المستثمرين في السوق إيجاباً مع هذه النتائج، والتي تشكّل خريطة طريق مهمة يتمكن المستثمرون من خلالها من تحديد اتجاهاتهم ومراكزهم المالية الفترة المقبلة، استطاع المؤشر أن يكوِّن اتجاهاً صاعداً قوياً الأسبوع الماضي.
وأوضح الخبراء أن أداء السوق جاء إيجابياً لأول مرة منذ فترة طويلة، مدعوماً بحالة التفاؤل التي سيطرت على المستثمرين الفترة الماضية وهو ما دفعهم إلى الدخول في عمليات شراء متواصلة قادت مؤشر السوق لتخطي الكثير من نقاط المقاومة ليصل لأعلى مستوى له على الإطلاق، وتوقعوا مزيداً من الصعود للسوق بدعم من نتائج أعمال الشركات التي تشير الإحصاءات إلى أنها مبشّرة وتساعد بشكل كبير المؤشر على تخطي حاجز 11 ألف نقطة خلال تعاملات الأسبوع الحالي.
وأكدوا أن قطاع الخدمات المصرفية سيكون على رأس القطاعات التي ستحقق نمواً في أرباحها عن العام الماضي، نتيجة عمليات التوسع في أنشطتها التشغيلية سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي التي قام بها خلال الفترات الماضية. وتوقع الخبراء نمو أرباح الشركات السنوية بنسبة قدرها 5%، في ظل الأرباح القوية وغير المتوقعة التي حققتها الشركات التي أفصحت عن بياناتها المالية، وسط حالة من التفاؤل في ظل الارتفاع المستمر لمؤشر السوق، ولفتوا إلى أن الأرقام تؤكد وجود عمليات شراء قوية يقوم بها المستثمرون الأجانب في اتجاه لاقتناص فرص هبوط الأسعار التي تراجعت كثيراً عن قيمها العادلة على الرغم من توقعات نتائج أعمالها الإيجابية.
وأشاروا إلى أن النتائج المتميزة التي حققها بنك قطر الوطني أسهمت في ظهور أداء طيب ومقبول في السوق هذه الأيام بغض النظر عن المؤثرات السلبية التي تسبّب فيها هبوط أسعار النفط. وأكدوا أن الأرباح الجيدة التي حققتها مجموعة “QNB” خلال العام الماضي تعكس قوة الاقتصاد القطري وعدم تأثره بانخفاض أسعار النفط، كما تعكس الفرص الاستثمارية الهائلة بالسوق القطري، وكذلك متانة المراكز المالية لهذه الشركات وفي مقدّمتها المصارف، والتي أسهمت في تجنيبها مزيداً من المخاطر.
نوه بإقبال المستثمرين على الشراء
الهيدوس: انطلاقة قوية مع بداية العام
قال المستثمر عبد الرحمن الهيدوس: إن مؤشر السوق شهد انطلاقة قوية من بداية العام الحالي معززا بجملة من الأخبار الإيجابية سواء متعلقة بالاقتصاد القطري أو الشركات العاملة في السوق، مضيفًا: إن هذا الأسبوع سيشهد إلى حد ما إقبالاً على الشراء من قبل المستثمرين وذلك لتدني أسعار معظم الأسهم، وقربها من متناول كل فئات المستثمرين.
وأضاف: أنه مع بداية إعلان الشركات عن نتائجها السنوية شهدنا تحسناً واضحاً في قيم التداولات وهو ما جعل السوق يستقطب سيولة جديدة، ما انعكس بالإيجاب على حركة المؤشر التي سجلت مكاسب جيدة خلال تعاملات الأسبوع الماضي.
وأوضح أن أنظار المتعاملين والمراقبين والجهات المعنية، تتجه نحو نتائج الأداء التي تُعلن عنها الشركات في إطار عملية تحديد وتقويم تأثر نتائج أداء الشركات المدرجة بتراجع عائدات النفط، وبالتالي فإن نتائج الأداء للعام الماضي ستحمل في طياتها الكثير من المؤثرات الإيجابية والكثير من القرارات الاستثمارية المتوسطة والطويلة الأجل.
وقال: إن المستثمرين في السوق يأملون حدوث انتعاشه للسوق في الأيام المقبلة، متوقعًا حدوث صعود قوى للسوق الأسبوع المقبل في حال قدرة مؤشرها الرئيسي على المحافظة قرب مستوى 11 ألف نقطة، ومن المتوقع تخطي هذا المستوى خلال تعاملات الأسبوع الحالي.
وأضاف: على رغم أن أحجام التداولات لم تصل إلى المستوى المطلوب في مثل هذا الوقت من كل سنة، إلا أن الأسهم القيادية أظهرت إشارات تماسك قوية عملت على تجنيب عمليات تصحيح أو جني أرباح تعيق حركة مؤشر السوق الصاعدة، ما يعني أن ارتفاع مستوى الطلب والتركيز الاستثماري على الأسهم القيادية أثرا إيجاباً في مسار السوق.
أكد المحلل المالي أحمد ماهر أن المستثمرين تفاعلوا بشكلٍ جيد مع نتائج الشركات السنوية، وهو ما أدى إلى تماسك الأسهم والمحافظة على مكاسبها التي حققتها خلال الجلسات الماضية، وتوقع أن يستمر التحسن أو التماسك الذي تشهده الأسهم خلال الأيام القليلة القادمة.
وقال: إن التحسن الذي حدث في بورصة قطر خلال الأسابيع الماضية جاء نتيجة عاملين مهمين، أولهما ارتفاع أسعار النفط إلى قرابة 55 دولاراً للبرميل الذي كان ولا يزال يؤثر وبشكل مباشر على مجريات التداول بالسوق، أما العامل الثاني فيتمثل في النتائج الإيجابية التي حققها الشركات التي أعلنت عن أرباحها حتى الآن.
وأفاد بأن الأرباح الجيدة التي حققتها الشركات التي أعلنت عن نتاجها المالية حتى الآن وفي مقدّمتها “QNB” تشير إلى أن نتائج باقي الشركات ستواصل النمو، وذلك يرجع إلى عدة أسباب أولها قوة الاقتصاد القطري. وأشار إلى أن سرعة إعلان الشركات عن نتائجها السنوية، خاصة الشركات العاملة في قطاع الطاقة تعزّز من ثقة المستثمرين في السوق وتدفعهم إلى التخلي عن نظرة التشاؤم التي صاحبتهم الفترة الماضية بعد موجة الخسائر التي تكبّدوها نتيجة للتأثير السلبي لاستمرار انخفاض أسعار النفط على السوق.
وأشار إلى أن تداولات السوق الفترة الماضية تعتبر معقولة ومنطقية لأسباب عديدة منها انتهاء المحفزات والأخبار الإيجابية التي دعمت السوق الفترة الماضية وذلك بعد الانتهاء من موسم إعلان الشركات عن نتائجها النصفيّة.
وأوضح أن تماسك المؤشر وتغلبه على عمليات جني الأرباح التي حاولت النيل منه يعد شيئًا ممتازًا وهذا يرجع إلى حالة التفاؤل التي تسيطر على المستثمرين الفترة الحالية وهو ما شجّعهم على عدم التخلي عن أسهمهم هذه الفترة لأنهم على قناعة بأن السوق مقبل على ارتفاعات جيّدة الفترة المقبلة. وتوقع ماهر أن تكون الأسهم القيادية والكبرى هي المحرك الرئيسي لحركة التداول في الفترة المقبلة، كما توقع أن تحقق الشركات المُدرجة في البورصة نمواً نسبته 5% في أرباحها للربع الأول من العام الحالي.