مندوباً عن سمو الأمير الحسن بن طلال، رعى الوزير الأسبق الدكتور حازم الناصر، يهدف المنتدى الذي تنظمه غرفة تجارة عمان بالتعاون مع المنظمة العربية الاورومتوسطية للتعاون الاقتصادي (ايما) إلى مناقشة مشكلة نقص العديد من الموارد أهمها المياه وفرص الابتكار والابداع التي تندرج تحت نشاطات القطاع الخاص في دول المنطقة، والتي تقود تلك الدول نحو العديد من المجالات.
وتعد (ايما) من المنظمات التي تتمتع بشبكة واسعة من العلاقات الاقتصادية والسياسية في ألمانيا ودول الخليج العربي، والدول الواقعة على حوض المتوسط وشمال أفريقيا. وتم على هامش المنتدى عقد لقاءات ثنائية بين أصحاب الاعمال الأردنيين ونظرائهم الألمان ضمن التخصصات البيئة واقتصاديات الطاقة وتكنولوجيا المياه واقتصاد إعادة تأهيل النفايات والخدمات اللوجستية والرعاية الصحية.
وأشار الناصر في كلمة ألقاها خلال افتتاح المنتدى، إلى اثر اللجوء السوري على الموارد الطبيعية للمملكة وبخاصة قطاعات المياه والبيئة، مشدداً على ضرورة استمرار التركيز على مسألة اللاجئين وتسليط الضوء على تبعياتها على الاقتصاد الوطني.
ودعا إلى إيجاد بيئة محفزة للرياديين لتوفير فرص عمل للشباب وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجهها المملكة بالقضايا التي تهم البيئة والطاقة والمياه، مؤكداً أهمية إنشاء أنماط مستدامة للاستهلاك والانتاج ما يتطلب تطوير تكنولوجيات حديثة للوصول إلى الاقتصاد الرقمي.
وقال إن نقص الغذاء والطاقة والمياه في الإقليم يحتاج إلى معالجة عن طريق إطار متعدد التخصصات، مبيناً أن الاستقرار والأمن وتطوير الموارد البشرية يمكن تحقيقها من خلال نهج متعدد التخصصات بما يخص السياسات والعلوم والثقافة والابتكار والتكنولوجيا الذي يؤدي إلى تحقيق التعاون الإقليمي.
من جهتها أشارت السفيرة الألمانية لدى المملكة بيرجيتا سفكر ابيرلي إلى الدعم الذي تقدمه بلادها للأردن بقطاعات المياه واستدامة الطاقة والبيئة بهدف الوصول إلى بيئة مستدامة في ظل صعوبة الوصل لهذه الخدمات الاساسية.
وقالت إن الأردن يدفع تكاليف عالية بخصوص توليد الطاقة كونه يعتمد على استيراد المشتقات النفطية من الخارج، مؤكدة أن بلادها مستمرة في البناء على مشاريع التعاون القائمة مع المملكة بمجالات توليد الطاقة. بدورها، قالت رئيسة المنظمة العربية الاورومتوسطية للتعاون الاقتصادي (ايما) غابربيل غرونبيرج، إن علاقات ألمانيا مع الأردن تسير بالطريق الصحيح، وألمانيا تعتمد على الأردن كشريك مهم بالمنطقة، لافتة إلى أن المملكة هي نقطة التقاء لدول البحر المتوسط كونها تنعم بالاستقرار والأمن.
وأشارت إلى الدور الذي يلعبه الأردن في أزمات المنطقة واستقباله للمتضررين من الأزمات والتقلبات السياسية، موضحة أن الأردن كغيره من دول البحر المتوسط يعاني من تحديات بالمياه والطاقة والبيئة الا انه يبقى بلداً مفتوحاً للاستثمار والاقتصاد.
وبينت أن (ايما) تسعى إلى توفير التواصل الاقتصادي في أوروبا والدول العربية إلى جانب وضع حلول للمشاكل التي تواجهها هذه الدول والمتعلقة بالمياه والطاقة والبيئة ودعم كل النشاطات المتعلقة بذلك.
من جانبه، أشار رئيس مجموعة طلال ابوغزالة الدكتور طلال ابو غزالة إلى أهمية نشر الوعي العام حول مسائل البيئة والطاقة النظيفة وتوظيفيها بالاقتصاد النظيف، مشيراً إلى أن مجموعته ستتحول بحلول نيسان المقبل إلى الطاقة الشمسية.
ولفت إلى أن العالم مقبل على أزمة اقتصادية جديدة قد تقع العام 2020 وعلى الأردن الاستعداد لمواجهة تبعياتها من خلال انتاج طاقة متجددة وعدم الاعتماد على المصادر الطبيعية.
إلى ذلك، قال رئيس غرفة تجارة عمان خليل الحاج توفيق، إن قضية شح المياه في الأردن محورية تجب معالجتها على جميع المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وهذا يتطلب العمل المشترك على خطط واستراتيجيات وطنية وإقليمية لمواجهةِ تحديات تغير المناخ وتأثير اللاجئين والتهجير على الأمن المائي خصوصاً في ظل التحديات المائية التي يعيشها الأردن، والتي ازدادت جراء اللجوء السوري.
وبين أن ارتفاعَ كلف الطاقة في المملكة تعد من أبرز التحديات التي تواجهُ معظم شرائحِ المجتمع، فضلاً عن القطاعات الاقتصادية والتي تشكل فيها عاملاً رئيسياً لارتفاع كلَف التشغيل، وانعكاسها على بيئة الأعمال وتطويرها.
وأشار إلى أن هذه التحديات تدفع بالعديدِ من الشركات والمؤسسات التجارية للتوجه نحو الطاقة البديلة، ما يحفز نحو برنامج تطويرٍ مشترك بالتعاونٍ بين الشركات والصناعات والمؤسسات العلمية في هذا المجال.