ربما سمعت قبل ذلك عن عمليات البيع التاريخية لمجموعات فنية هائلة كانت يوماً ملكاً للعائلات المصرفية الأميركية ومصممي الأزياء الفرنسيين وهي تُباع في دار كريستيز للمزادات.
وهذه هي وجهتك إن كنت ضمن نسبة 1% من البشر الذين يمتلكون فائضاً بـ 324 مليون دولار ينفقونها على شراء لوحات ليوناردو دافنشي.
لكن في لندن هذا الأسبوع كانت حقائب اليد هي التي عُرضت في المزاد. لكنها ليست مجرد حقائب يد قديمة بل هي بعض من أندر وأفخم وأنفس وأغلى التصميمات التي صنعت على الإطلاق.
مزاد للحقائب النادرة
إذ تحتوي حقيبة A 2010 Hermès, matte Himalaya Niloticus crocodile Birkin 35 على ما قيمته 18 ألفاً من الذهب الأبيض وقطع ألماس وبِيعت بمبلغ خرافي بلغ 236,750 جنيهاً إسترلينياً وهو السعر الذي يفوق السعر المقدَّر بنسبة 60%.
إنها ثالث جلسة بيع من هذا النوع لدار المزاد خلال عام، فقد حققت نجاحاً ملحوظاً في الجلستين السابقتين من حيث زيادة عدد الزبائن (31% مشترون جدد: 30% من آسيا، 30% من الولايات المتحدة، و30% من أوروبا).
كما يضم مزاد هذا الأسبوع قطعاً بارزة أخرى من بينها صندوق رحلات استكشاف مصنوع من الألومنيوم النادر للغاية من صُنع Louis Vuitton ويعود تاريخه إلى عام 1892، حين كان إنتاج الألومنيوم عملية معقدة إلى درجة أنه كان أغلى من الذهب (بِيع مقابل 162,500 جنيه إسترليني). وحقيبة من نوع Hermès Quelle Idole 2017 وهو الطراز الذي أُطلق في عام 2000 للاحتفال بالألفية بقيمة 68,750 جنيهاً إسترلينياً.
لماذا قد تشتري النساء حقائب يد غالية؟
وفقاً لراشيل كوفسكي التي ترأس قسم حقائب اليد والإكسسوارات في دار مزاد كريستي الدولية بلندن، فإن السوق تغيَّرت بصورة مثيرة خلال السنوات العشر الماضية.
وتقول لموقع Vogue إنه «بعد الركود الاقتصادي، أصبحت النساء يعتبرن حقائب أيديهن شيئاً مهماً، وليست قطعة حليّ تافهة».
وأضافت: «نشهد ظهور جامعات تحف يسعين للحصول على هذه القطع. فقد أصبحن ينظرن إليها بذات الطريقة التي ينظر بها الرجال إلى مجموعات الساعات عادة. هناك إدراك جديد لما تعنيه حقيبة اليد الجديرة بالاقتناء وقيمة هذه القطع في السوق الابتدائية والثانوية».
وأضافت قائلة إن الحقائب هي إحدى الفئات المتمركزة حول المرأة وحدها، فحتى مجال المجوهرات ما زال الرجال يشكلون أغلبية المزايدين فيه.
يتزايد جنون جمع التحف مع تزايد شعبية إنستغرام وحسابات المشاهير وستايل الشوارع ومقاطع الفيديو التي تستعرض الخزائن ومحتوياتها على موقع YouTube وإعادة إحياء تصميمات أرشيفية معينة مثل Gucci monogram من تصميم Alessandro Michele وحقيبة Dior saddle من تصميم Maria Grazia Chiuri.
تصميم الحقائب يساهم في زيادة الأموال
يمكن ربط حضور العلامات التجارية في سوق الحقائب والإكسسوارات بمصممين معينين؛ ففي النهاية يقاس طول عمر القيادة الإبداعية في دور الأزياء بمدى نجاح المصمم في جني المال.
وقد كانت انطلاقة Louis Vuitton في صناعة حقائب تجذب جامعي التحف حديثة نسبياً، وذلك عندما تسلّم مارك جاكوبس Marc Jacobs منذ عقدين إدارة شركة صناعة الحقائب التي تأسست في القرن التاسع عشر.
شجع المصمم الشهير التعاون بين الفنانين أمثال تاكاشي موراكامي Takashi Murakami ويايوي كوسوما Yayoi Kusama وريتشارد برينس Richard Prince وما زال إرثه واضحاً للعيان. (أطلق Louis Vuitton مجموعته الرائدة الثانية بالتعاون مع جيف كونز Jeff Koons العام الماضي).
بغض النظر عن مدى شهرتها ورمزيتها قد يكون سعر الحقيبة أكثر أو أقل من سعر تجزئتها الأصلي اعتماداً على ماهيتها.
وبالرغم من وجود معادلة قياسية يمكنها المساعدة في تحديد القيمة المحتملة لإحدى الحقائب، فإنه ما من قواعد سريعة محددة لتحقيق ذلك الهدف.
تمثل الندرة عنصراً بالغ الأهمية، إضافة إلى حالة الحقيبة (باستخدام مقياس يبدأ من 1 للحقائب الجديدة، وحتى 6 للحقائب التالفة)، وطراز الحقيبة وعمرها ومواد الصنع والصنف والحجم (شهدت المزادات مؤخراً ميلاً ملحوظاً لعرض الحقائب الصغيرة للبيع)، علاوة على ذلك، فهناك أيضاً مدى اهتمام المُزايِد الموجود.
وتقول كوفسكي: «بالنسبة لأحد جامعي الحقائب الذي يبحث عن هذه الحقيبة بالتحديد منذ 10 سنوات، فسينفق أي مبلغ من المال مقابل الحصول عليها».
عادة ما تضم قاعة المزاد أنواعاً متعددة من المشترين، من المشترية المبتدئة، التي ستخرج مرتدية الحقيبة التي اشترتها للتو، وحتى المشترية المتمرسة الخبيرة، التي ستعامل الحقيبة باعتبارها عملاً فنياً معروضاً في خزانة تليق بالمعارض الفنية.
وتضيف كوفسكي: «هناك أيضاً دورة لحياة الحقائب، فيما يتعلق بالأنواع ذات النسخ المحدودة». إذ يشهد سعرها السوقي بداية مرتفعة، قبل أن يمر بانخفاض محتمل بعد فترة تتراوح من عام إلى عام ونصف، قبل أن يرتفع السعر مجدداً.
قد يعود السبب في استعادة الاهتمام بهذه القطعة إلى استخدام إحدى الشخصيات المشهورة أو المؤثرة لها. وعادة ما تشهد هذه السوق تأرجحاً في الأسعار بشكل موسمي.
تمثل هذه الحقائب النادرة ذروة الأغراض المناهضة لثقافة الموضة السريعة، إذ تعتبر قطعاً قابلة للتوريث ذات قيمة مضمونة تقريباً لإعادة البيع.
ويتوقع كوفسكي أن إنفاق حوالي 2000 جنيه إسترليني على إحدى القطع من شأنه أن يضمن لك الحصول على تلك القيمة عند إعادة بيعها. كما أن الأنباء الأخيرة بشأن توقف Chanel عن استخدام الجلود البرية أو الفراء في تصميماتها من شأنه أن يرفع من قيمة بعض القطع القديمة كذلك.
تمثل حقائب اليد غرضاً شخصياً كذلك، فهي تحتوي على أسرارنا وتروي حكاية ما. على سبيل المثال، حدوة الحصان الصغيرة التي قد تجدها بداخل إحدى حقائب Hermès، تعني أن الحقيبة صُنعت خصيصاً لمشتريها، ما يجعلها أكثر مناسبة للاقتناء. إن هذه الشارات المميزة لـHermès، وما تحمله من تراث، مصحوبة بجودة لا تُضاهى تقريباً، هي ما يجعل من عائد حقائبها الأعلى في العالم.