مجلة مال واعمال

ارتفاع عدد السياح القادمين إلى سلطنة عُمان بنسبة 5% سنوياً لغاية 2023 حسب تقرير سوق السفر العربي

-

من المتوقع أن يزداد عدد السياح القادمين إلى سلطنة عُمان بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 5٪ بين عامي 2018 و2023 ليصل إلى 3.5 مليون سائح، وذلك وفقاً للبيانات الصادرة عن سوق السفر العربي الذي يقام في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة ما بين 28 أبريل إلى 1 مايو 2019.

وتشير “كوليرز إنترناشونال” شريك الأبحاث الرسمي لسوق السفر العربي أن هذه الزيادة تأتي بدعم من ارتفاع عدد السياح الهنود المسافرين إلى عُمان والذين شكلوا 21٪ من إجمالي عدد السياح القادمين من خارج السلطنة عام 2018. فضلاً عن زيادة أعداد القادمين من المملكة المتحدة بنسبة 9% وألمانيا بواقع 7% والفلبين 6% والإمارات 6%، وهو ما يعزز من هذا النمو الذي تشهده عُمان بالتزامن مع أعمال التوسعة في مطار مسقط الدولي، وزيادة عدد رحلات الطيران من وإلى السلطنة والتسهيلات الجديدة المتعلقة بمنح التأشيرات الإلكترونية وتأشيرات الزيارة القصيرة.

ويتطلع العارضون من عُمان إلى الاستفادة من هذا النمو المتواصل وجذب المزيد من السياح من تلك الدول، وذلك خلال مشاركتهم في معرض سوق السفر العربي 2019، الذي سيشهد مشاركة عمانية واسعة تضم أبرز الهيئات الحكومية والشركات العاملة في مجال السياحة بما فيها وزارة السياحة العمانية وشيدي مسقط والفواز تورز والبستان بالاس- فندق الريتز كارلتون.

وتعليقاً على ذلك، قالت دانييل كورتيس مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: “تشير أحدث البيانات إلى أن عدد زوار سلطنة عمان سيستمر بالنمو حتى عام 2023، مدعوماً بالتوسعة الجديدة التي طالت مطار مسقط الدولي مؤخراً بالإضافة إلى استراتيجية الحكومة التي تهدف إلى الاستثمار في قطاع السياحة لتنويع مصادر دخلها بعيداً عن النفط.

وعلى الرغم من وجود منافسة كبيرة من وجهات إقليمية أخرى، إلا أن عُمان حافظت على مكانتها كوجهة سياحية فريدة في المنطقة على مدار السنوات القليلة الماضية، نظراً لما تمتلكه من عوامل جذب طبيعية وثقافية وتراثية”.

وفي الوقت الذي من المتوقع أن تحافظ فيه الهند على مكانتها كأكبر الأسواق المصدرة للزوار إلى عمان على مدى السنوات الخمس المقبلة بواقع 389,890 زائر بحلول عام 2023، فإن أعداد السياح القادمين من الفلبين إلى السلطنة سيشهد أعلى معدل نمو سنوي مركب بنحو 11% مقارنةً بـ 3% للهند.
وفي الإطار ذاته، تشير التقديرات إلى أنّ المملكة المتحدة ستحتل المركز الثاني بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 9٪، في حين ستشهد كل من ألمانيا والإمارات نمواً نسبياً بواقع 7٪ و2٪ على التوالي.

وتأكيداً على هذه الأرقام التي تعكس حجم النمو الذي يشهده قطاع السياحة في عُمان، شهد معرض سوق السفر العربي بدورته لعام 2018 زيادة في عدد المندوبين والعارضين والحضور المهتمين بإنجاز الأعمال التجارية مع السلطنة بنسبة 67٪ مقارنةً مع دورة العام 2017 من المعرض.

وأضافت كورتيس قائلة: “بالتزامن مع ارتفاع أعداد السياح القادمين إلى سلطنة عُمان، فقد شهدنا أيضاً زيادة الاهتمام بدخول السوق العمانية من قبل المشاركين في معرض سوق السفر العربي. ومع الاستمرار المتوقع لهذا الاهتمام في معرض عام 2019، فإننا نتطلع إلى تقديم تسهيلات استثمارية وتجارية للمشاركين بما يساهم في تطوير قطاع السياحة في السنوات المقبلة”.

وأشار البحث الصادر عن “كوليرز “إنترناشونال” إلى ارتفاع حجم المعروض الجديد المتوقع دخوله إلى سوق مسقط بواقع 4,600 غرفة فندقية إضافية بحلول عام 2022.

وتهيمن المنشآت الفندقية صاحبة التصنيف الأعلى على حجم المعروض في هذه السوق في الوقت الحالي، حيث تستحوذ الفنادق من فئة الأربع نجوم على 32٪ من المعروض، تليها فنادق الخمس نجوم بواقع 24٪، فيما تصل نسبة الفنادق من فئة الثلاث نجوم إلى 14٪ فقط.

وخلال عام 2019 فقط، من المتوقع افتتاح 20 فندقاً جديداً في مسقط بما في ذلك ثلاثة فنادق من فئة الخمس نجوم ومثلها لفنادق الأربع نجوم بالإضافة إلى خمسة فنادق من فئة ثلاث نجوم وستة فنادق بنجمتين وثلاثة من فئة النجمة الواحدة، حيث تهدف وزارة السياحة العمانية من هذا التنوع إلى توفير المزيد من خيارات الإقامة في العاصمة بأسعار معقولة لتلبية متطلبات كافة شرائح المسافرين والسياح القادمين إليها.

واختتمت دانييل كورتيس بالقول: “في الوقت الحالي، تسيطر الشركات على الطلب في قطاع الضيافة في العاصمة مسقط بنسبة 57٪، يأتي خلفهم المسافرون القادمون بغرض الترفيه بنسبة 32٪ من إجمالي الطلب. ومع نهاية عام 2019، من المتوقع أن يزيد معدل الإشغال بنسبة 5٪ ليصل إلى نحو 59.7٪”.

وتلبيةً لذلك، استثمرت مسقط بشكلٍ كبير في تطوير مطاراتها وزيادة السعة الاستيعابية فيها، حيث من المتوقع أن يساهم المبنى الجديد في مطار مسقط الدولي والذي افتُتح في شهر مارس 2018 في زيادة حركة المسافرين بنسبة 10٪ على أقل تقدير على أساس سنوي، مدفوعاً بنمو شركات الطيران المحلية المتمثلة بالطيران العماني و”طيران السلام” التي تستمر في إضافة مسارات ووجهات جديدة إلى شبكاتها.

ويعتبر سوق السفر العربي من أبرز الأحداث في قطاع السياحة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسب رأي أبرز المتخصصين في هذا القطاع، وقد استقبلت دورة عام 2018 أكثر من 39,000 متخصص في قطاعات السفر والسياحة والضيافة، وشهدت تسجيل أكبر مشاركة للفنادق في تاريخ المعرض على الإطلاق بنسبة 20% من المساحة الإجمالية للمعرض.

وسيركز سوق السفر العربي في دورته لعام 2019 على التقنيات المتطورة والابتكار باعتبارهما محور النقاش الرئيسي خلال الجلسات المخصصة والندوات والأعمال التي سيشهدها المعرض.