ارتفعت كلف إنشاء العقارات في المملكة بنسب تصل إلى 12 % منذ بداية العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، وفقا لمستثمرين في القطاع.
وبين المستثمرون في حديث لـ “الغد” أن أسعار الأراضي تستحوذ على النسبة الأكبر من هذه الكلف تليها “التشطيبات” النهائية للأبنية.
وقال مستثمر في قطاع الاسكان صفوان العمد إن كلف البناء ارتفعت بنسبة تراوحت من 8 الى 12 %، مبينا أن سعر الأراضي وحدها ارتفع العام الحالي بحوالي 40 % عن العام الماضي.
وبين أن كلفة أسعار الاراضي تشكل النسبة الأكبر في عملية البناء، تليها كلفة تشطيب البناء والتي تستحوذ على نحو 55 % من كلفة الانشاءات، بسبب التطور في التقنيات التي باتت تستخدم في الأبنية مثل التكييف المركزي والعزل الحراري واستعمال مواد خام أولية عالية الجودة.
وأوضح العمد أنه لم يعد سعر كل من الحديد والاسمنت وارتفاع أسعارهما يشكلان أساسا كبيرا في البناء، اذا ما تم النظر إلى ارتفاع كلف الاراضي التي أصبحت باهظة الآن، ورسوم تقديرها.
وحول أهم المناطق التي تشهد حركة عمرانية، بين العمد ان ابرزها هي مناطق شمال عمان، ومناطق أول شارع المطار (مرج الحمام، رجم عميش، خربة سكة)، مشيرا إلى ان حركة البناء والانشاءات تكون قائمة على مدار العام، بينما تزيد في الصيف نتيجة لطول ساعات العمل.
أما صيف العام الحالي، فتوقع العمد أن تكون الحركة محدودة بسبب تزامنه مع شهر رمضان المبارك الذي تحد فيه عادة حركة العمل.
من جهته قال مستثمر آخر في قطاع الاسكان الدكتور نعمان الهمشري، إن حركة البناء مستمرة على مدار السنة، مع زيادة أكبر في فترة الصيف إذ ترتفع ارقام المساحات المرخصة للبناء في دائرة الأراضي والمساحة، مشيرا إلى أن أرقام التداول ارتفعت خلال الاشهر الخمس الاولى من هذا العام بنسبة 20 %، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وفي خصوص كلف الانشاءات بين الهمشري انها ترتفع بشكل مستمر بسبب ارتفاع اسعار الاراضي، وزيادة أجور العمالة، وزيادة اسعار الوقود والمحروقات، اذ ان كلفها جميعها ينعكس على الانشاءات وبالتالي تزيد الكلف.
وذكر الهمشري أن العاصمة عمان سواء الغربية أو الشرقية هي اكثر المناطق حركة عمرانية هذه الفترة، ثم تأتي بعدها مدينة اربد ثم الزرقاء.
وبين أن سعر طن الحديد تراوح في الخمس سنوات الماضية بين 500 الى 700 دينار، في حين استقر سعر الطن هذا العام 600 دينار تقريبا.
وارتفعت اسعار الاسمنت منذ بداية العام 2014 بنسبة 69 %، اذ ان سعر طن الاسمنت قبل هذا العام كان حوالي 65 دينارا، في حين استقر سعر الطن للمستهلك هذا العام 110 دنانير، حسب ما ذكر رئيس جمعية تجار الاسمنت منصور البنا.
في حين قال مستثمر في قطاع الاسكان خالد ملحم، ان حركة البناء في فترة الصيف تكون أكثر بسبب طول ساعات العمل بينما تؤثر الظروف الجوية في فترة الشتاء على مدة العمل في أي مشروع.
وأشار ملحم الى ان السنة الماضية كانت حركة البناء أنشط من هذه السنة كون أن في هذه السنة توجد مشاريع عديدة أقيمت العام الماضي ويسوّق لها العام الحالي.
من جهته، رأى ملحم ان كلف الانشاء لم تزد هذا العام بينما ان كلف الاراضي في مدينة عمان هي التي زادت بنسبة تراوحت من 20 الى 25 % هذا العام.
وبحسب أرقام دائرة الإحصاءات العامة فقد ارتفع اجمالي مساحة الأبنية المرخصة إلى 3978 ألف متر مربع خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة مع 3115 ألفا خلال الفترة ذاتها من العام الماضي بزيادة نسبتها 28 %”.
كما بلغ إجمالي عدد رخص الأبنية الصادرة 10857 رخصة مقارنة مع 7794 رخصة خلال نفس الفترة من العام الماضي بارتفاع بلغ 39.3 %.
أما للأغراض السكنية؛ فقد بلغت مساحة الأبنية المرخصة خلال الربع الأول من العام 2014 حوالي 3343 ألف م2، مقارنة مع 2677 ألف م2 خلال نفس الفترة من العام 2013 بارتفاع بلغ 24.9 %.
في حين بلغت مساحات الأبنية المرخصة للأغراض غير السكنية حوالي 635 ألف م2 مقارنة مع 438 ألف م2 خلال نفس الفترة من العام 2013، بارتفاع بلغ 45 %.
وشكلت مساحة الأبنية المرخصة للأغراض السكنية 84 % من إجمالي مساحة الأبنية المرخصة، في حين شكلت مساحة الأبنية المرخصة للأغراض غير السكنية 16 % من إجمالي مساحة الأبنية المرخصة.