مجلة مال واعمال

اختتام مؤتمر اليوروموني للتمويل الإسلامي بلندن

-

27

اختتمت نهاية الأسبوع الماضي بالعاصمة البريطانية لندن، أعمال مؤتمر يوروموني للتمويل والاستثمار الإسلامي، والذي عقد على مدى يومين لمناقشة تدفقات رأس المال الإسلامية حول العالم وسبل تنشيطها واستثمارها.
وناقشت جلسات المؤتمر الوضع الحالي للاقتصاد الدولي وأثره على التدفقات الرأسمالية الإسلامية وصور التعاون والتنافس في خلق مراكز اقتصادية دولية للتمويل الإسلامي مع تقييم الفرص المتاحة وحجم رأس المال المتاح ودور القطاع الخاص في العمل بهذه المنظومة.
وشارك في المؤتمر عدد من البنوك ومؤسسات التمويل الإسلامية والعربية والدولية، بالإضافة إلى عدد من المهتمين بالاقتصاد والاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، بالإضافة إلى ممثلين عن عدد من الحكومات ذات التجارب في التعامل مع منظومة الاقتصاد والتمويل الإسلامي لنقاش التجربة والقواعد القانونية والتنظيمية التي تمت تجربتها.
وقال الدكتور أحمد كامل، العضو المنتدب لشركة “إنوفيشن” للعلاقات العامة والإعلام المتخصص والاتصال، إن مشاركته جاءت بدعوة من مؤسسة يوروموني المنظمة للمؤتمر ضمن الجهود المبذولة لخلق الوعي بهذا المجال النامي في الاقتصادات العالمية، مضيفا أن حوالي 1 % من عمليات التمويل دوليا تتم وفقا لنظام التمويل الإسلامي القائم على المرابحة وليس الفائدة الثابتة، وهو رقم يعد متدنياً للغاية خاصة إذا علمنا أن 23 % من سكان العالم مسلمون!
وشرح كامل أن هناك نقصا في الخبرات على المستوى الدولي في هذا المجال الذي يملك عددا من قصص النجاح المحلية في عدد من الأسواق ولكن بدون منظومة عابرة للحدود تنقل هذا النجاح لأسواق أخرى، بالإضافة إلى عدم تطوير منتجات مصرفية تمويلية طبقاً لمتطلبات الشريعة تكون منافسة وجاذبة للمستهلك بعوامل ربحية أكثر من كونها التزاما دينيا أو أخلاقيا.
وأكد كامل أن الدور الذي تقوم به شركات العلاقات العامة ودور الإعلام غاية في الأهمية في التعامل مع الخدمات والمنتجات الجديدة وغير التقليدية في الأسواق المختلفة، وأن وضعه كمستشار إعلامي يفرض عليه التعرض والمشاركة في فعاليات وأحداث مختلفة تعرض رؤى متباينة ووجهات نظر تفيد عملاءه من المجال السياسي وأيضاً على مستوى الشركات المحلية ومتعددة الجنسيات والبنوك.
وأشار كامل النظر إلى أن احتضان بريطانيا لهذا المؤتمر ومشاركة وزراء وسياسيين بريطانيين دليل على أن الحكومات تفتح أبوابها لبدائل التمويل المختلفة، خاصة وأن بريطانيا تمتلك 6 بنوك إسلامية و20 بنكا تقدم خدمات مصرفية اسلامية، وتتنافس لندن مع لكسمبورج في طرح إطار قانوني لإصدار الصكوك الإسلامية، وذلك بالإضافة إلى خبرات قانونية ولوجستية وسهولة في الاستثمار حتى ان تأسيس شركة في بريطانيا يستغرق 20 دقيقة فقط وأن المستثمرين البريطانيين المشاركين أكدوا أن أي دولة لا تستكشف هذا المجال الجديد إنما تخنق فرصا جديدة للتسويق لاقتصادها. وأضاف أنه ليس مطلوبا من كل دولة أن تكون مركزا للتمويل طبقاً للنظم الإسلامية، ولكن أن تتيح الفرصة والمنتجات الخدمية والتشريعات المنظمة التي تسمح بنمو هذا القطاع وغيره لأنه حتى ولو كان يمثل 1 % فقط من التمويل العالمي، فإنها إضافة محمودة لأي اقتصاد، خاصة أنها مرشحة للنمو المضطرد مع زيادة الوعي والفرص والكوادر المدربة، مشيرا إلى مثال وهو شركة التجارة الإسلامية الدولية التابعة لبنك التنمية الإسلامي بجدة (ITFC-IDB) والتي تضاعفت استثماراتها في مصر من 300 مليون دولار قبل الثورة إلى ثلاثة مليارات دولار بعد الثورة في قطاع البترول والغاز وحده، وأن كثيرا من بيوت التمويل متحفزة للدخول إلى السوق المصري الحكومي والخاص، خصوصا بعد إجراءات السيطرة على السوق السوداء للدولار وسيشاركون في المؤتمر الاقتصادي في شهر آذار (مارس)، بينما تنتظر عدد من المؤسسات والشركات المصرفية الإسلامية إقرار الحكومة لتعديلات سوق المال الخاصة بقانون الصكوك بما يسهم في بروز نوع جديد من صناديق الاستثمار تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.