بالنسبة للعديد من انواع السرطان، يعتبر التشخيص عملية طويلة وصعبة. وقد يتم اكتشافه بعد سنوات من تكاثره في الجسم، بينما يمكن علاج الكثير من السرطانات في حال تم اكتشافها في مراحلها المبكرة.
ميس حمّاد
ومن أجل هذا، ابتكر باحثون اختباراً للدم يمكنه الكشف عن ثمانية أنواع من السرطان، قد يوفر تقنية تشخيص أبسط وأكثر فعالية، وهو اختبار Cancer SEEK الذي لديه القدرة على تحديد ثمانية أنواع سرطانية من عينة دم واحدة.
في دراسة حديثة أجراها فريق من كلية الطب بجامعة “جون هوبكنز” الأميركية، كشف الباحثون كيف أظهر اختبار الدم حساسية عالية وخصوصية للكشف عن السرطان لدى أكثر من ألف شخص.
الدراسة نشرت أخيراً في مجلة العلوم medicalnewstoday، وذكر فيها الباحثون أنه “بحلول العام 2030 سيزيد عدد الوفيات بالسرطان من ثمانية ملايين إلى 13 مليوناً في جميع أنحاء العالم”.
ويعتبر التشخيص المبكر مفتاحاً للحد من تزايد عدد الوفيات المرتبطة بالسرطان. وفي وقت سابق كان يتم تشخيص المرض وارتفاع فرص نجاح العلاج، لكن لا يمكن اكتشاف العديد من أنواع السرطان إلا في مراحل متأخرة، ويعود ذلك لعدم توافر أدوات تشخيص سريعة وفعّالة.
ومع ذلك، يعتقد الباحثون في جامعة “جون هوبكنز”، أنه عندما تتشكل الأورام السرطانية، فإنها تطلق شظايا صغيرة من الحمض النووي المتحول والبروتينات إلى مجرى الدم، وهذه يمكن أن تكون بمثابة علامات للسرطان.
يعمل اختبار الدم الجديد من خلال تحديد علامات لـ 16 طفرة جينية، وثمانية بروتينات مرتبطة بثمانية أنواع مختلفة من السرطان. وتشمل هذه السرطانات: سرطان الثدي، والرئة، والقولون والمستقيم، بالإضافة إلى خمسة أنواع أخرى من السرطان منها: المبيض، والكبد، والمعدة، والبنكرياس والمريء، والتي لا تخضع حالياً لفحوص روتينية للأشخاص الذين يعانون من مخاطر متوسطة.
ويشرح المؤلف المشارك في الدراسة كريستيان توماسيتي، المختص في علم الأورام والإحصاء الحيوي في جامعة “جون هوبكنز”، قائلاً: “إن الطريقة الجديدة لتصنيفنا هي الجمع بين احتمال رصد طفرات مختلفة من الحمض النووي مع مستويات عدة بروتينات”.
في دراستهم، قام الباحثون باختبار Cancer SEEK على 1500 شخص تم تشخيصهم بأنهم يعانون من أشكال من أحد السرطانات الثمانية. ووجدوا أن الاختبار تمكن من التعرف إلى 70 في المئة من السرطانات، وتراوحت الحساسية من 33 في المئة لسرطان الثدي، إلى 98 في المئة لسرطان المبيض.
كما وجد الباحثون أن الحساسية تراوحت بين 69 في المئة و 98 في المئة بالنسبة للسرطانات الخمسة التي لا تخضع حالياً لاختبارات فحص روتينية. وحقق الاختبار نتيجة إجمالية بلغت أكثر من 99 في المئة.
الدكتور المشارك في الدراسة ومدير مركز لودفيغ لعلم الوراثة والتداوي في السرطان في جامعة جون هوبكنز، كينيث كينزال، لاحظ أن “اختبارهم تمكن من تحديد موقع الأورام لدى 83 في المئة من المرضى”، بحسب موقع medicalnewstoday .
المصدر : https://wp.me/p70vFa-qx3