في سياق حديثه عن أزمة تدخين التبغ، لفت الدكتور جواد المحجور، المدير بالإنابة لـ «مكتب إقليم شرق المتوسط» في «منظمة الصحة العالميّة» إلى مجموعة من المعطيات المتعلقة بذلك الشأن في دول الإقليم.
ونبّه إلى أن تعاطي التبغ ارتفع بين الرجال والنساء والفتيان والفتيات في الإقليمين، بل تبلغ نسبة تعاطيه في بعض بلدان الإقليم قرابة 52 في المئة بين الرجال و22 في المئة في صفوف السيدات. وأصبحت معدلات التدخين بين الشباب تثير القلق، إذ تصل إلى 42 في المئة بين الفتيان و31 في المئة بين الفتيات. ويشمل ذلك تدخين «الشيشة» (نارجيلة) التي يُقبِل عليها الشباب أكثر من إقبالهم على السجائر.
وأضاف: «في إطار جهود «منظمة الصحة العالميّة» لتشجيع الامتناع عن تعاطي التبغ، تدأب المنظمة على حث الجماعات المعنية بأمراض القلب والأوعية الدموية والمختصين في ذلك المجال، كي يضطلعوا بمسؤولياتهم في ذلك الشأن، خصوصاً تثقيف الجمهور، والأخذ بزمام القيادة للحد من تعاطي التبغ. وتقترح المنظمة الأممية أن ذلك يساهم أيضاً في احتواء وباء أمراض القلب والأوعية الدمويّة على المستويين الوطني والإقليمي. وكذلك تُشجِّع المنظمة الجمهور الواسع على بذل جهود حثيثة لخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب، عبر الإقلاع عن تعاطي التبغ وتجنُّب التعرُّض للتدخين السلبي.
ولا تدّخر المنظمة وسعاً في تشجيع الحكومات على اتخاذ إجراءات عملية لمكافحة تعاطي التبغ، ورفع وعي الجمهور بشأن العلاقة بين تعاطي التبغ وأمراض القلب. وكذلك تشجِّع البلدان ومنظّمات المجتمع المدني على تعزيز الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية ومكافحتهما عبر تكثيف جهودهما في صوغ سياسات تتوافق مع «الاتفاق الإطاري» الذي صاغته المنظمة بشأن مكافحة التبغ والحدّ من الطلب عليه.
6 تدابير أساسيّة
يتضمن «الاتفاق الإطاري» الذي أقرته المنظمة عن مكافحة التدخين 6 تدابير هي: رصد تعاطي التبغ وسياسات الوقاية منه، وحماية الناس من دخان التبغ، وعرض المساعدة على من يريد الإقلاع عن تعاطي التبغ، والتحذير من مخاطر التعاطي، وإنفاذ حظر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، وزيادة الضرائب المفروضة عليه.
ولفت المحجور إلى أن التبغ بأشكاله كلّها يحتوي على مواد كيماوية خطيرة. وشدّد على أن الاستراتيجية الوحيدة الناجعة للمحافظة على سلامة القلب والأوعية الدموية تتمثل في الإقلاع عن تعاطي التبغ وتجنب البدء في ممارسة عادة التـــدخين وعدم التعرض للتدخين السلبي. ونبّه إلى أن «الشيشة» (النارجيلة)، والتبغ العديم الدخان، والسجائر الإلكترونية لها مخاطر صحية جسيمة كالإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، وقصور عضلة القلب، وعدم انتظام ضربات القلب وأمراض متنوعة أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن التدخين السلبي يتسبّب في الإصابة بأمراض حادة ومزمنة في القلب والأوعية الدموية، إذ يساهم بنسبة كبيرة في ظاهرة الموت المفاجئ عند الرُضَّع، كما يتسبّب تدخين الحوامل في انخفاض وزن الطفل عند الولادة، إضافة إلى زيادة نسب ظهور عيوب خلقية في القلب لدى الأجنّة!