وقعت شركتا أرامكو السعودية وسابك اتفاقية مبدئية لإجراء دراسة جدوى مشتركة من أجل إنشاء مجمع متكامل لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية في المملكة والتي يتوقع أن يتم الانتهاء منها مع بداية العام المقبل، وتتضمن الاتفاقية المبادئ الأساسية للمشروع المشترك.
وقالت الشركة: انه سيتم تحويل النفط الخام إلى كيميائيات بالاعتماد على تقنيات مطورة، مستمدة من عمليات التكرير التي أثبتت جدواها في كفاءة التشغيل، وهو الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه مشروع المجمع بما يعزز فعالية استغلال الموارد، فضلا عن تنويع مواد اللقيم المستخدمة في صناعة البتروكيميائيات.
وقال رئيس أرامكو وكبير الإداريين التنفيذيين، المهندس أمين الناصر: «ان هذه الاتفاقية تعكس الرؤية التي نبنيها على الدور الريادي العالمي الذي تقوده المملكة حالياً في مجال إنتاج النفط الخام وتصدير المنتجات الأساسية، وذلك من خلال زيادة انتاج البتروكيميائيات المعتمدة على النفط الخام بشكل ملموس، وزيادة الانتاج في مختلف مراحل سلسلة الصناعة الهيدروكربونية الأمر الذي يحقق مكاسب اقتصادية كبيرة للمملكة».
وذكر: «إن تعاون الشركتين بالمستوى المطروح في دراسة الجدوى يساعد على تحفيز الانتقال إلى عهد جديد من التنويع الصناعي وخلق الفرص الوظيفية وتطوير التقنيات في المملكة، من خلال تحويل الصناعات التحويلية إلى مواد كيميائية متخصصة في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة».
وتابع: «ان العلاقة بين ارامكو وسابك ليست وليدة اللحظة وإنما امتداد لتعاون سابق وسيعقبه اتفاقات أكبر إن شاء الله، متوقعاً أن يتم الانتهاء من هذه الدراسة مع بداية العام المقبل، وسيحدد في وقتها مكان المشروع وكل تفاصيله مبيناً أن ينبع من المدن الواعدة والرئيسية صناعياً ولكن لم يتأكد حتى الآن موقع المشروع، وعن خروج بريطانيا من اليورو قال الناصر: السوق الأوروبية مهمة من ضمن اسواقنا الخارجية وإلى الآن لم يؤثر خروج بريطانيا من منظومة الاتحاد الاوربي على عملياتنا في تلك السوق».
من جانبه قال نائب رئيس مجلس إدارة سابك والرئيس التنفيذي يوسف البنيان: «انه من خلال العمل معاً يمكن لشركتي» سابك وأرامكو أن يحرزا تقدماً نحو تنويع مواد اللقيم المستخدم في صناعة البتروكيميائيات في المملكة، وجعل النفط إحدى المواد المتاحة لتكون لقيماً مناسبا لهذه الصناعة، ونأمل في نهاية المطاف أن تقود اتفاقيتنا لعمل دراسة جدوى مشتركة من أجل تطوير مجمع متكامل لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية في المملكة، إلى عهد جديد يمتاز بنمو اقتصادي قوي وإيجاد العديد من الفرص الجديدة لشباب الوطن الطموح».
وأضاف: «ان فكرة المشروع تأتي منسجمة مع رؤية 2030، إذا سيقدم المشروع فرصا لبناء صناعات تحويلية رائدة في المملكة من خلال أربعة عوامل، تعزيز قيمة إنتاج النفط الخام في المملكة عبر التكامل الشامل في سلسلة الصناعات الهيدروكربونية، والاسهام في التنويع الاقتصادي من خلال إنتاج مواد جاهزة للاستهلاك أو شبه جاهزة، إضافة إلى تطوير وابتكار تقنيات متقدمة، وجعل النمو الاقتصادي المستدام للمملكة متوائماً مع برنامج التحول الوطني».
وتابع: «لا يوجد اي تنافس بيننا ونحن مكملون لبعض وهذا الاتفاق هو نواة لبداية تعاون أكبر وأشمل في المستقبل، وسبق أن حدث تعاون فيما بيننا على مستوى البحوث والدراسات، مبيناً أن هذا المشروع الذي ندرسه مع ارامكو يأتي امتدادا لإستراتجية سابك في تنويع انواع اللقيم، وهذا اتفاق مبدئي سنحدد من خلاله الطاقة الإنتاجية وكم يحتاج من كوادر بشرية وخلافه، فيما نفى البنيان أن يكون الرقم الذي يتم تداوله بأن كلفة هذا المشروع 30 مليار ريال وأنه غير صحيح مشدداً على أن من المبكر الحديث عن حجم الاستثمار أو حجم التكلفة».
واكد على ان الاستثمار في هذا المشروع سيكون لبنة لإشراك المحتوى المحلي وقطاع الخاص فيه وأن أي فرصة سانحة مستقبلاً للتعاون مع ارامكو سنحرص على استغلالها وتنميتها».