مجلة مال واعمال

اتصالات منتجي النفط تبث أجواء إيجابية في السوق وتعيد الزخم للأسعار

-

11

أدت حالة النشاط والاتصالات المكثفة بين منتجي النفط الخام إلى زيادة أجواء التفاؤل في السوق قبل أيام قليلة من عقد الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك في فيينا في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وهو ما قاد إلى مكاسب سعرية تجاوزت 5 في المائة في ختام الأسبوع الماضي، عقب فترة سلبية في السوق خسرت فيها الأسعار مكاسب سبعة أسابيع.

وكان لاجتماع المنتجين التشاوري في الدوحة يوم الجمعة آثار إيجابية للسوق، خاصة بعد زيادة القناعة في السوق، بتنامي الرغبة في احتواء الخلافات ووجود نيات جادة وصادقة لدى الأغلبية لإنجاح خطة تنفيذ اتفاق الجزائر الخاص بخفض إنتاج دول أوبك.

وحظيت زيارة محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك أمس، باهتمام كبير من المعنيين بسوق النفط، خاصة في ضوء قناعة الكثيرين بأن تكثيف المفاوضات مع المسؤولين الإيرانيين قبل أيام من الاجتماع الوزاري قد يؤتي ثماره ويضغط على طهران لتبنى مواقف أكثر مرونة تدعم خطة تقييد الإنتاج وتحقق السيطرة على حالة تخمة المعروض وفائض المخزونات، بما ينعكس على سهولة استعادة التوازن في السوق.

وفى سياق متصل، قال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، إن محادثاته قبل أيام قليلة في فنزويلا، ركزت على دعم التعاون وبناء الثقة من أجل الاستمرار في العمل المشترك، حتى يتم التوصل إلى توافق كامل فيما يخص الاتفاق النهائي بشأن التنفيذ الكامل لـ “اتفاق الجزائر”.

وقال باركيندو – في تقرير لمنظمة أوبك عن نتائج زيارته الأخيرة إلى فنزويلا ولقائه الرئيس نيكولاس مادورو وعددا من المسؤولين – إنه أجرى في كاراكاس مناقشات مستفيضة حول القضايا ذات الصلة التي تمس الوضع الحالي في الأسواق النفطية، خاصة التطورات التي حدثت منذ عقد الاجتماع الوزاري الاستثنائي رقم 171 في الجزائر في نهاية سبتمبر الماضي، وما تم خلاله من التوصل إلى اتفاق الجزائر الذي يركز على الحاجة إلى تحقيق إعادة التوازن في سوق النفط وعودة الاستقرار إلى السوق.

ونقل التقرير عن الرئيس الفنزويلي قناعته بأن الاتجاه التصاعدي للأسعار في الأسابيع التي تلت اجتماع الجزائر يؤكد صحة “اتفاق الجزائر”، مستدركا أن تراجع الأسعار بشكل كبير أخيرا كان دليلا على الحاجة الملحة إلى تحقيق إطار متكامل لتنفيذ الاتفاق.

وأضاف التقرير، أن مادورو حث جميع الدول الأعضاء على إبداء المرونة وإعطاء الاهتمام الواجب للمصالح الجماعية لدول المنظمة، معتبرا أن هذا الأمر سوق يسهم في تحقيق استقرار السوق وتلبية رغبات وتطلعات الجميع.

كما نقل التقرير عن مادورو وباركيندو تأكيدهما، أن هناك إرادة كافية فيما بين الدول الأعضاء في منظمة “أوبك” لاتخاذ الخطوات اللازمة للتوصل إلى آلية بشأن تنفيذ اتفاق الجزائر قبل نهاية الشهر الجاري، ما يسهل بناء آليات واستراتيجيات جديدة للمساعدة في تحقيق الاستقرار في السوق.

وقال باركيندو، إن دورة صناعة النفط الحالية ربما كانت أسوأ الدورات التي خاضها السوق على مدار السنوات الـ 50 الماضية، مشيرا إلى أن كل منتج سواء داخل “أوبك” وخارجها قد تأثر سلبا بالدورة الحالية التي شهدت انكماشا حادا في أسعار النفط منذ منتصف 2014 تخطت تأثيراته كل الحدود السابقة.

وأضاف التقرير، أن باركيندو أجرى محادثات أيضا مع الرئيس الإكوادوري رافاييل كوريا، كما أجرى اتصالات سابقة مكثفة في كل من السعودية وقطر والعراق والكويت والإمارات، وذلك في إطار جهود منظمة أوبك الرامية إلى تسريع الانسحاب من مشكلة تراكم وارتفاع المخزونات النفطية، وبهدف دفع السوق نحو استعادة التوازن وضمان الاستقرار المستدام بما يسمح للاستثمارات بالعودة إلى الانتعاش مرة أخرى.

وأوضح باركيندو، أن “أوبك” تقدر بشدة كل أعضائها وتتطلع إلى دور محوري ومؤثر لكل دولة في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن فنزويلا – تحديدا – تلعب دورا مهما ومتواصلا وتقدم دعما قويا جدا لمنظمة أوبك على مدى عدة عقود ماضية وستواصل هذا الدور المؤثر في المستقبل.

واعتبر باركيندو، أن فنزويلا لها دور قيادي كبير في السعي لاستعادة التوازن والاستقرار في السوق، حيث تقود مشاورات مكثفة مع رؤساء وقيادات دول أخرى سواء الأعضاء في منظمة أوبك أو تلك الدول المنتجة من خارج المنظمة، مشيرا إلى أن فنزويلا ليست معنية فقط بمصالحها لكن بمصالح جميع الدول المنتجة للنفط، وكذلك الدول المستهلكة أيضا.

من جانب آخر، شاركت منظمة أوبك في مؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي الذي اختتم أعماله في مدينة مراكش المغربية يوم الجمعة.

ونقل تقرير للمنظمة عن الأمين العام محمد باركيندو تأكيده خلال مشاركته في أعمال المؤتمر، أن منظمة أوبك والدول الأعضاء هم شركاء فاعلون في مفاوضات تغير المناخ، حيث ترحب “أوبك” وتساند تطبيق اتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي.

وأضاف التقرير، أن دول “أوبك” انضمت إلى التوافق والإجماع العالمي في باريس من أجل المضي قدما في تعزيز جهود مكافحة التغير المناخي، مشيرا إلى شعور “أوبك” ببعض القلق من ضعف بعض المبادئ الأساسية للاتفاقية، خاصة مبدأ المساواة ومبدأ المسؤوليات المشتركة وتأثيرات الاتفاقية خاصة على مستوى الدول النامية ما يتطلب إعادة النظر في بعض الجوانب.

وأشار إلى أن “أوبك” تأمل في استمرار روح التعاون والإيجابية نفسها التي أدت إلى نجاح اعتماد اتفاق باريس، وأن يتم الحفاظ عليها في مرحلة التطبيق، مطالبة بإعطاء الدول النامية وضعا مميزا وأن تحظى برامج التنمية فيها بالأولوية الخاصة التي تستحقها.

وأكد التقرير، أن “أوبك” ستظل ملتزمة بدعم جهود مكافحة التغير المناخي، وستسعى للتأكد من التنفيذ الناجح والشامل للاتفاقية بما يعود بالفائدة على مصالح جميع الدول.

من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط في تسوية يوم الجمعة في ختام أسبوع قوي شهد ارتفاع الخام بدعم من التوقعات المتزايدة، بأن تجد منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) سبيلها لتقييد الإنتاج بنهاية هذا الشهر. وخلال الأسبوع ارتفع مزيج برنت والخام الأمريكي بنحو خمسة في المائة في أول مكسب أسبوعي للخامين منذ نحو شهر.

وتقترب “أوبك” من الانتهاء هذا الشهر، من أول اتفاق منذ عام 2008 لتقييد إنتاج النفط، مع استعداد معظم الأعضاء لإبداء مرونة أكبر مع إيران بشأن حجم الإنتاج.

وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 37 سنتا أو ما يعادل 0.8 في المائة إلى 46.86 دولار للبرميل في أول زيادة في أسبوعية في خمسة أسابيع، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 27 سنتا أو ما يعادل 0.6 في المائة إلى 45.69 دولار للبرميل في أول زيادة أسبوعية له في أربعة أسابيع.

وكبح ارتفاع الدولار لأعلى مستوياته منذ 2003 أمام سلة من العملات يوم الجمعة صعود أسعار النفط، ويجعل ارتفاع الدولار النفط المقوم بالعملة الأمريكية أكثر تكلفة على المشترين من حائزي العملات الأخرى.

وزادت شركات الحفر الأمريكية الباحثة عن النفط عدد منصات الحفر هذا الأسبوع بواقع 19 منصة في أكبر إضافة منذ تموز (يوليو) 2015، مع اتجاه منتجي النفط الصخري بحذر لإعادة توظيف السيولة وسط خطط “أوبك”، لتقييد الإنتاج وبعد فوز الجمهوري دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة.

وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة أمس، إن شركات الحفر زادت عدد منصات الحفر بواقع 19 منصة في الأسبوع المنتهي في 18 تشرين الثاني (نوفمبر)، ليرتفع إجمالي عدد منصات الحفر إلى 471 منصة وهو أعلى مستوى منذ كانون الثاني (يناير) لكنه يظل دون عددها البالغ 564 منصة الذي سجلته قبل عام.

ومنذ أن تعافى سعر الخام الأمريكي من أدنى مستوى في 13 عاما ووصل إلى نحو 50 دولارا للبرميل، أضافت الشركات 155 منصة حفر نفطية في 22 من آخر 25 أسبوعا.

وهذا هو التعافي الأكبر في عدد منصات الحفر الذي ترصده بيكر هيوز، منذ تضرر السوق من تخمة في المعروض استمرت على مدار أكثر من عامين.

وتراجع عدد منصات الحفر النفطية من مستوى قياسي بلغ 1609 منصات في تشرين الأول (أكتوبر) 2014 إلى أدني مستوياته في ست سنوات، عند 316 منصة في أيار (مايو) مع هبوط أسعار الخام الأمريكي من فوق 107 دولارات للبرميل في حزيران (يونيو) 2014 إلى قرب 26 دولارا في شباط (فبراير) 2016.

وجرى تداول الخام الأمريكي في العقود الآجلة فوق 45 دولارا للبرميل يوم الجمعة، متجها نحو الارتفاع للأسبوع الأول بفضل آمال بتوصل “أوبك” إلى اتفاق لتقييد الإنتاج خلال اجتماعها هذا الشهر.