ولد إينجفار كامبراد في الثلاثين من مارس عام 1926 في قرية بياترد السويدية ونشأ في منطقة ألماترد في مقاطعة ليونجبي, ومنذ صغره كان كامبراد يتمتع بمهارة تجارية فطرية حيث كان يشتري كمية كبيرة من أعواد الكبريت ويقوم ببيعها منفردة ليحقق أرباحاً وكان هذا استثماره التجاري الأول ثم بدأ المراهق كامبراد بالمتاجرة بالأسماك والحبوب والأقلام وحتى أدوات الديكور.
إضافة لعمله كان كامبراد جيداً في تحصيله الدراسي وقرر والده مكافأته عبر منحه مبلغاً من المال وهنا خطرت لكامبراد فكرة تأسيس شركة صغيرة خاصة به وكان ذلك ما حصل حين أطلق شركته IKEA التي يحمل اسمها أول حرف من اسمه ومزرعة عائلته والقرية المجاورة لهم.
بدأ عمل الشركة عبر أسلوب الطلب عبر البريد واختصت في مجال المحفظات والجوارب والأقلام, وفي عام 1948 وسع كامبراد نشاط الشركة بإضافة المفروشات إلى تشكيلة منتجات الشركة وتدريجياً تحولت الطلبات الصغيرة إلى طلبات ضخمة تنقل بالشاحنات والقطارات وفي 1950 أصبحت IKEA تعمل بشكل كامل في مجال المفروشات بعد أن حققت نجاحاً ملفتاً في المجال.
رغم نجاح أسلوب الطلب عبر البريد إلا أن كامبراد أدرك ضرورة إنشاء صالات لعرض منتجات الشركة وأنشأت IKEA أول صالة للعرض في مدينة ألمهولت عام 1953, واستمرت الشركة بتحقيق النجاحات مما دفع بمنافسيها في السوق إلى الضغط على الموردين السويديين لوقف تزويدها بالخامات الأولية فقام كامبراد بالتوجه إلى الموردين الأجانب وبناء موارد خاصة بالشركة.
في 1956 ابتكر كامبراد فكرة الأثاث “القابل للتركيب” والذي يقوم على توفير الجهد في النقل ويساعد الزبائن على تركيب أثاثهم في المكان المناسب عبر إرشادات سهلة وبسيطة وتعتبر فكرة كامبراد هذه علامة فارقة في صناعة المفروشات.
افتتحت IKEA أول مخزن للبيع بالتجزئة في العاصمة السويدية ستوكهولم عام 1965 ومنذ ذلك الحين توسعت أعمال الشركة بشكل كبير على مدى السنوات حيث يصل عدد فروعها اليوم إلى 300 متجر وصالة في مختلف أنحاء العالم.
عام 1982 أسس كامبراد منظمة Stichting INGKA Foundation الخيرية التي مازال يترأسها حتى هذا اليوم, وفي عام 2000 قرر كامبراد البدء بطرح مبيعات الشركة عبر الإنترنت وهو ما حقق لها وصولاً غير مسبوق وغير مكلف إلى الزبائن في مختلف أنحاء العالم.
اليوم تعتبر IKEA واحدة من أبرز إن لم يكن أبرز الأسماء في مجال الأثاث والمفروشات في العالم وتطبع الكتالوجات الخاصة بالشركة بأكثر من عشرين لغة لتصل إلى زبائنها الذين ينتمون لكل الجنسيات والثقافات.
في عام 2013 استقال كامبراد من عمله في IKEA بسبب كبر سنه لكنه مازال أكبر مالك للأسهم في الشركة وتبلغ ثروة كامبراد اليوم حوالي 3.5 مليار دولار أمريكي بعد أن تخلى عن 17 مليار دولار أمريكي تبين أنها لا تنتمي له قانونياً ولا يمكن أن يحوز ملكيتها شخصياً وتسري الكثير من الشائعات أن كامبراد تبرع بها للأعمال الخيرية!