مجلة مال واعمال – دبي 17 يناير 2025
في خطوة غير متوقعة، أثار الملياردير إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، جدلاً واسعاً يوم الخميس، بعدما هنأ منافسه التقليدي جيف بيزوس على نجاح إطلاق صاروخ “نيو جلين” التابع لشركته Blue Origin. التغريدة التي نشرها ماسك على منصته الاجتماعية “إكس” (تويتر سابقاً) لم تمر مرور الكرام، حيث اعتبرها البعض مؤشراً على تقارب محتمل بين اثنين من أبرز الشخصيات المؤثرة في عالم الأعمال والتكنولوجيا.
ماسك لم يكتفِ بالتهنئة، بل أضاف لمسته الفكاهية المعتادة، مشاركاً صوراً من الفيلم الكوميدي Step Brothers، مشبهاً علاقته ببيزوس بالتحول الدراماتيكي من عداوة إلى صداقة بين أبطال الفيلم، وهو ما أثار تفاعلاً واسعاً وأعاد النقاش حول طبيعة العلاقة بين الرجلين.
تنافس متأصل رغم الإشارات الودية
التاريخ المشترك بين ماسك وبيزوس لا يخلو من التوترات، فقد خاضا منافسة شرسة على مدار أكثر من عقدين، خاصة في مجال استكشاف الفضاء والإنترنت الفضائي. ماسك، مؤسس شركة SpaceX، لم يتردد في الماضي في انتقاد بيزوس علناً، بل وصفه بـ”المقلد” في أكثر من مناسبة، بينما شهدت العلاقة خلافات قانونية حول براءات الاختراع ومنصات الإطلاق.
لكن تغريدة ماسك، التي جاءت بعد نجاح “نيو جلين”، حملت إشارات مغايرة. وعلق قائلاً: “إنجاز مذهل! تهانينا لفريق Blue Origin”، مرفقاً صورة قديمة تعود لعام 2004 تظهره في لقاء ودي مع بيزوس. وأتبع التعليق بعبارة: “الكثير تغير خلال 21 عاماً!”، مما زاد التكهنات حول بداية صفحة جديدة بينهما.
بيزوس يرد بلطف ومفاجأة
في موقف نادر، رد بيزوس على تهنئة ماسك، معبراً عن أمانيه بالتوفيق لفريق SpaceX في اختبار مركبة “ستارشيب”، التي تعرضت لاحقاً لفشل أولي. تعامل ماسك مع الموقف بروح رياضية، معلقاً: “قد يكون النجاح غير مؤكد، لكن الترفيه مضمون!”، مما عكس نبرة ودية غير معهودة بين الرجلين.
هل نشهد تحولاً تاريخياً؟
التفاعل الأخير بين ماسك وبيزوس جذب اهتماماً عالمياً وأشعل تساؤلات حول طبيعة علاقتهما المستقبلية. ورغم المؤشرات الإيجابية، يظل التنافس التجاري بينهما محتدماً، خاصة في مجالي استكشاف الفضاء والاتصالات الفضائية، حيث يسعى كل منهما لترسيخ هيمنته.
وبينما يرى البعض في هذه الإشارات بداية لمصالحة محتملة، يبقى السؤال: هل يمكن لهذه الهدنة العلنية أن تمهد الطريق لشراكة استراتيجية، أم أنها مجرد لحظة ود عابرة في خضم صراع الهيمنة التقنية؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.
