spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةرجال أعمالإيلون ماسك: بين الطموح الفوضوي والصرامة التقنية

إيلون ماسك: بين الطموح الفوضوي والصرامة التقنية

دبي: ريتشارد ووترز، 17 فبراير 2025 – أطلق إيلون ماسك هجومًا مفاجئًا وسريعًا على الحكومة الفيدرالية الأمريكية من خلال وزارة كفاءة الحكومة (دوج)، وهو الهجوم الذي يعكس طموحه اللامحدود ورؤيته الفوضوية التي أصبح الكثيرون يتوقعونها منه كأحد أبرز رجال صناعة التكنولوجيا في عصرنا الحالي.

يختلف تصرف ماسك عن سلوك الأوليغارشيين الذين يسعون عادة إلى التأثير على الحكومة لصالح مصالحهم الخاصة. في حين أن هذا الهجوم يبدو بالنسبة له، الذي قدم عرضًا للاستحواذ على شركة “أوبن أيه آي” بمبلغ ضخم، مجرد جزء من أسبوع عمل آخر، إلا أن أبعاده تحتاج إلى تحليل دقيق لفهم دوافعه الحقيقية.

أحد الأسباب المحتملة لهذا الهجوم هو المصلحة الذاتية. إذ تمتلك شركات ماسك مثل “تسلا” و”سبيس إكس” و”نيورالينك” تأثيرات قوية في قطاعات حيوية مثل السيارات الكهربائية، الفضاء، والذكاء الاصطناعي، مما يجعله مضطرا لمراقبة كيفية عمل الحكومة، خاصة في ما يتعلق بالتشريعات والتنظيمات. ومع ذلك، ليس بالضرورة أن يتطلب ذلك الهجوم على الحكومة، في وقت تمكنت فيه “سبيس إكس” من التفوق على منافسيها في قطاع الفضاء حتى تحت إدارة ديمقراطية.

قد يكون الحافز الآخر وراء هجوم ماسك مرتبطًا بردود الفعل الثقافية ضد القضايا الليبرالية مثل التنوع والشمول. لكن المبالغ المالية المرتبطة بهذه القضية تبقى ضئيلة مقارنة بالإجمالي العام للإنفاق الحكومي.

لكن ماسك يرى أن تقليص حجم الحكومة يمثل ضرورة اقتصادية، رغم أنه من غير الواضح إذا ما كان هذا الدافع مرتبطًا بتوفير التكاليف فقط. إذ يبدو أن العوامل الشخصية تلعب دورًا أكبر، لا سيما في ظل المواجهات المستمرة مع الهيئات التنظيمية الأمريكية، مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات، والتحقيقات في برنامج تسلا للسيارات ذاتية القيادة.

وعلى الرغم من أن ماسك قد انتقل من دعم الديمقراطيين إلى الجمهوريين في عام 2022، منتقدًا الهجمات التي تعرض لها من قِبل الديمقراطيين، إلا أن موقفه في هذه الفترة يوضح إيمانه بأن النظام الجمهوري أكثر دعماً للابتكار التكنولوجي مثل الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة.

ورغم أنه لا يتبنى نفس الرؤية الأيديولوجية التي يتبعها المستثمر الليبرالي بيتر ثيل، الذي دعا إلى التحرر من الديمقراطية، إلا أن ماسك يطمح إلى رسم مستقبل تكنوقراطي يتم فيه تحسين أداء الحكومة عبر استخدام التكنولوجيا.

ماسك، الذي لا يظهر شكًا في قراراته، قد يُجبر البيت الأبيض على التراجع بفضل التداعيات السياسية لمشروعه “دوج”، أو قد يواجه تحديات قانونية في محاولته اختراق البيروقراطية الحكومية. ولكن حتى هذه اللحظة، من غير الواضح ما الذي سيوقف طموحات ماسك المتزايدة، والتي قد تتحول قريبًا إلى ما يشبه الجنون التام.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة

error: المحتوى محمي