تصدرت إيران قائمة الدول الداعمة للإرهاب في التقريرالسنوي لوزارة الخارجية الأمريكية للعام 2015 والذي صدر، وقالت فيه إن ميليشيا حزب الله اللبناني إرهابية كذلك، وذكر التقرير الصادر عن الخارجية الأمريكية أن إيران تدعم الإرهاب وتدعم جماعات مثل ميليشيا حزب الله في لبنان وميليشيات طائفية في العراق ، إلى جانب دعمها لنظام الأسد في سوريا، الدولة التي أدرجها التقرير أيضا في قائمة الدول الداعمة للإرهاب في العالم.
وقال التقرير، إن عدد الهجمات الإرهابية في العالم تقلص بين عامي 2014 و2015، على رغم سياسات الإرهاب التوسعية في المنطقة، مؤكدة أن إيران مازالت الدولة الرئيسة الراعية للإرهاب، على رغم إبرام اتفاق نووي بينها وبين القوى العالمية الست. ولفتت شبكة فوكس نيوزالأمريكية إلى أن التقرير لم يشر إلى علاقة إيران بالانقلابيين الحوثيين في اليمن، على رغم كون ذلك واضحًا.
أكبر داعم للإرهاب
وسبق لوزير الخارجية عادل الجبير، أن قال إن إيران تقدم الدعم للإرهاب وتنتهك القرارات الدولية باختباراتها للصواريخ الباليستية، وقال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني، إن السياسة الإيرانية الخارجية هي التي عزلتها عن محيطها الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن «إيران بين الدول التي تدعم الإرهاب».
وكانت السعودية قد عبرت عن استهجانها واستنكارها الشديدين ورفضها القاطع لكافة التصريحات العدوانية الصادرة عن النظام الإيرانى تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق الإرهابيين في المملكة، حيث ظلت إيران تواصل تدخلها في الشؤون الداخلية للدول المجاورة وبخاصة دول الخليج.
ونقلت «واس»، عن الخارجية وتعقيبا على تصريحات إيرانية سابقة جاءت بعد أحكام داخلية في المملكة على مواطنين سعوديين، بأن تصريحات النظام الإيرانى تكشف وجهها الحقيقي المتمثل في دعم الإرهاب، والتي تعد استمراراً لسياساتها في زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، مشيرة إلى أن نظام إيران يدافع عن أعمال الإرهابيين ويبرر أفعالهم، ويعتبر في ذلك شريكاً لهم في جرائمهم، ويتحمل المسؤولية الكاملة عن سياسته التحريضية والتصعيدية.
وقالت وزارة الخارجية إن النظام الإيراني آخر نظام في العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب، باعتباره دولة راعية للإرهاب، ومدانا من قبل الأمم المتحدة والعديد من الدول، ويؤكد ذلك إدراج عدد من المؤسسات الحكومية الإيرانية على قائمة الإرهاب في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى توفير ملاذ آمن على أراضيه لعدد من زعامات القاعدة منذ العام 2001م، علاوة على توفير الحماية لأحد المتورطين السعوديين في تفجيرات الخبر التابع لما يسمى بحزب الله الحجاز منذ العام 1996، والذي تم القبض عليه وهو يحمل جواز سفر إيرانيا.
وأشارت إلى أن تدخلات النظام الإيراني السافرة في دول المنطقة، شملت كلاًّ من العراق واليمن ولبنان وسوريا، والتي تدخلت فيها بشكل مباشر من خلال الحرس الثوري، والميليشيات الطائفية من لبنان ودول العالم، ونجم عنه مقتل أكثر من 250 ألف سوري بدم بارد، وتشريد أكثر من 12 مليونا، ويضاف إلى ذلك القبض على خلايا تابعة لنظام إيران قامت بتهريب المتفجرات والأسلحة إلى البحرين والكويت، والقبض على خلية تابعة لنظام إيران في السعودية، في ممارسات استهدفت المملكة ودول مجلس التعاون.
وقالت ان نظام إيران لا يخجل من التشدق بمسائل حقوق الإنسان، وهو الذي أعدم العام الماضي المئات من الإيرانيين دون سند قانوني واضح.
إيران لن تتغير
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نشرت مقالاً لوزير الخارجية عادل الجبير، في صفحة الرأي بعنوان«هل يمكن أن تتغير إيران»، تحدث فيه عن رؤيته لإيران ما بعد الاتفاق النووي ورفع العقوبات الدولية.
واعتبر الجبير في المقال، أن إيران لن تتغير، مبيناً أنّها لن تفعل هذا، والحكومة الإيرانية لا تريد هذا من الأساس، مستعرضاً تاريخ«سياسات إيران العدوانية في المنطقة وعلى المستوى الدولي، منذ حادثة احتجاز الرهائن الأميركيين في 1979، وحتى اقتحام السفارة السعودية قبل أسابيع، مروراً بالعمليات الإرهابية التي تتهم إيران بتنفيذها».
وافتتح الجبير مقاله، معتبراً أن طهران تحاول أن تخفي سياساتها الطائفية، من خلال وصف السعودية بالتطرف، فكتب : «العالم يراقب إيران بحثاً عن علامات التغيير، آملاً أن تتحول من دولةٍ ثورية مارقة إلى عضوٍ محترم من أعضاء المجتمع الدولي. لكن إيران، بدلاً من أن تُعالج العزلة التي خلقتها لنفسها، اختارت التستر على سياساتها الطائفية والتوسعية الخطيرة، فضلاً عن دعمها للإرهاب، من خلال توجيه اتهاماتٍ عاريةٍ عن #الصحة ضد الرياض».
وعدّد وزير الخارجية، الأسباب التي تدفع السعوديين والخليج إلى الالتزام بـ«مقاومة التوسع الإيراني والرد بقوة على أعمالها العدوانية».
ورأى الجبير، في مقاله، أنّ«هناك شرائح كبيرة من المجتمع الإيراني تريد التغيير، لكن الحكومة لا تريد ذلك»، لافتاً إلى أن«سياسات الحكومة الإيرانية قائمة على تصدير الثورة».
وأضاف«السلوك الذي انتهجته الحكومة الإيرانية ظل ثابتاً منذ ثورة 1979، والدستور الذي اعتمدته إيران ينص على هدف تصدير الثورة، وتبعاً لذلك دأبت إيران على دعم جماعات العنف المتطرفة، بمن فيها حزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، والمليشيات الطائفية في العراق». وعرض الجبير، في مقاله، قائمة بـ«الهجمات الإرهابية» التي نفذتها إيران في المنطقة وعلى المستوى الدولي، خاصة الهجمات التي استهدفت أميركيين أو سعوديين، مُنتقداً ميليشيا» حزب الله اللبناني ودورها في دعم نظام الأسد، واصفاً إياه بـ«وكيل إيران».
وأبان : «ولئن كانت إيران تدعي أن الأولوية العليا لسياستها الخارجية هي الصداقة، فإن سلوكها يبين أن العكس هو الصحيح، فإيران تشكل الطرف الأشد ضلوعاً في الاقتتال في المنطقة، وأن أعمالها تُظهر، من ناحية، التزاماً بفرض الهيمنة الإقليمية، وتُظهر من ناحيةٍ أخرى، اعتقاداً راسخاً بأن إبداء بوادر المصالحة دليل على الضعف، سواء من جانب إيران أم من جانب خصومها».
وعن الاتفاق النووي، رأى الجبير أن إيران خرقت الاتفاق مراراً قائلاً:«أجرت طهران، في العاشر من شهر أكتوبر، تجربة على قذيفة تسيارية (بالستية)، بعد أشهر من التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، في خرق لقرارات مجلس الأمن الدولي». وأضاف«في شهر ديسمبر، أطلقت سفينة عسكرية إيرانية قذيفة بالقرب من السفن الأميركية والفرنسية في المياه الدولية، وحتى بعد التوقيع على الاتفاق النووي دافع المرشد الأعلى لإيران،علي خامنئي، عن الشعار الذائع الصيت للبلد: الموت لأميركا».
وتابع في مقاله«ونحن ليس لدينا عميل حكمت عليه محكمة نيويورك الاتحادية بالسجن 25 سنة عن التآمر لاغتيال سفير في واشنطن في عام 2011، وإيران هي التي لديها عميل محكوم عليه»، وتأتي الإشارة الأخيرة، إلى الاتهامات الموجهة إلى طهران بمحاولة اغتيال وزير الخارجية السعودية نفسه، عادل الجبير، عندما كان سفيراً للسعودية في الولايات المتحدة.
واعتبر، أيضاً، أن السعودية «ضحية للإرهاب» «وأنها تقوم بمحاربته مع حلفائها».
واختتم الجبير مقاله بالسؤال «هل تريد إيران أن تتقيد بقواعد النظام الدولي أم أنها تريد أن تظل دولة ثورية ملتزمة بالتوسع وبانتهاك القانون الدولي؟ إننا، في نهاية المطاف، نريد إيران التي تعمل على حل المشاكل بطريقةٍ تتيح للناس أن يعيشوا في كنف السلام. لكن ذلك يتطلب تغييرات كبيرة في السياسة الإيرانية والسلوك الإيراني. وإننا لم نرَ ذلك بعد».
إدانة من منظمة التعاون الإسلامي
من ناحيتها دعمت منظمة التعاون الإسلامي موقف المملكة العربية السعودية من الأزمة مع إيران والتي سبق أن قامت بممارسة سياستها الإرهابية العدوانية، والتي لم تستثن حتى البعثات الدبلوماسية، حيث وصفت المنظمة وقتها إيران بأنها دولة داعمة للإرهاب وتتدخل في شؤون دول المنطقة، مدينة الاعتداءات الإيرانية على بعثتي المملكة في طهران ومشهد، وطالبة منها وقف التحريض ضد المملكة.
كما أدان البيان حينها «تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء ومنها البحرين واليمن وسوريا والصومال واستمرار دعمها للإرهاب»، معرباً عن «دعمه وتأييده الكامل لجهود المملكة العربية السعودية وجميع الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة أياً كان مصدره وأهدافه»، ومؤيداً «الإجراءات الشرعية والقانونية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في مواجهة الاعتداءات على بعثاتها الدبلوماسية والقنصلية في إيران».
وطالب وزراء خارجية دول المنظمة «بالعمل على نبذ الأجندة الطائفية والمذهبية لما لها من آثار مدمرة وتداعيات خطيرة على أمن واستقرار الدول الأعضاء وعلى السلم والأمن الدوليين»، مؤكدين «أهمية توطيد علاقات حُسن الجوار بين الدول الأعضاء لما فيه خير ومصلحة الشعوب اتساقاً مع ميثاق منظمة التعاون الإسلامي».
وقال الجبير في كلمته في الاجتماع : «لقد بلغ بحكومة إيران التحدي والاستفزاز إلى الدرجة التي يعلنون فيها، وبتفاخر أن بلادهم باتت تسيطر على أربع عواصم عربية وأنهم يدربون 200 ألف مقاتل في عدد من بلدان المنطقة، مما يشكل دليلاً واضحاً على سياسات إيران الحالية تجاه جيرانها ودول المنطقة العربية».
ممارسة إرهاب الدولة
ويشكل الإرهاب جزءًا مهما في السياسة الإيرانية وهو ما يسمى بـ«إرهاب الدولة»، وهذا النوع من الإرهاب هو أخطر من غيره، سواء كان إرهاب تنظيمات، أو إرهاب الأعمال الفردية، ويعتبر النظام الإيراني من أسوأ الأنظمة ذات السجل الدموي والإرهابي، من حيث الاضطهاد، وتصدير الإرهاب، وانتهاك حقوق الإنسان الإيراني، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وسبق لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية للعام 2014، أن اعتبر أن إيران تظل من أكبر الدول الراعية للإرهاب، والداعمة له في منطقة الشرق الوسط، والعالم، وتحدث عن دورها التخريبي في المنطقة، والعالم. حيث أشار إلى أن إيران واصلت أنشطتها الإرهابية في عام 2014م، وقامت بدعم الجماعات الإرهابية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وأبرز دورها الإرهابي، والجماعات الإرهابية التي تدعمها في سوريا، ولبنان، والعراق.
وأكد أن إيران لا تدعم الجماعات الإرهابية في هذه الدول فحسب، وإنما تدعم جماعات، ومليشيات أخرى في المنطقة.
وأشار إلى دورها في العراق، وقال التقرير السابق بهذا الصدد: «إنه على الرغم من زعم إيران أنها تدعم الاستقرار في العراق، فقد زادت من تسليح، وتمويل، وتدريب الميليشيات الطائفية في العراق، وبعضها مصنف ضمن الجماعات الإرهابية».
ويسجل التقرير أن هذه الميليشيات المدعومة من إيران، فاقمت التوترات، والاحتقان الطائفي في العراق، وبالإضافة إلى هذا، فقد ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان، وخصوصا ضد المدنيين السنة. كما سجل التقرير أن إيران تستخدم فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، لتطبيق أهداف سياستها الخارجية، والقيام بعمليات مخابراتية سرية، وإشاعة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. ويقول التقرير: إن فيلق القدس بالحرس الثوري، هو الأداة الأساسية بيد النظام الإيراني في ممارسة، وفي دعم الإرهاب في الخارج.
وقال ان أنشطة إيران الإرهابية والقوى العميلة، والتابعة لها لا تقتصر على منطقة الشرق الأوسط فقط، وإنما تمتد الى مناطق أخرى في العالم، كقارات أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية.
إرهاب بمليارات الدولارات
في المقابل، فقد ذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية: أن إيران تنفق مليارات الدولارات، لملء جيوب الإرهابيين في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك في اليمن، وسوريا، ولبنان. وبحسب ما نشرته الصحيفة، فإن ميزانية الدفاع الإيرانية تتراوح بين «14 و30» مليار دولار في السنة، ويذهب كثير من هذا المال، لتمويل الجماعات الإرهابية، والمقاتلين المتمردين في جميع أنحاء المنطقة، وذلك وفقاً لتقرير خدمة أبحاث الكونجرس، الذي أُجرِيَ بناءً على طلب من السيناتور الجمهوري مارك كيرك.
وقال التقريرالذي أصدرته الولايات المتحدة إن إيران واصلت رعايتها للهجمات الإرهابية في العالم في 2014، كما استمرت في تزويد النظام السوري بالأسلحة رغم مشاركتها في المحادثات المتعلقة ببرنامجها النووي.
وقال تقرير وزارة الخارجية السنوي الخاص بالدول للعام 2014 انها دعمت جماعات بينها ميليشيا حزب الله اللبناني كما استخدمت ميليشيات «طائفية» لتنسب لنفسها الفضل «في النجاحات ضد مسلحي تنظيم داعش » في العراق والتقليل من أهمية الغارات الجوية التي يشنها التحالف.