ثورة الخامس والعشرين من يناير نجحت في تحقيق هدفها الرئيسي وأسقطت النظام، لتقرر الأسرة العودة إلى مصر مرة أخرى ومغادرة لندن، ومن هنا تبدأ أحداث مسلسل “إمبراطورية مين؟” الذي تقوم ببطولته هند صبري ومحمد شاهين، ومن تأليف غادة عبد العال وإخراج مريم أبوعوف، ويعرض في شهر رمضان الحالي عبر شاشة “MBC مصر”.
العمل يدور في إطار كوميدي، ويرصد ما جرى في مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، منذ وقوع ثورة يناير، وذلك من خلال الأسرة التي تتألف من زوجين هما هند صبري ومحمد شاهين، بالإضافة إلى ابنيهما وكذلك والد ووالدة هند صبري، حيث تتعرض الأسرة للعديد من المواقف، التي تحمل إسقاطات على ما جرى خلال الفترة الماضية.
الكاتبة غادة عبد العال، التي سبق وقدمت مسلسل “عايزة أتجوز” مع هند صبري، أكدت أن المسلسل قاموا بالتجهيز له في الصيف الماضي، معتبرة أن النجاح الذي حققته مع هند صبري قبل أربع سنوات، كان هو الدافع وراء إعادة التعاون.
المسلسل حمل نفس الطابع الخاص بما قدم في “عايزة أتجوز”، حيث يظهر الأبطال بمفردهم وهم يتحدثون للكاميرا عما يجري بشكل أقرب للأفلام الوثائقية، وهو ما فسرته المؤلفة بأن ذلك الأسلوب قاموا به في مسلسل “عايزة أتجوز” من أجل التلصص على أفكار البطلة، بينما الهدف منه في العمل الحالي، هو توضيح الفارق بين ما يقوله الأبطال، وما يفعلونه بالفعل، أو من أجل إعطاء لمحه عن تاريخ الشخصية، معتبرة أن هذا الأسلوب هو نوع من أنواع التجديد في شكل الصورة، بدلا من الشكل التقليدي المعتاد.
وحول الهدف الذي يسعى فريق العمل إلى إبرازه من خلال المسلسل، أكدت المؤلفة أن الهدف هو الإجابة عن تساؤل مفاده “هل استطاعت الثلاث سنوات الماضية أن تغيرنا أم استعصينا على التغيير، وما هو حجم التغيير الذي تم ؟”، موضحة أن المسلسل يتناول ثلاثة أجيال مختلفة، ابتداء من جيل الكبار وهم عزت أبوعوف وسلوى خطاب، وكذلك جيل الشباب هند صبري ومحمد شاهين، أما الجيل الثالث فهو خاص بالأطفال، حيث يتناول العمل تجاوب تلك الشخصيات مع المواقف التي تجري.
الحقائق دائما موجعة
الحلقات التي عرضت من المسلسل حتى الآن، تحمل كما كبيرا من المواقف الصادمة التي تتعرض لها أسرة هند صبري، منذ اللحظة الأولى لعودتهم إلى القاهرة من لندن، وهو ما فسرته الكاتبه بأن المواقف التي حملها المسلسل كانت صريحة ومباشرة مثلما نقابلها في حياتنا، وهو ما جعلها تبدو صادمة، خاصة وأن الحقائق دائما ما توجع. الملحن عمرو مصطفى هاجم المسلسل وصناعه، معتبرا أنه مسيىء نظرا لما يحمله، وهو ما ردت عليه المؤلفة بأن متابعة الإعلانات التي تعرض في رمضان، عن المواطنين الذين يأكلون من القمامة، وكذلك الأطفال الذين يقعون فريسة للسرطان، والدعوة للتبرع لأهالي العشوائيات، تؤكد أن ما يعرض في المسلسل هو جزء صغير مما يحدث في الحياة، وإذا لم نواجه أنفسنا بهذه المشاكل سنظل مغروسين فيها، وهنا يأتي دور الفن المؤثر والمطلوب حتى وإن كان صادما، لأنه يبحث عن لفت النظر للمشكلة من أجل إيجاد الحلول، ومن المفترض أن يعلم عمرو مصطفى بذلك خاصة وأنه فنان.