بقلم: د. ردينة البطارسة
لكل امرأة أيقنت أن الحياة لا تكتمل إلا بروحها الزكية، وعطر أنفاسها، وبركة حنانها.
إلى تلك التي واجهت صعاب الحياة بقوة، وتجرعت مرارتها، ثم تناست كل ذلك بذاكرة السمكة عندما داهمها الهم.
إلى صاحبة العقل الحكيم، والرأي السديد، والعين الممتلئة بخشوع وحياء.
إليكِ أنتِ، أيتها المتزينة بثوب الشرف والتقوى، التي حفظت دينها، ووقفت كالرصاص في وجه الداعين إلى الفساد والمعاصي.
إليكِ أيتها الفنانة المبدعة، التي تتحولين إلى تلميذة في الصف الأول حين يتعلق الأمر بمساعدة طفلك في حل واجب مدرسي.
أنتِ التي مارستِ كل أدوار الحياة في آنٍ واحد، لتزرعي السعادة في قلوب من حولك.
إلى الموظفة المكافحة، التي أكملت تعليمها وسعت في كل صباح إلى عملها، ليس انتظارًا لعريس، ولا لتواكب صيحات الموضة، بل لتساند أهلها وتساعد في تعليم إخوتها وتوفير مصروف البيت. كم أنتِ عظيمة، وأجرك عند الله عظيم.
إليكِ أنتِ، أيتها الطالبة الطموحة، التي اغتربتِ من أجل العلم، تحلمين بمستقبل أفضل لمجتمعك وبلدك.
إليكِ أنتِ، أيتها الأم الرقيقة، التي أخفيتِ دموعك الساخنة خلف زغرودة مكتومة في حفل تخرج ابنتك، خوفًا من أن تفسد دموعك زينتها ومكياجها.
إليكِ أنتِ، أيتها الماهرة في نسج الحكايا واختراع القصص الوهمية، لتبرري بكاءك الذي قد تجهلين أسبابه أحيانًا.
إلى من تسعين خلف معايير الجمال، وتمتلئ ملفاتكن بمواعيد عيادات الفيلر والبوتوكس، ثم تجبن بكل ثقة عند السؤال: “عمري ما عملت تجميل!”
إليكِ أنتِ، أيتها الحاقدة الحاسدة، التي تتوشحين السواد في قلبك كما في ثيابك، كلما رأيتِ فرحة غيرك.
إليكِ أنتِ، أيتها الصغيرة، التي حاولتِ مرارًا أن تمشي بتوازن في حذاء أمك العالي، وملأتِ شفتيكِ الصغيرة بالكثير من أحمر الشفاه.
.كل عام ونساء العالم بألف خير
بمناسبة يوم المرأة العالمي
.
#الثامن من آذار #أم عون #عمان العز …..