كان فوز دولة الإمارات العربية المتحدة باستضافة معرض إكسبو العالمي 2020، إنجازا تاريخياً.
ويعني الحدث العالمي البارز الذي يستمر على مدار ستة أشهر، وكذلك “رؤية الإمارات 2021” التي أطلقها نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عام 2010، أن قطاعي التشييد والبنية التحتية فازا بنصيب وافر من الاستثمارات، في ظل تراجع ما تمثله صادرات النفط من قوة بالنسبة للإمارات و دول مجلس التعاون الخليجي.
وعلى مستوى دول الخليج، تراجع نصيب الصادرات النفطية من إجمالي الناتج المحلي لدولة الإمارات، لتأتي في المركز الثاني بعد السعودية في هذا الصدد، وفقا لتحليل أعدته وكالة “بلومبرج” الأمريكية للأنباء. وانخفضت مساهمة صادرات البترول في إجمالي الناتج المحلي للإمارات بنسبة 21 في المئة منذ عام 2008.
وتأتي جهود تنويع الموارد الاقتصادية، استجابة لأهداف التنمية المستدامة التي تشتمل عليها أجندة الأمم المتحدة 2030، و”رؤية الإمارات 2021″ هي الحافظ الأساسي الذي يدفع صوب هذا التحول.
وتشمل أولويات “رؤية الإمارات 2021” إقامة اقتصاد تنافسي معرفي قائم على الابتكار، و بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة، من أجل خلق فرص لتعزيز الابتكار وإعادة الهيكلة في صناعة التشييد. وكانت الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه في دولة الإمارات طرحت مؤخرا مناقصة لإقامة محطة طاقة شمسية لتوليد 2000 ميجاوات من الكهرباء بمنطقة الدفرة، في أبو ظبي.
ويعد اعتماد الإمارات على صناعة التشييد مستقرا إلى حد بعيد، في حين شهدت مساهمات القطاع العقاري وقطاع المواصلات في إجمالي الناتج المحلي انخفاضا في عام 2016، قبل أن ترتفع ثانية.
وأطلق “إكسبو 2020 دبي” سلسلة من مشروعات التشييد في دولة الإمارات، بقيمة تصل إلى حوالي 238 مليار دولار، ومن المقرر استكمال العمل في هذه المشروعات بحلول تشرين أول/أكتوبر المقبل المقبل، أي قبل عام من انطلاق الإكسبو. وساعدت هذه المشروعات الشركات الإٌقليمية والعالمية العاملة في دولة الإمارات على تحقيق معدلات نمو تجاوزت العشرة في المئة. وترى “بلومبرج” أن هذا يمثل فرصة فريدة لهذه الشركات العاملة في مجال البنية التحتية.
ويمثل “إكسبو 2020 دبي” أيضا حافزا لمشروعات أخرى تتجاوز قطاع التشييد، مثل إقامة خطوط النقل ومبنى ركاب جديد بمطار دبي وخط مترو، بالإضافة إلى الخدمات المساندة.
ويستضيف الحدث العالمي مشروعات فردية من حوالي 170 دولة، تتطلب جميعا درجة فائقة من الخبرة في مجالات التصميم والتنفيذ والابتكار، مما يفاقم من متطلبات البناء وتحدي ضيق الوقت.
وبشكل إجمالي، تمثل دولة الإمارات حوالي 52 في المئة من مشروعات التشييد في الدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي (السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان). وبنهاية عام 2017، بلغ عدد المشروعات في الإمارات 755ر11 مشروعا بقيمة 818 مليار دولار، شكلت حوالي 6ر33 في المئة من 43ر2 تريليون دولار، إجمالي مشروعات التشييد في دول المجلس.
وفي عام 2018، شكلت دولتا الإمارات والسعودية حوالي ثلثي إجمالي مشروعات التشييد بين دول المجلس، بتكلفة تصل إلى 61ر1 مليار دولار، وفقا لما أوردته “بلومبرج” نقلا عن دورية “شبكة البناء والتشييد” للمشروعات.
وتم استكمال أعمال الانفاق التي تصل بين مترو أنفاق دبي وموقع “إكسبو 2020 دبي” في الثلاثين من حزيران/يونيو الماضي، بحسب بيان لهيئة الطرق والمواصلات في دبي.
ووفقا لتحليل “بلومبرج”، عندما تنضم دبي إلى مشروعات “مبادرة الحزام والطريق” الصينية، وهو ما من شأنه أن يقدم العديد من الفرص للشركات من أجل تعزيز النمو الاقتصادي، سيساعد التعاون القوي بين الإمارات والصين في تقديم الدعم المالي لمشروعات البنية التحتية. يشار إلى أن الشرق الأوسط وجنوب آسيا يمثلان منطقتين رئيسيتين في إطار المبادرة الصينية العملاقة، بتعداد سكاني حوالي ثلاثة مليارات نسمة وإجمالي ناتج محلي بقيمة 4ر7 تريليون دولار.
كما أن الشراكة التجارية بين الصين والإمارات راسخة، وقد قارب حجم التجارة بينهما في عام 2017، 60 مليار دولار.
و”إكسبو 2020 دبي” هول أول إكسبو دولي تستضيفه منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، ومن المتوقع أن يستقطب أكثر من 25 مليون زائر، 70 في المئة منهم من خارج دولة الإمارات. وسيقام حوالي 60 عرضا حيا في كل يوم من أيام إكسبو.
ويقام “إكسبو 2020 دبي” على مدى ستة أشهر، بداية من 20 تشرين أول/أكتوبر 2020 وحتى العاشر من نيسان/إبريل2021، بمشاركة أكثر من 200 مشارك من دول ومنظمات دولية وشركات عالمية ومؤسسات تعليمية.