مجلة مال واعمال

«إكسبو 2020 دبي» يتكامل مع رؤية الإمارات

-

15

دأب معرض إكسبو الدولي على الاحتفاء بالإبداعات والإنجازات الإنسانية في إطار المساعي الجماعية المستمرة حول العالم نحو بناء مستقبل أفضل. وكونها المرة الأولى التي يستضيف فيها بلد شرق أوسطي وجنوب آسيوي، فعاليات إكسبو الدولي، فإن ذلك بحد ذاته يمثل فرصة هائلة الإمارات لاستعراض إنجازاتها والاحتفاء بمسيرة التنمية المتميزة التي شهدتها على مدى العقود الخمسة الماضية.

وعليه، سيشكل «إكسبو 2020 دبي» احتفالاً بإنجازات الدولة ونجاحاتها في إرساء دعائم اقتصاد تنافسي متنوع بما يتكامل مع «رؤية الإمارات 2021».

شراكات جديدة

ويتمثل أحد العوامل الرئيسية التي تقف وراء هذا النجاح، في تشجيع ودعم التعاون وترسيخ مبدأ الشراكة. وانطلاقاً من الموضوع الرئيسي لـ«إكسبو 2020 دبي» «تواصل العقول وصنع المستقبل»، تأمل دولة الإمارات أن تطور شراكات جديدة تساهم في تحقيق مستقبل اقتـــصادي متنوع كجزء من الإرث المستدام والشامل الذي تعمل الإمارات على بنائه.

غايات أساسية

وفي المقابل، ترمي «رؤية الإمارات 2021» إلى أن تكون الإمارات ضمن أفضل بلدان العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد، أي في عام 2021.

ويعتمد تحقيق ذلك على بلوغ غايتين أساسيتين هما: بناء اقتصاد معرفة تنافسي، وتطوير بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة. وفي السياق ذاته، نجد أن الموضوعات الفرعية الثلاثة لـ«إكسبو 2020 دبي»: الفرص والتنقل والاستدامة «تنسجم وتتكامل على نحو وثيق مع هاتين الغايتين.

وتعني «الفرص» إطلاق العنان للقدرات والإمكانات الإبداعية للأفراد والمجتمعات من أجل المساهمة في صنع المستقبل. والمقصود بـ«التنقل» الجسر الذي يؤدي إلى الفرص ويسهّل حركة البشر والسلع والأفكار بطريقة أذكى وأجدى، بينما «الاستدامة» تعني احترام الكوكب الذي نعيش فيه والحفاظ على توازنه.

الاقتصاد المعرفي

ويتطلب تطوير اقتصاد معرفة تنافسي توافر ثلاثة عوامل أساسية هي: رعاية واحتضان الابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة. وفي ضوء ذلك، يعمل “إكسبو 2020 دبي” على كل تلك الجبهات من خلال مبادرات وبرامج مبتكرة تدعم التنويع والتعليم، وتشجع الشركات المحلية وتخلق فرص العمل.

فعلى سبيل المثال، بذل فريق عمل “إكسبو 2020 دبي” جهداً حثيثاً لإشراك الشركات الصغيرة والمتوسطة في رحلة التحضير لاستضافة الحدث. وتعاون مع منصة إقليمية رائدة معنية بتمكين رواد الأعمال في الشرق الأوسط، لإطلاق مبادرة ريادة الأعمال التعاونية التي تضع نصب عينيها هدفاً وحيداً يتلخص في تنظيم وتوحيد جهود القطاع الخاص لتوفير بيئة حاضنة ومشجعة لريادة الأعمال.

فالمبادرة تسعى إلى جمع المؤسسات الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة تحت سقف واحد من أجل تسريع وتفعيل التعاون فيما بينها، وتوفير المناخ الملائم لبناء علاقات وشراكات تعود بالمنفعة المتبادلة على جميع الأطراف. وتهدف المرحلة الثانية من هذه المبادرة إلى ربط الشركات الناشئة مع الهيئات والمؤسسات الحكومية.

الطاقة النظيفة

يلتزم “إكسبو 2020 دبي” بدعم الاستدامة قولاً وفعلاً. ففي حين تدعو رؤية الإمارات 2021 إلى إنتاج 24% من احتياجات الطاقة في دولة الإمارات، من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2021، يسعى “إكسبو 2020 دبي” من جانبه، إلى استهلاك نصف الطاقة التي يتطلبها الحدث، من المصادر المتجددة.

ويتطلع “إكسبو 2020 دبي” إلى إقامة حدث استثنائي على مدى ستة أشهر، وليس أقل أهمية من ذلك بناء إرث حقيقي مستدام تدوم تأثيراته الإيجابية على المدى الطويل، بما يضمن لدولة الإمارات وعموم المنطقة والمشاركين، تحقيق أكبر استفادة ممكنة من هذا الحدث بمختلف جوانبه.

وما لا شك فيه أن بناء إرث حقيقي يتطلب توافر مقومات ملموسة تشمل الموقع والأثر الاقتصادي والفرص التجارية التي تنبثق منها، ومقومات غير ملموسة وتشمل الأفكار وتوليد المعرفة، والانطباعات والمفاهيم العالمية. وهذه كلها جزء من خطتنا لـ«إكسبو 2020 دبي»، ونتعاون حالياً مع مجموعة واسعة من المؤسسات لتصميم وبناء هذا الإرث المنشود لكي يصبح واقعاً ملموساً.

إرث الحدث

يتمثل الإرث المادي لـ«إكسبو 2020 دبي» في موقع الحدث ذاته، الذي يجري تطويره بطريقة تضمن بقاءه نابضاً بالحياة لسنوات عديدة بعد عام 2021، كحاضنة للتقنيات الناشئة، وبيئة تعاونية للشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال.

وتأخذ تصاميم الأجنحة الثلاثة التي تجسد موضوعات “إكسبو 2020 دبي” الفرعية، بعين الاعتبار الاستخدامات المخطط لها لهذه الأبنية والهياكل بعد إسدال الستار عن فعاليات الحدث الضخم. وفي نهاية المطاف، من المتوقع الاحتفاظ بــ 80 % من استثمارات إكسبو في البنية التحتية والمواصلات والمباني والتقنيات المتطورة التي صممت لاستضافة الحدث.

لقد وضع إكسبو مجموعة واسعة من الخطط الطموحة لبناء الإرث، والتي يؤمل أن تسهم في بناء اقتصاد المعرفة في الإمارات ويكون موقع “إكسبو 2020 دبي” من أول الداعمين الرئيسيين له.

كما يشمل تأثير الإرث الذي سيتركه “إكسبو 2020 دبي” المنطقة المحيطة بموقع الحدث، ألا وهي دبي الجنوب، التي ستتحول إلى وجهة عصرية وحيوية للعيش والعمل، معززة بابتكارات جديدة وأحدث تقنيات المدن الذكية.

فرص استثمارية

لن تقتصر التأثيرات الإيجابية التي سيتركها “إكسبو 2020 دبي” على دولة الإمارات بل ستشمل المنطقة بأكملها، حيث من المتوقع أن يسهم الحدث في خلق فرص استثمارية وفرص عمل تغطي مجموعة واسعة من القطاعات بما في ذلك العقارات والإنشاءات والضيافة والنقل وغيرها.

وسيستفيد الناس من التحديثات الكبيرة للبنية التحتية المتوقع أن يستفيد منها “إكسبو 2020 دبي” والتي ستشمل شبكات طرق جديدة وتوسعة خط المترو ومد جسور جديدة، بالإضافة إلى إنشاء مراكز للخدمات اللوجستية.

وبوجه عام، من المتوقع أن يضيف “إكسبو 2020 دبي” أكثر من 70 مليار درهم (17.7 مليار يورو) للاقتصاد، ما سيكون له دور حيوي في دفع مسيرة التنويع الاقتصادي في البلاد وبناء إرث مستدام لدولة الإمارات.

تماسك اجتماعي

ويسعى “إكسبو 2020 دبي” لترك إرث اجتماعي وتعليمي دائم بطرق مختلفة. أولاً، سيساهم الحدث في نشر المعرفة وتطوير طرق تفكير جديدة في المجالات التي تمثل موضوعاته الفرعية الثلاثة: الفرص والتنقل والاستدامة.

وثانياً، باعتباره حدثاً ذا طبيعة عالمية يجمع مختلف الثقافات تحت سقف واحد، يأمل “إكسبو 2020 دبي” أن يسهم في غرس شعور بالفخر الوطني لدى المشاركين فضلاً عن دوره في تعزيز التماسك الاجتماعي بين الناس من مختلف الخلفيات والجنسيات.

تنوع ثقافي

وتتميز دولة الإمارات بتنوع ثقافات سكانها، وسيحتفي “إكسبو 2020 دبي” بالشمول والتفاهم الثقافي والروابط التي تجمع بين شعوب ودول العالم.

ومن شأن البرامج والمبادرات الثقافية التي سيطلقها الحدث قبل وبعد الاستضافة تقديم صورة جديدة عن دولة الإمارات، التي تحتضن أكثر من 200 جنسية وثقافة مختلفة. ويعد “إكسبو 2020 دبي” وسيلة مثالية لتعزيز التفاهم الثقافي العالمي بين دولة الإمارات وبقية دول العالم، فضلاً عن تعزيز سمعتها على الساحة الدولية كونها وجهة مثالية للسياحة والعمل والاستثمار.

ويعد “إكسبو 2020 دبي” فرصة قيمة لنا لاستعراض إمكانات الدولة وقدرتها على استضافة كبريات الفعاليات العالمية، حيث سيتيح الحدث فرصة لاستعراض قدرات الإمارات في استضافة الفعاليات العالمية التي تترك أثراً إيجابياً وإرثاً مستداماً، وتعريف العالم بالأخلاق العربية الحميدة.

منصة مثالية

في إطار المساعي إلى إقامة إكسبو دولي استثنائي بأوسع مشاركة ممكنة نوعاً وكماً، يتطلع الحدث بشغف إلى الترحيب بالمؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية وغيرها من المؤسسات غير الربحية، والانضمام إلى الحدث المرتقب الذي سيكون منصة مثالية للتواصل مع الدول والمجتمعات من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي سيتيح لها تبادل الأفكار ودعم الجهود المطلوبة لتحقيق تقدم ملموس في المجالات التي تمثل الموضوعات الفرعية الثلاثة للحدث المرتقب: الفرص والتنقل والاستدامة.

وسيكون بمقدور هذه المنظمات المساهمة في تجسيد هذه الموضوعات على أرض الواقع، وتسليط الضوء على التحديات التي تتطلب طريقة تفكير جديدة وحلولاً مبتكرة في هذه المجالات الثلاثة.

فرص واعدة لقطاعات الأعمال

تساهم المشاركة في إكسبو دبي 2020 في توفير فرص واعدة لقطاع الأعمال للاستثمار في دبي للاستفادة من اقتصادها التنافسي القائم على المعرفة والبيئة الاستثمارية الإبداعية التي توفرها.

وخلال رحلة التحضير والاستعداد للحدث المرتقب، ستتاح للشركات فرصة لتأكيد التزامها بالمسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقها والمساهمة في صنع مستقبل أفضل، من خلال استعراض منتجاتها وأبحاثها وابتكاراتها الجديدة، كما ستتاح فرص التطور للشباب من خلال برنامج التدريب المهني وغيره من المبادرات.

وفي إطار رحلة التحضير للحدث، يعكف إكسبو 2020 دبي على تطوير عدد من الشراكات التجارية مع مؤسسات عالمية رائدة في قطاعات أساسية متنوعة بما فيها الطيران، والتكنولوجيا، والتمويل، والشحن والخدمات اللوجستية، والاتصالات، والسياحة والسفر.

فهذه المؤسسات الشريكة ستشكل دعما للحدث خلال رحلة التحضير لـ«إكسبو 2020 دبي»، من أجل توفير منصة عالمية تعاونية شاملة خلال الحدث ذاته؛ ومن ثم بناء إرث مستدام تستفيد منه البشرية كلها.

وعلاوة على ذلك، سيستفيد المشاركون في الحدث العالمي من فرصة تعزيز حضورهم العالمي والوصول إلى أسواق المنطقة والتواصل مع أكثر من 25 مليون زائر متوقع. وإكسبو 2020 دبي هو ملتقى فريد للاحتفاء بالتقدم ولتبادل الأفكار وبناء العلاقات والتواصل مع جمهور منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا ومختلف أنحاء العالم.

تمكين الشباب

تمثل استضافة “إكسبو 2020 دبي” فرصة هائلة لتحفيز وإلهام الشباب، فهو حريص على التفاعل والتواصل مع هذه الفئة المهمة من المجتمع وتزويدهم بالمهارات اللازمة والفرصة المناسبة للازدهار والنجاح.

ويُعد برنامج التدريب المهني وملتقى يوث كونيكت من أبرز مبادرات إكسبو 2020 دبي للتواصل مع الشباب وتشجيعهم وتمكينهم لأداء دور مركزي في صنع مستقبل أفضل. فالمبادرتان ترميان إلى تمكين الشباب من خلال منحهم الفرصة للالتقاء وتبادل الأفكار، وأيضاً تزويدهم بالمهارات الأساسية التي تمكنهم من التعاون في إيجاد حلول جديدة تعود بالخير على دولة الإمارات والعالم بأكمله.

ثقافة

بوتقة تعاونية تجمع حضارات العالم

يمثل «إكسبو 2020 دبي» بوتقة تعاونية تجمع مختلف ثقافات وحضارات العالم، وانطلاقاً من الموضوع الرئيسي للحدث والمتمثل في «تواصل العقول وصنع المستقبل»، سيتم تحفيز العمل المشترك بين الدول والهيئات الحكومية والقطاع الخاص لمواجهة تحديات العصر من خلال إيجاد حلول مستدامة، حيث بلغ التواصل في عالمنا الحديث حداً لم يشهده أي عصر مضى، كما انه يتغير بسرعة غير مسبوقة.

ومن خلال مسيرته الحثيثة نحو إحداث نقلة نوعية محلياً وعالمياً، يحرص «إكسبو 2020» دبي التعاون مع الدول والمؤسسات والأفراد وذلك من أجل تعزيز التعليم والإبداع لدعم الاقتصاد المعرفي، ودعم البلاد والمؤسسات التي تسعى إلى مواجهة التحديات الدولية.

وخلال استضافة دبي للدورة الأولى من الاجتماع الدولي للتخطيط للمعرض خلال شهر مايو الماضي، أبدى العديد من دول العالم إعجابها الشديد بدقة استعدادات الدولة لاستضافة معرض إكسبو 2020، وكان أول لقاء دولي ينظمه إكسبو 2020 منذ تسمية دبي رسمياً المدينة المضيفة للمعرض في دورته التي تعقد 2020.

وجمع اللقاء المهم وفوداً رفيعة المستوى من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين ممثلين عن 132 دولة من حول العالم، بالإضافة إلى نخبة من صناع القرار؛ وقد أُطلِعوا خلال هذا الاجتماع على كيفية التعاون المشترك لإقامة حدث استثنائي يشهد له الجميع وفوائد المشاركة في أول إكسبو يقام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.

وتضمن الاجتماع 14 جلسة عمل تم خلالها مناقشة كامل التفاصيل المعنية بالإرث والموضوع الرئيسي والمخطط العام، إلى جانب استعدادات المدينة لاستضافة هذا الحدث الدولي العملاق.

جناح واحد لكل بلد مشارك

يتطلع «إكسبو 2020 دبي»، إلى مشاركة أكثر من 180 دولة في الحدث، الذي سيشهد سابقة في تاريخ معارض إكسبو العالمية، تتمثل في تطبيق سياسة جناح واحد لكل بلد مشارك، الأمر الذي سيعزز قدرة تلك الدول على عرض ما لديها من مقومات، وتسليط الضوء على إمكاناتها بطريقة تخدم الهدف المنشود.

كما ستتيح هذه الخطوة غير المسبوقة للدول المشاركة، إمكانية التواصل المباشر مع 25 مليون زائر مرتقب خلال الحدث الكبير، وخلق مجموعة واسعة ومتنوعة من فرص الأعمال، والدخول إلى أسواق إقليمية جديدة من خلال المنصة التعاونية الخلاقة التي يوفرها إكسبو، فضلاً عن المساهمة في بناء إرث عالمي مستدام لأول إكسبو يُقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.