يترقب العالم الحدث الكبير المنتظر الذي تستضيفه دبي العام المقبل وهو معرض «إكسبو 2020 دبي» والذي يقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وإفريقيا، حيث يراه الكثيرون بوتقة تدمج ثقافات العالم على اختلافها لتغزل منه نسيجاً جديداً قائماً على التسامح وخدمة الإنسان أولاً.
وفي حين تؤكد المؤشرات أن المعرض يكتسب زخماً عالمياً واسعاً في ظل مشاركة مؤكدة من 192 دولة بأجنحة مستقلة لأول مرة في تاريخ معارض إكسبو الدولية، يتضح في الوقت ذاته مدى التهافت على المشاركة في معرض «الإبهار»، كما يتوقعه الكثيرون، فدبي نهجها دائماً الإتيان بكل ما هو جديد وقد عودت العالم في كل وقت على إنجاز المستحيل، ليبقى الحدث درة معارض إكسبو عبر التاريخ.
حدث استثنائي
وسوف يحتفي الحدث الاستثنائي بثقافات العالم ومساهماتها في مسيرة تطور البشرية وصناعة المستقبل وتوفير الحلول لتحديات العالم الكبرى الحالية والمستقبلية على مدار 173 يوماً في رحاب دبي التي تستعد لاستقبال أكثر من 25 مليون زائر متوقع للمعرض من مختلف الجنسيات بهدف المشاركة في صناعة مستقبل العالم.
ويعتبر المعرض بوتقة ثقافية تضمن تبادل الأفكار بشكل وثيق لحد الانصهار والامتزاج، ومنصة حضارية تجمع العالم تحت سقف واحد تعرض خلاله ثقافتها وتراثها وتاريخها في حيز مكاني عالمي يمثل لوحة فنية بالأبنية ذات التصاميم الفريدة الممتدة على مساحة 4.38 كيلومترات مربعة.
إنجاز نوعي
وعلى مدى 300 يوم تفصلنا عن الحدث، تمضي جميع الخطط والمشاريع المرتبطة بإكسبو وفق الجدول الزمني المحدد، بفضل تكاتف جهود مختلف الجهات المعنية بالحدث في القطاعين العام والخاص، لتنظيم أحد أهم الأحداث العالمية وتحقيق إنجاز نوعي يضاف إلى سجل النجاحات التي حققتها دبي على مدار تاريخها بتنظيم النسخة الأنجح والأكثر إبهاراً في تاريخ الحدث الدولي الممتد منذ 168 عاماً.
تسابق محموم
وتشهد الاستعدادات للمعرض تسابقاً محموماً بين العديد من الدول المشاركة لإنهاء أعمال الإنشاء الخاصة بأجنحتها المتفردة التي تحاكي بطرازها المعماري المستقبل والماضي والطبيعة وتعكس حضارتها وتراثها، بينما بدأت دول أخرى تخطيط كافة البرامج والفعاليات والأنشطة التي ستقدمها لملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم خلال فعاليات الحدث التاريخي.
حملات تسويق
وأطلقت العديد من الأجنحة حملات تسويق واسعة لتسليط الضوء على المعرض وعلى أجنحتها في إكسبو بالتزامن مع تنظيم ندوات وورش عمل لتعريف المستثمرين ورواد الأعمال والمبتكرين بالفرص الواعدة التي يوفرها هذا الحدث الدولي.
كما بدأت أنظار المجتمع الدولي، وخاصة قطاع المعارض والفعاليات، بالاتجاه نحو «إكسبو»، مع الإعلان عن استقطابه لحزمة من الفعاليات المحلية والدولية الكبرى المصاحبة التي سيحتضنها مركز دبي للمعارض الواقع في أرض الحدث، ويأتي في مقدمة هذه الفعاليات «قمة إكسبو العالمية للحكومات 2020» والتي سيشارك فيها عدد كبير من رؤساء الحكومات ومسؤولو الدول، بحضور 100 ألف مشارك، منهم 10 آلاف مسؤول و30 منظمة دولية و600 مفكر وخبير.
كما سيستضيف الحدث القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي، فضلاً عن المنتديات العالمية للأعمال لدول أفريقيا وأمريكا اللاتينية ودول الآسيان، ومؤتمر غرف التجارة العالمية 2021.
إنجازات إنشائية
وبشكل يومي، يسجل موقع إكسبو إنجازات إنشائية جديدة مع وصول أعمال بناء المرافق والأبنية الرئيسية إلى مراحل متقدمة، حيث تم إنجاز جميع الأعمال الإنشائية الرئيسية، بما يشمل البنية التحتية التي أنجزت بنسبة 100% مع وجود بعض الأعمال المجدولة للفترة التي تسبق انطلاق المعرض، وبينما اكتملت الأعمال الإنشائية في ساحة الوصل التي تشكل المنطقة المركزية في الموقع بشكل كامل، يجري حالياً تركيب الألواح على هيكل القبة، التي ستنعكس عليها العروض الضوئية خلال الحدث، كما يجري تركيب أجهزة العرض الضوئي.
ساحة الوصل
وبحسب الجدول الزمني، سيتم الانتهاء من إنجاز ساحة الوصل بشكل كامل في أبريل المقبل، بما يشمل جميع مكوناتها من توصيلات كهربائية وضوئية ومرافق وحدائق ومسطحات مائية وغيرها.
وسيتم إنجاز جميع الأعمال الإنشائية لأجنحة موضوعات التنقل والاستدامة والفرص بنهاية العام الحالي، لتبدأ بعد ذلك مرحلة الأعمال الداخلية في هذه الأجنحة ونقل المعروضات ومواد العرض الخاصة بكل جناح، وبحلول أبريل 2020 سيتم الانتهاء من جميع هذه الأجنحة على أن تنطلق بعدها عملية التشغيل التجريبية حتي سبتمبر المقبل.
تواصل العقول
ويقام إكسبو تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل» على مدار ستة أشهر من 20 أكتوبر 2020 إلى العاشر من أبريل 2021 ومن المتوقع أن يستقطب 25 مليون زيارة 70% منها من خارج الإمارات وهذه هي أكبر نسبة زيارات دولية في تاريخ إكسبو.
وستحتضن ساحة الوصل الكثير من الاحتفالات الحية التي سيتجاوز عددها 60 حفلاً يومياً، حيث تعد ساحة الوصل القلب النابض في موقع إكسبو، وستربط المناطق الثلاث الرئيسية للمعرض وستكون نقطة الالتقاء الرئيسية للزوار خلال الحدث الدولي.
مساحة للتأمل
وسيكون إكسبو احتفالاً عالمياً هو الأكبر من نوعه في تاريخ معارض إكسبو العالمية. وسيبهر زواره بأكثر من 60 فعالية على مدى أيامه وستمثل أجنحة إكسبو الثلاثة «الفرص» و«التنقل» و«الاستدامة» مصدر إلهام للزوار بغرض خلق مساحة للتأمل والحياة بشكل مختلف وتوفير مناخ من التفاؤل الذي يمكن أن يحدث أثراً دائماً في العالم من خلال تضافر الجهود.
تأثيرات اقتصادية
ومن المنتظر أن يخلق إكسبو فرصاً وظيفية وتجارية واستثمارية هامة، ليس لدبي والإمارات فقط، وإنما لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، تاركاً تأثيرات اقتصادية مستدامة، حيث أفادت دراسة مستقلة نشرتها شركة «إرنست آند يونغ» العالمية، العاملة في مجال التدقيق المالي والخدمات الاستشارية، بأن استثمار الإمارات في المعرض سيعود بعائد اقتصادي يصل إلى 122.6 مليار درهم خلال الفترة من عام 2013 إلى 2031، بينما يدعم فرص عمل يصل مجموعها إلى 905 آلاف و200 سنة عمل خلال الفترة ذاتها.
وأشارت الدراسة إلى أنه خلال الأشهر الستة لانعقاد فعاليات «إكسبو»، يُتوقع أن يسهم الحدث بما يصل إلى 1.5% من إجمالي الناتج المحلي لدولة الإمارات.
3 عبقريات
يحمل «إكسبو 2020 دبي» مشاعل الإبداع من مختلف دول العالم، مقترناً بالابتكار والعبقرية على مستوى المكان والزمان والإنسان في دولة الإمارات التي لا تضع حدوداً لطموحاتها، ولا عوائق تحول دون تحقيق أحلامها.
01- عبقرية المكان
اجتمع للإمارات ما لم يجتمع لغيرها من دول العالم التي نظمت المعرض منذ عام 1851، حيث تمثل ملتقى حضارات الشرق والغرب، وتضم أكثر من 200 جنسية مختلفة، تعمل معاً في ود ومحبة وسلام، وتساهم بشكل فعال في تحقيق البناء والتنمية في مختلف إمارات الدولة، إلى جانب أنها تحولت في السنوات الأخيرة إلى مركز مهم في الابتكار والإبداع والمعرفة، ليس على المستوى الإقليمي فقط، وإنما عالمياً أيضاً.
02- عبقرية الزمان
تتجسد في معرض «إكسبو 2020 دبي» عبقرية الزمان، فالتوقيت ليس فقط أن 2020 بداية العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين بعد عشرة أعوام كانت حافلة باختراع آلاف الابتكارات سهلت حياة البشر وجعلتها أكثر متعة وسلاسة، ولكن أيضاً ما يعزز من قيمة توقيت الحدث ويعمق من رمزيته أنه مع انتهائه ستكون الإمارات حينها على مشارف الاحتفاء باليوبيل الذهبي عام 2021 ومسيرة خمسين عاماً من الإنجاز والعطاء، وكذلك مسيرة متجددة شعارها الطموح والريادة.
03- عبقرية الإنسان
يتحلى الإنسان الإماراتي بالطموح والإحساس بالمسؤولية، حيث يرسم بثقة معالم مستقبله مشاركاً بفاعلية في بيئة اجتماعية واقتصادية دائمة التطور، ومستنداً إلى التراث الوطني الأصيل.
ومع وصول أول رائد فضاء إماراتي في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية نجحت العبقرية الإماراتية في إحراز إنجازات نوعية لها قيمتها وأثرها في دعم مسيرة العالم نحو غد يحمل الخير للإنسان، ويقدم له من الحلول ما يعينه على مواجهة ما يحيط به من تحديات آنية ومستقبلية.