حض أحد أخصائيي علم الأورام على إعادة تسمية بعض السرطانات ذات الخطورة المنخفضة للغاية، باعتبارها سرطانات «بطيئة النمو»، أملاً في تخفيف وقع الصدمة على المرضى الذين يقال لهم، إنهم مصابون بهذا المرض الخطير، فأثار الأمر جدلاً في الأوساط الطبية، حسبما أفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وأفادت الطبيبة لورا أسرمان من مركز العناية بالثدي «كارول فرانك باك» في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، بأن كلمة سرطان تثير الخوف في العالم وتسبب «صدمات نفسية لا داعي لها»، عندما يكون لدى المريض ورم ينمو ببطء مع خطر وفاة منخفض جداً.
لكنّ طبيباً آخر تصدى للاقتراح قائلاً، إن التقليل من شأن تشخيص السرطان يعرّض المصابين لخطر الإهمال في العلاج، مضيفاً أنه من «غير الممكن» التنبؤ بتطوّر الورم.
95 %
وكتبت الطبيبة لورا أسرمان: «يغطي تشخيص المرض كل شيء، ليشمل 95% من الأورام التي يتم تشخيصها والتي لن تنتشر في جسم المصاب على مدى 20 عاماً، إلى جانب الأمراض الفتاكة التي قد تغزو الجسم خلال 12 شهراً.
ومن الواضح أن الإصابة بسرطان ينمو ببطء أو بحالة لا تتحول إلى ورم خبيث إلا نادراً، لا يمكن تسميتها «سرطاناً» كما هو معرّف سريرياً، ويبقى علينا استخدام التكنولوجيا التي قطعت شوطاً طويلاً لتغيير طريقة تعريفنا للمرض»، مشيرة إلى خطر الإصابة فائقة الانخفاض بسرطان البروستات الذي ينمو ببطء ولا ينتشر دائماً، كذلك الخلايا السرطانية في بطانة قنوات الثدي المعروف بـ«دي سي أي إس»، التي نادراً ما تكون مميتة.
وبدلاً من اختيار الخضوع للعلاج على الفور، تعتقد أن المرضى يجب تشجيعهم على الخضوع «لمراقبة نشطة» للأورام التي لم تنتشر، لكنها تفيد بأنه «من الصعب تشجيعهم على الانتظار والمراقبة ما أن يجري إخبارهم بأنهم مصابون بالسرطان».
نقص
بالمقابل، يرفض الخبير الاستشاري في علم الأنسجة في جامعة «كارديف»، الطبيب موراي فارما، «إزالة التشخيص بالسرطان»، لأن ذلك في رأيه، يؤدي إلى نقص في علاج الأورام، ويعرب عن اعتقاده أن إعادة تسمية السرطانات قد تسبب قلقاً أكبر للمريض، قائلاً: «التوصية بإعادة تصنيف بعض سرطانات الغدة الدرقية منخفضة المخاطر «بإمكانية خبيثة غير مؤكدة»، يمكن أن يساء تفسيره بأن الطبيب غير متأكد مما إذا كان الورم حميداً أم مميتاً، ثم إن المراقبة النشطة تتطلب خضوع المريض أيضاً لفحوص منتظمة وهي مرهقة للأعصاب، ويدعو في المقابل لزيادة الوعي العام بما يعنيه تشخيص السرطانات المختلفة».