أثبتت دراستان أستراليتان أن الجروح الناتجة عن إصابات الدماغ عند الأطفال الصغار تؤثر في الوظائف المعرفية ومستوى الذكاء، بل في سلوكهم في بعض الأحيان.
ووجد الباحثون أن الشفاء من أي رض أو جرح في الدماغ قد يستغرق أعواماً، إلا أن بيئة المنزل واستقراره قد يؤثر إيجابياً على فرص الشفاء السريع.
وصرحت كاتبة أحد الدراستين لويز كراو من معهد بحوث Murdoch للأطفال: “يعتقد الكثيرون أن لين الجمجمة عند الصغار قد يعطيهم ميزة، فإذا ما أصيبوا بالدماغ نتيجة السقوط من مكان مرتفع للأرض فإن جمجمتهم سوف تلتئم سريعاً، بينما الحقيقة هو أن مرونة الجمجمة ونمو المخ عند الطفل تضعه في مخاطر أعلي لمشاكل مستقبلية”.
وأضافت: “بالطبع يشفي الصغار من إصابات الدماغ الخطيرة إلا أنهم يصبحون أكثر بطأ في تعلم المفاهيم وبعض المهارات التي تتطلب مستوي عال من الذكاء.”
وتزيد مخاطر الإصابة بجروح الرأس عند الأطفال تحت سن الرابعة بشكل خاص، فمثل تلك الردود تحدث نتيجة السقوط أو حوادث السيارات أو الضرب المتعمد للطفل أو أثناء ممارسة الرياضة أو يصطدمون مع جسم متحرك، ولحسن الحظ معظم هذه الإصابات لا تكون خطير إلا أن حوالي ثلث هؤلاء الأطفال الذين ينجون من الإصابات الخطيرة يظلون يعانون من عطب لفترة طويلة.
والدراسات التي قامت بمتابعة الصغار منذ تعرضهم لإصابات جسيمة وحتى سن المراهقة قليلة لتقييم التأثير الكامل لإصابة الدماغ عليهم.
وفي الدراسة الأولى، قام الباحثون بمتابعة 40 طفل بين سن 2 إلى 7 سنوات ممن تعرضوا لإصابة في الدماغ، وتم مقارنة حالتهم بـ16 طفل يتمتعون بالصحة، وتم فحص واختبار الأطفال بعد 12 شهر و 30 شهر ثم 10 سنوات من تعرضهم للإصابة، ووجدوا أن الأطفال الذين تعرضوا لأكثر الإصابات شدة كانوا الأسوأ في الاختبارات المعرفية.
وقالت كاتبة الدراسة فيكي أندرسون من معهد Murdoch: “الأخبار لم تكن سيئة تماماً فبينما كان المخ يستعيد عافيته لم يحقق الأطفال أي مكاسب نمو هامة لمدة 3 سنوات ولكن بعد ذلك وحتى 10 سنوات بعد الإصابة بدأ الأطفال يكتسبون بعض مهارات النمو المناسبة لأعمارهم، وهذا يعني أنه بعد مرور سنوات على الإصابة يظل هناك فائدة من التدخل بعلاجات ما”.
وأضافت:”بالرغم من أن هذا لا يعني أن هؤلاء الأطفال يمكنهم الوصول لمستويات أقرانهم الأصحاء إلا أن هذا يعني أن الفجوة لن تظل تتسع خلال تلك الفترة”.
ووجدت هذه الدراسة أن البيئة والعلاقات العائلية يمكن أن تفرق في شفاء الطفل من هذه الإصابة، فالبيوت الأكثر استقرارا والبعيدة عن النزاعات العائلية تساهم بشكل كبير في سرعة شفاء الطفل.
وصرحت أندرسون:”من الصعب التنبؤ بالنتائج فنوعية البيئة المنزلية وإعادة التأهيل المناسبة التي تقدمها الأسرة لطفلها تساعد في تعظيم النتائج”.
واشتملت الدراسة الثانية التي قادتها كراو على مجموعة من 53 طفل تعرضوا لإصابة بالدماغ قبل بلوغ سن الثالثة بالإضافة لـ27 طفل من الأصحاء، وقام الباحثون بمتابعة حالة هؤلاء الأطفال منذ بلوغ الرابعة حتى السادسة من العمر.
وبالمقارنة بين المجموعتين، فسجل الأطفال الذين تعرضوا لإصابات متوسطة إلى حادة سجلوا درجات على مقياس الذكاء 7 إلى 10 درجات أقل من أقرانهم، بينما من تعرضوا لإصابات طفيفة فلم يؤثر ذلك على مستوى ذكائهم بشكل كبير، إلا أن الإصابات التي تأرجحت بين الضعيفة إلى المتوسطة فقد ترك ذلك أثراً على سلوكهم، واتفقت هذه الدراسة مع سابقتها في تأثير الجو الأسري و علاقة الأطفال بآبائهم على سرعة شفاهم من هذه الإصابات.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-NP