إستون مارتن دي بي إكس، حصلت شركة إستون مارتن على دعم مالي حجمه 200 مليون استرليني (300 مليون دولار)، من المجموعة الاستثمارية التي تملكها ومنها استثمار كويتي، لتطوير طراز “دي بي إكس” الافتراضي وإنتاجه كسيارة رياضية رباعية تنتقل بها الشركة الى قطاع جديد يختلف عن القطاع الرياضي الرياضي البحت الذي طالما تخصصت فيه. وتأمل الشركة بأن ينقلها القطاع الجديد الى مجال تحقيق الارباح في السنوات المقبلة.
واكد رئيس الشركة اندي بالمر، ان التمويل الجديد سوف يمكّنها من زيادة خطوط الانتاج والموديلات التي تنتجها على نهاية العقد الحالي. ويأمل بأن يضاعف انتاج الشركة بجذب فئات جديدة من المستهلكين الى سيارات استون مارتن.
ويعتقد كبير مصممي الشركة ماريك رايخمان، ان ملامح “دي بي إكس” الجديدة تعكس لغة التصميم التي سوف تعتمدها في نماذج المستقبل. وهي تقدم هنا نموذجاً عملياً بأربعة مقاعد مع مساحة عملية للشحن.
وتعدّ “دي بي إكس” سيارة مستقبلية تعمل بمحركات كهربائية ويتمتع فيها السائق بنظام قيادة الكتروني اسمه “درايف باي واير”، يطبق للمرة الاولى في الصناعة. كما تأتي السيارة بزجاج يتغير في درجة قتامته وفقا لكمية الضوء الخارجي، لكي يعكس حرارة الشمس ويحافظ على مناخ السيارة. وتعرض السيارة الكثير من معلومات الملاحة للسائق، وكذلك معلومات الهاتف الجوال ومواقع التواصل الاجتماعي امام الراكب الامامي.
وهي تستخدم الاضاءة الدايودية الخارجية ومكابح من الكربون السيراميكي مع نظام لاسترجاع الطاقة عند استخدام المكابح. وتعتمد على الكاميرات الخلفية بدلا من المرايا العادية. ويعتقد بالمر أن “دي بي إكس” تمثل الجيل التالي في صناعة السيارات، لأنها تختبر عدداً من التقنيات المتجدة على الصناعة، مع الحفاظ على شخصية استون مارتن. ويأمل بالمر بأن يجذب بالسيارة الجديدة الكثير من اثرياء جيل الشباب الذين يتطلعون الى شيء مختلف وغير مسبوق.
ومن المتوقع ان تقبل إستون مارتن، على بناء السيارة الجديدة في مقاطعة ويلز على موقع بالقرب من مطار كارديف، يتبع وزارة الدفاع. وأكدت الشركة هذا الموقع، بعد اختبارها الكثير من المواقع الاخرى التي كان من بينها مواقع من خارج بريطانيا. وكانت الشركة قد اختبرت مواقع في مدينة برمنغهام البريطانية وولاية ألاباما الاميركية، حيث تبني شركة “مرسيدس بنز” سياراتها الرباعية الرياضية “جي إل”.
وتهدف الشركة الى رفع حجم مبيعاتها الى نحو سبعة الاف سيارة سنوياً، من اربعة الاف سيارة انتجتها في عام 2014. وكان انتاج الشركة في السنوات الماضية يتذبذب وفق حاجة السوق. وسوف يرفع الانتاج عن طريق زيادة عدد الموديلات التي تنتجها الشركة وإضافة سيارات مثل “دي بي إكس” والصالون الفاخرة “لاغوندا”.
وتمثل “دي بي إكس” توجهاً جديداً تماماً للشركة، حيث انها السيارة الاولى التي تكشف عنها بالدفع الكهربائي في القطاع الرياضي الرباعي. وهي الاولى بالدفع الرباعي وبجوانب عائلية عملية، عدا سيارات الشركة الاخرى التي تركز على الانجاز الرياضي فحسب.
وعندما تصل “دي بي إكس” الى الاسواق، فسوف تنافس سيارات شركات الانتاج الفاخر التي قررت خوض مجال انتاج سيارات رياضية رباعية، ومنها بنتلي بنتايغا وجاغوار “إف فيس” ولامبورغيني “اوروس”. كما تنافس بشكل مباشر السيارة تيسلا موديل “إكس” الرباعية الكهربائية.
ويمكن اعتبار “دي بي إكس” ضرورة للشركة على اكثر من صعيد؛ فهي توسع لها مجالات الانتشار بين المشترين من ناحية، كما انها تسهم في تحسين الانجاز البيئي بشكل عام. ووفق شروط الاتحاد الاوروربي لابدّ أن ينخفض المعدل العام للبثّ الكربوني من سيارات كل شركة الى حدود المئة غرام لكل كيلو متر، تنخفض فيما بعد الى 49 غراماً. ولأن “إستون مارتن” شركة مستقلة وتعتمد على السيارات الرياضية الكبيرة المحركات والعالية البث الكربوني فقط، كان لابدّ من ايجاد البديل الكهربائي الذي يخفض البثّ الكربوني للشركة بصفة عامة.
ويشرح مصمم السيارة رايخمان، ان الموديل المعدّ للانتاج سوف يركز اكثر على الجوانب العملية، حيث سيكون بخمسة ابواب ولذلك فقد يتغير شكل السيارة النهائي، وخصوصاً خطوط السقف، مع بقاء القاعدة ثابتة الحجم.
ويمكن القول إن “إستون مارتن” قد حددت خيارات المستقبل لها بالاتجاه نحو الدفع الكهربائي بدلاً من اللجوء الى محركات الهايبرد. ولأن مثل هذا الخيار لا يتناسب مع بعض الاسواق في العالم، مثلما الحال في الشرق الاوسط الذي مازال يفضل المحركات البترولية، فإن “إستون مارتن”، تَعِدُ بإنتاج فئات عادية من “دي بي إكس” تصلح لهذه الاسواق.
ولكن ستبقى في السيارة بعض معالم التقنيات الحديثة ، فالسيارات المتوجهة الى الشرق الاوسط سوف تحافظ على مجموعة الخلايا الشمسية على سطحها، بحيث تُستخدم اثناء توقفها في الشمس في شحن بطاريات السيارة وفي تشغيل تكييف الهواء. وسوف تنتقل هذه التقنية تدريجيا الى سيارات الشركة الرياضية مثل “دبي بي 11”.
وليس من المعروف بعد الكثير من المواصفات الفنية للسيارة، ولكنها سو تعتمد على محرك كهربائي قوي، بدلاً من محرك الشركة التقليدي المكون من 12 اسطوانة. وسوف يدفع هذا المحرك العجلات الاربع.
وفي معرض جنيف الاخير، شرح بالمر اهدافه بأنها تركز على استدامة الشركة وأبعادها على دورات الانتعاش والانتكاس التي مرت بها. فالمستقبل كما يراه بالمر لا يمكن ان يعتمد على انتاج خط انتاجي واحد لسيارات رياضية متخصصة لفئة معينة من المشترين فقط. ومع الحفاظ على ندرة سيارات استون مارتن، يحاول بالمر ان يرفع جاذبيتها لكثير من الفئات.
ويقول إن السيارات الرياضية من الشركة لن يزيد عددها في المستقبل على سبعة الاف سيارة، ولكن بحلول عام 2020 سوف تجدد الشركة كل سياراتها وتضيف اليها ثلاثة موديلات جديدة، كل منها يمثل نموذجاً تصميمياً مختلفاً، مثلما ظهر في النماذج التي كشفت عنها الشركة مثل فولكان و”دي بي 10″.
ومن المتوقع ان تكون “دي بي إكس” هي اهم هذه السيارات على الاطلاق للشركة، حيث تقع في القطاع الرياضي الرباعي الاكثر نمواً على مستوى العالم، وخصوصاً في الصين والشرق الاوسط. وهو قطاع تنافس فيه الان معظم الشركات في القطاع الفاخر وتدخله قريباً شركة رولزرويس ايضاً.
وفيما يعترض بعض عشاق سيارات استون مارتن الرياضية على دخول الشركة مثل هذا القطاع، يطمئن البعض مخاوفهم بأن تصميم “دي بي إكس” الجديد هو على الاقل اكثر جمالاً وانسيابية من طراز لاغوندا لسيارة صالون الذي كشفت عنه الشركة في عام 2009.
من الجوانب المثيرة التي دافع بها هؤلاء عن سيارات الشركة، القول إن سيارات “دي بي إكس” تتوجه الى النساء، هي فئة غائبة تماماً في الوقت الحاضر عن شراء سيارات الشركة. وتشير الاحصاءات التاريخية لمبيعات استون مارتن انه بين 70 الف سيارة انتجتها في تاريخها، لم تشتر النساء منها سوى 3500 سيارة فقط. ويعتمد هؤلاء على قول بالمر ان “دي بي إكس” تتوجه الى الفئة العمرية التي تقع في الثلاثينات وخصوصاً النساء منهم. وقال في مؤتمر نظمته الفاينانشيال تايمز في لندن “هذه السيارة تتوجه الى شارلوت، وهي في منتصف الثلاثينيات وغير سعيدة بالسيارة الرياضية الرباعية التي تستخدمها حاليا”.