تعتبر شركة “موانئ دبي العالمية”من بين أقدم الشركات الإماراتية العاملة في الهند حيث تقوم بتشغيل 34 بالمائة من إجمالي محطات الحاويات في الهند فيما تعتبر “موانئ دبي العالمية” أول شريك موانئ في القطاع الخاص في الهند عام 1997.
وقال جيبو كوريان إيتي الرئيس التنفيذي لميناء كوتشين ان موانئ دبي العالمية – كوتشين توفر خدمات موثوقة وراقية وذات قيمة مضافة لتميز المحطة بارتباطها بشبكة الخطوط البرية والسكك الحديدية مما يرفع من مستوى الكفاءة ويساعد العملاء على نقل بضائعهم إلى السوق بشكل أسرع وبسعر تنافسي فيما يناول ميناء “كوتشين في الهند حاليا 40 بالمائة من تجارة الهند البحرية . وسيكون الميناء جزءا من خط ملاحي عالمي يربط الصين بالبحر المتوسط عبر شبه القارة الهندية وبالتحديد كوتشين كأول ميناء في الهند يستقبل خطا ملاحيا من الصين.
جاء ذلك خلال إستقبال جيبو كوريان إيتي لوفد من ممثلي وسائل الإعلام الاماراتية الذي يزور حاليا عددا من المدن الهندية على هامش الزيارة الرسمية التي سيقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لجمهورية الهند غدا .
وقال جيبو كوريان إيتي الرئيس التنفيذي لميناء كوتشين ان ” موانئ دبي العالمية – كوتشين ” تنقسم الى ثلاث مراحل بحيث تتيح المرحلة الأولى التي تضم رصيفا بطول يزيد على 600 متر وغاطس بعمق 14.5 متر مناولة أكبر سفن الحاويات في العالم مشيرا الى ان طاقة الميناء في المرحلة الأولى تصل إلى مليون حاوية نمطية سنويا مع إمكانية زيادتها إلى 1.5 مليون حاوية نمطية في المرحلة الثانية تماشيا مع الطلب في السوق وحوالي 4 ملايين حاوية سنويا بعد دخول المحطة مرحلة التشغيل الكامل.
واكد جيبو كوريان ان الحدث يشكل تحولا كبيرا في ديناميكيات إعادة الشحن في منطقة شبه القارة الهندية وبالإضافة إلى محطة فالاربادام تدير موانئ دبي العالمية في الهند محطات أخرى في موندرا ونافا شيفا وشيناي وفيشاكاباتنام.
كما زار الوفد الاعلامي الإماراتي مشروع ” المدينة الذكية ” في مدينة كوتشي وهو مشروع إماراتي هندي مشترك في ولاية كيرلا بين مجموعة دبي القابضة وحكومة كيرلا.
وقال شادي خوجه مدير الاستراتيجيات بمدينة دبي الذكية أن الفوائد العديدة لمشروع المدينة الذكية في كوتشين لا تقتصر على كونه مشروعا استثماريا يوفر أكثر من 90 ألف وظيفة مباشرة وثلاثة أضعاف هذا الرقم بطريقة غير مباشرة بل يمتد إلى كونه يشكل علامة مهمة في المكانة العالمية لولاية كيرلا حيث سيجذب المشروع العديد من الشركات العالمية المتخصصة في قطاع التكنولوجيا إلى الولاية الأمر الذي سيضعها على رادار الشركات العالمية .
وقال ان مجموعة تيكوم للاستثمارات قد وقعت في الربع الأول من عام 2011 اتفاقية مع حكومة ولاية كيرلا الهندية لإطلاق عمليات تطوير 246 فدانا من الأراضي في المدينة الذكية في كوتشي مشروع البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات ومدينة صناعات المعرفة المكتفية ذاتيا في كوتشي.
وتوقع خوجه أن تكون المدينة الذكية كوتشي لدى اكتمالها من أكبر مجمعات الأعمال في الهند وتم تزويدها ببنية تحتية متطورة لدعم الأعمال كما ستضم مجموعة متنوعة من مرافق للبيع بالتجزئة والضيافة والسكن والترفيه الأمر الذي من شأنه أن يجعل من المشروع وجهة مثالية للعمل والعيش وفق أرقى أنماط الحياة العصرية فضلا عن استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأضاف ” تصل مساحة البناء في المشروع تصل إلى 6.21 مليون قدم مربعة على أقل تقدير وسيكون مخصصا لتكنولوجيا المعلومات لتمكين الخدمات والخدمات المتحالفة معها.” مضيفا ان مجموعة دبي القابضة للعمليات التجارية تدير أعمالها في 24 دولة حول العالم من خلال أربع مجموعات تجارية هي.. مجموعة جميرا “جميرا” والتي تتولى تشغيل محفظة غنية من الفنادق والمنتجعات السياحية العالمية وتيكوم للاستثمارات “تيكوم” التي تتولى إدارة مجمعات حصرية للأعمال تضم 4 الاف و658 شركة توظف 74 ألف موظف ومجموعة دبي للعقارات والتي تدير 25 ألف وحدة سكنية تعمل على تطوير وإدارة المشاريع العقارية المتعددة الاستعمالات بالإضافة إلى الإمارات الدولية للاتصالات والتي تدير محفظة من أصول التكنولوجيا الاتصالات إقليميا وعالميا..
وتغطي مجموعة دبي القابضة للعمليات التجارية من خلال هذه الشركات قطاعات عدة وحيوية.
وقام الوفد الاعلامي الاماراتي بالإطلاع على مباني المرحلة الأولى من المدينة الذكية كما حضر إطلاق اول خط كهرباء لتشغيل المرحلة الاولى من المدينة الذكية .
يذكر ان تاريخ العلاقات التجارية والاستثمارية بين دولة الامارات وجمهورية الهند يرجع الى سنوات عديدة حيث كانت التجارة في تلك الفترة تجارة تقليدية مثل تجارة التمور والاسماك والأخشاب الا أن تلك العلاقات قد اتخذت منحى استراتيجيا بعد تأسيس الدولة في عام 1971 حيث زادت التجارة بين الدولتين عبر السنوات.
وساهمت هذه العلاقة التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين الدولتين الى استقرار وتعزيز التنويع وتعميق العلاقات بين الدولتين حيث تعمل كلا الدولتين الى تنمية ارتباطاتهما.
وقد كانت علاقات الهند بمختلف إمارات الدولة منذ أن كانت التجارة هي النشاط الأول الذي يربط الشعوب منذ القدم وذلك بحكم الموقع المميز الذي يحتله البلدان على خطوط التجارة البحرية العالمية.
وتشير نتائج بيانات الاستثمارات الإماراتية في الخارج الى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر أكبر بلد عربي مستثمر في الهند بنسبة 81.2 بالمائة من إجمالي الاستثمارات العربية في الهند كما تأتي في المرتبة 11 عالميا من حيث قيمة الاستثمار الاجنبي المباشر في الهند حيث تقدر الاستثمارات الإماراتية الاجمالية في الهند بنحو 8 مليارات دولار منها 2.89 مليار دولار على شكل استثمارات أجنبية مباشر.
وتتركز الاستثمارات الإماراتية في الهند بشكل رئيسي في خمسة قطاعات وهي تطوير البناء والطاقة والصناعات المعدنية وقطاع الخدمات وبرامج الكمبيوتر والأجهزة والمنتجات البترولية والمعادن الثمينة والأحجار الكريمة والمجوهرات والمعادن والكيماويات والأخشاب ومنتجاتها.
وشهدت البيئة الاستثمارية في ولاية كيرلا الهندية خلال السنوات الماضية تحولات مهمة من شأنها أن تعزز من جاذبيتها للاستثمارات الأجنبية المباشرة خاصة مع استقرار الأوضاع وتطلع الناس للتنمية والرخاء الأمر الذي سرع من ديناميكية التغيير في الولاية نحو الأفضل.
وام