مجلة مال واعمال

إسبانيا تحظر البيع على المكشوف

-

قررت هيئة الرقابة على سوق الأسهم في إسبانيا اليوم حظر البيع على المكشوف لكل الأوراق المالية الإسبانية لمدة ثلاثة أشهر بسبب الهبوط الشديد لمؤشر بورصة مدريد نتيجة المخاوف من احتمال اضطرار إسبانيا لطلب حزمة إنقاذ مالي دولي رغم نفي وزير الاقتصاد الإسباني لويس دي غيندوس مجددا اليوم حاجة بلاده لحزمة إنقاذ كما وقع مع اليونان.

وقالت الهيئة الرقابية إنها قد تمدد الحظر إلى ما بعد 23 أكتوبر/تشرين الأول المقبل أو تقلص المدة حسب الحاجة.

وقالت الهيئة في بيان لها إن الحظر يرمي إلى المحافظة على الاستقرار المالي وإن القرار يشمل أي عملية على الاسهم أو المؤشرات، وقد سجلت بورصة مدريد في التعاملات بعد منتصف النهار هبوطا حادا ناهز 3% بعدما فقدت 5% في تعاملات مبكرة اليوم تضاف إلى انخفاض سابق الجمعة الماضية بـ6%، مما يشير إلى ضخامة الضغوط التي تفرضها الأسواق بفعل خشية المستثمرين من عجز مدريد عن ضبط وضعها المالي واحتمال طلبها قروض إنقاذ طارئة.

وتعد عملية البيع على المكشوف إحدى الآليات التي يلجأ إليها المستثمرون في الأسواق المالية لتحقيق أرباح في حالة انخفاض الأسعار، بحيث يشترون ورقة مالية سعرها في انخفاض من وسيط ثم يبيعونها ثم يشترونها من جديد على أمل أن ينخفض سعرها أكثر فيربحون الفارق بين الانخفاضين.

سوابق
وسبق لإسبانيا مثلها مثل دول أوروبية أخرى أن رفعت الحظر على البيع على المكشوف بعدما طبقت في أغسطس/آب 2011 بفعل اضطرابات شهدتها الأسواق المالية نتيجة مباحثات صعبة جرت لإقرار حزمة إنقاذ لليونان، ويرى المدافعون عن عملية البيع على المكشوف أنها تساعد المستثمرين على التحوط للمخاطر.

لكن معارضي هذه الأداة يعتبرون أنها تسهم في زيادة الضغوط على الأسواق في وقت تعاني الأخيرة أصلا من هبوط مؤشراتها، ويضيف هؤلاء أن هذه المضاربة الرامية لتحقيق ربح سريع لا ينطوي على هدف حقيقي.

وفي السياق نفسه منعت السلطات الرقابية في إيطاليا اليوم عمليات البيع على المكشوف إلى غاية 27 يوليو/تموز الجاري، وجاء القرار بعدما هوت مؤشرات الأسهم الإيطالية بأكثر من 5% اليوم متأثرة من مخاوف انحدار أزمة الديون في إسبانيا إلى مستوى أسوأ.

أدى حظر مدريد البيع على المكشوف إلى ارتفاع خسائر أسواق الأسهم الأوروبية والآسيوية والأميركية، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت اليوم بأربعة دولارات 

الأسواق
وأدى حظر مدريد البيع على المكشوف إلى ارتفاع خسائر أسواق الأسهم الأوروبية، حيث هبط مؤشر يوروفرست 300 للأسهم الأوروبية القيادية بنحو 2.5% قبل أن يتراجع قليلا إلى 2.4%، وانخفض مؤشر داكس الألماني بـ2.7% ومؤشر كاك40 الفرنسي بـ2.6%.

وبعد الأسواق الآسيوية التي أغلقت اليوم على انخفاض، امتدت آثار المخاوف بشأن أزمة الديون في إسبانيا إلى الأسواق الأميركية حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي عند بداية التداول بـ1.67% ومؤشر ستاندرد آند بورز الأوسع نطاقا بـ1.54% ومؤشر ناسداك لمؤشر شركات التكنولوجيا بـ2.20%.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت في لندن أربعة دولارات لتستقر عند سعر 102.83 دولار للبرميل، كما انخفض سعر العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف في نيويورك بنحو 3.74 دولارات ليناهز 88 دولارا للبرميل، ويأتي انخفاض النفط نتيجة تهافت المستثمرين على الدولار الأميركي بوصفه ملاذا آمنا بعد تزايد المخاوف من أن تصبح إسبانيا -رابع دولة عضو بمنطقة اليورو- تطلب برنامج إنقاذ مالي.