الأنماط الجديد في عالم التسويق ضرورة ملحة، فالهدف في نهاية المطاف هو كسب الزبون وعليه لا يمكن الإستمرار بالطريقة نفسها حتى ولو كانت ناجحة، فما نجح بالأمس لن ينجح اليوم.
وفي عالم التسويق الإلكتروني وتبدل المزاج العام للزبائن بشكل سريع فإن الأنماط تحتاج لان تسير بالسرعة نفسها من أجل اللحاق بالركب.
الواقع المعزز ومواقع التواصل
الهواتف الذكية باتت الجزء الأساسي من حياة الغالبية والتطبيقات باتت المهيمنة. في العام الجديد سيتم الإعتماد وبشكل كبير على الواقع المعزز من أجل التسويق الإلكتروني.. والواقع المعزز هو النقيض الكلي للواقع الإفتراضي إذ أنه تكنولوجيا قائمة على إسقاط الأجسام الإفتراضية والمعلومات في بيئة المستخدم الحقيقية لتوفر معلومات إضافية أو تكون بمثابة الموجه له. الشركات وبالإعتماد على موقع المستخدم ستقوم بعرض مضمون من خلال الواقع المعزز والذي يرتبط بالمنتج الذي تريد التسويق له. الفكرة هذه باتت أكثر من مقبولة بعد النجاح المخيف الذي شاهده العالم بأسره مع بوكيمون غو.. وحالياً إنستغرام وفيسبوك يعملان على اللحاق بالركب من خلال ربط الواقع المعزز بمنصاتها.
المؤثرون.. توقعات متناقضة
بعض الخبراء توقعوا الإنهيار الكلي لسوق المؤثرين، بينما برزت توقعات مختلفة كلياً. وفق التوقع الأول فإن المؤسسات تضخ ملايين الدولارات سنوياً من أجل التسويق لمنتجاتها من خلال الإعتماد على المؤثرين، ولكن الضخ هذا لم يقابله عائدات على قدر التوقعات. عدم الرضا هذا سيدفع بالمؤسسات إما لحصر إعتمادها على قلة قليلة من المؤثرين الفعليين أو الإستغناء عنهم كلياً.
في المقابل ووفق التوقع الثاني فإن السوق هذا شهد توسعاً خلال السنوات الماضية وأنه خلال العام الفائت ٨٤٪ من الشركات إعتمدت على مؤثر واحد على الأقل من أجل الترويج للمنتجات. بطبيعة الحال وبسبب التوقعات المتناقضة لا يمكننا أن ننصحكم بإعتماد توقع دون غيره فالأمر هنا يعتمد على العائدات التي تحققها الشركة من خلال مجموعة المؤثرين التي تعتمد عليهم.
الإعلانات التي تستهدف جمهوراً معيناً بأهداف محددة
الجمهور معروف عنه بأنه لم يعد يملك الصبر للإطلاع على كل الإعلانات التي يجدها في كل مكان كما أن جذب إنتباهه محصور بثوان معدودة لا أكثر. وعليه فإن الهدف سيكون الخروج بإعلانات تستهدف جمهوراً معيناً بهدف معين وتصل مباشرة الى الهدف. بطبيعة الحال إستهداف هكذا جمهور سيبنى على المعلومات التي تملكها الشركات أصلاً عن طبيعية المستخدمين والأمور التي تهمهم.
الإعلان من خلال البث المباشر المحترف
الفيديو بطبيعة الحال هو المهيمن حالياً على عالم مواقع التواصل، كما أن يوتيوب هو المهمين على الانترنت. البث المباشر بات المقاربة الأكثر إعتماداً مؤخراً لأنها أفضل وسيلة للتواصل مع الجمهور المستهدف والتفاعل معه. ولكن البث المباشر غير المحترف لم يعد مقبولاً.. بل على الجهة التي تسعى للترويج لسلعة معينة الحرص على الخروج بفيديوهات محترفة بتصوير محترف.
واجهة المستخدم التحادثية
التفاعل من خلال المحادثات مثل مساعد أمازون الشخصي الكسا الذي هو جهاز يقوم بتنفيذ الأوامر الصوتية، بالإضافة الى المساعد الخاص بغوغل، وكورتينا الخاص بمايكروسوفت، بالاضافة الى «شات بوت» الذي باتت الغالبية الساحقة من المواقع تعتمد عليه، سيكون لها دورها الكبير في التسويق الإلكتروني في العام ٢٠١٨.
الشركات مؤخراً باتت تعتمد على هكذا مقاربات من أجل التفاعل مع الزبائن الذين يبحثون عن معلومات معينة حول منتجات معينة، أو حتى للفئة التي تسعى للتسلية ولا تنوي الشراء.. فهذه الفئة يمكن جذبها وحثها على الشراء من خلال التواصل والتفاعل معها حتى ولو كان التواصل يتم من خلال أجهزة آلية.
فهم حقيقي «لرحلة الزبون»
التسويق الذي يعتمد على المعلومات التي تجمعها المواقع أداة مؤثرة جداً ولكن إمتلاك المعلومات لا يكفي.. الاهمية كلها تكمن في ألية ترجمة هذه المعلومات والسير خطوة بخطوة مع الزبون. الشركات باتت تضع أهمية كبرى ليس فقط على معرفة مكان الزبون بل على معرفة كل خطوة يقوم بها الزبون خلال عملية الشراء.. وعليه معرفة ما الذي يلفت نظره وما الذي يؤثر به وبالتالي قولبة الحملة الإعلانية كلها بالإستناد على هذه الرحلة.
صيغ جديدة للإعلانات تتفوق على برامج حجب الإعلانات
هناك مئات البرامج التي تحجب الإعلانات، والجمهور بات يعتمدها بشكل كبير وذلك لان الإعلانات ما تلبث تنهمر عليه من كل حدب وصوب ما جعلها أقرب الى الإزعاج. وفق الدراسات فإن ١٠٠ مليون مستخدم في أميركا فقط سيصبحون من مستخدمي برامج حجب الإعلانات وذلك في ارتفاع كبير عن الـ ٤٤ مليون الذي إستخدموا البرامج نفسها في العام ٢٠١٦.
غوغل تعمل على تطوير أداة تمكن مستخدمي غوغل كروم من منع الفيديوهات من التشغيل التلقائي.. وهذا خبر سيء جداً للمعلنين. الشركات باتت تحاول العثور على صيغ جديدة للإعلانات يمكنها أن تتفوق على برامج حجب الإعلانات.. والحلول المطروحة حالياً تعتمد على أسسس الذكاء الإصطناعي مع مضمون شخصي بقالب مختصر ومباشر يضمن إطلاع الجمهور على الإعلانات.
الخوارزميات التنبؤية
الخوارزميات التنبؤية تسمح لاي شركة مهما كان حجمها بتوقع المبالغ التي عليها إنفاقها وبالتالي العمل على نسبة العائدات وزيادتها. الخوارزميات التنبؤية خطوة كبيرة جداً وهامة في عالم التسويق الإلكتروني لكونها تحدد الأهداف بدقة أكبر كما أن تحد من معدلات الإنفاق غير الضرورية.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-npW