كلنا نحب القصص الجيدة، خصوصاً إن كانت القصص حقيقية تتحدث عن أشخاص تجاوزوا كل العقبات وقاموا بما كان الكل يعتقد أنه من المستحيل القيام به وحققوا نجاحات كبيرة.
هناك الكثير من القصص من حولنا، عن أشخاص إما حققوا النجاح أو فشلوا والغالبية تحب معرفة تفاصيلها. السبب هو أننا كبشر نميل القصص التي تقوم بتحدينا أو التي تضمن تحديات واجهت «بطل» القصص .. أي بشكل عام ننجذب للقصص التي يمكننا ان نتماهي معها على الصعيد العاطفي.
الإعلام وبشكل عام يركز فقط على قصص النجاح وحتى في حال تطرق لفشل ما فحينها تكون القصة من نصيب شخصية كانت في أعلى الهرم وفقدت كل شيء وغالباً ما تموت هذه القصة بسرعة.. ولكن القصص التي تبقى والتي يتم تداولها لسنوات طويلة هي قصص النجاح خصوصاً تلك التي تتحدث عن أشخاص إنطلقوا من العدم وتمكنوا من جني الملايين.
ولكن السؤال المطروح هنا ما الذي يحفز القارئ أكثر قصص النجاح أم قصص الفشل؟
الإجابة هنا لا يمكنها أن تكون قصص النجاح أو قصص الفشل لان كل واحدة منها يمكنها ان تحفز الشخص ولكن واحدة منهما تحفزه اكثر وتقدم له «مادة» أساسية يمكنه التعلم منها.
ما الذي تقدمه قصص النجاح؟
الإلهام ودغدغة المشاعر
قصص النجاح هي قصص ملهمة ولكنها في نهاية المطاف تخاطب المشاعر لاننا نجد أنفسنا نتأثر بمسار رحلة هذا الشخص أو ذاك. هي تمنحنا الامل.. الأمل بأننا يوماً ما وعندما نتمكن من إتخاذ القرارت الصائبة يمكننا نحن أيضاً أن نحقق نجاحات مماثلة.
هي تشجع أي شخص يسعى الى هدف محدد بالإستمرار . هكذا قصص هامة لانها تساعدنا على إبقاء عيوننا على الهدف والسعي والسير قدماً.
قصص النجاح والشهرة
نعم قد تكون أنت الشخص الذي يقرأ عنه شخص آخر يوماً ما في حال تمكنت من تحقيق النجاح. إنه التماهي مع ما تطالعه وعما تشعر به حين تقرأ قصص النجاح. ولكن الامر لا يتوقف هنا فان «حب الشهرة» هو الذي سيحفزك أحياناً لان تكون ناجحاً، فحين تنجح سيكون لديك الكثير من الأصدقاء والمعجبين. ولكن الكفة هنا تميل لصالح التماهي مع الشخصية الناجحة الذي يمكنك إسقاط كل ما تتأمله وما تريده عليه وعلى مساره المهني.
ما الذي تقدمه قصص الفشل؟
دروس واقعية
غالبية الذين فشلوا يكرهون مشاركة قصص فشلهم لان ذلك المسار يجعلهم يبدون وكأنهم أغبياء. ولكن هذه النوعية من الفشل يمكن التعلم منه لان هناك تكمن الدروس والعبر في عالم الاعمال أو في الحياة اليومية. قصص الفشل عادة تتضمن الاخطاء التي ارتكبت والعواقب التي نجمت عنها. ورغم أنها قد لا تبدو من القصص التي قد يستمتع أي شخص كان بمطالعتها ولكنها تحمل الكثير من الرسائل القيمة والهامة والمفيدة. الأخطاء هي الطريقة الوحيدة التي من خلالها نتعلم، من دون أخطاء لا يوجد نجاح.
دروس في التواضع
في عصرنا الحالي وخصوصاً مع المجالات المفتوحة على مصراعيها أمام الاشخاص ورواد الاعمال من أجل تحقيق النجاحات في مختلف المجالات فإن الغرور والأنا المتضخمة يمكنها أن تصل الى مستويات قياسية. الغرور هو أسرع طريق للفشل وخسارة كل شيء.. لذلك عوض المرور بهذه التجربة المؤلمة والمدمرة نفسياً ومادياً يمكن قراءة قصص عن فشل الآخرين فهي ستعيد لمن تضخمت الانا الخاصة به التواضع.هي أشبه بصفعة تعيد كل شخص إلى أرض الواقع وهذه الصفعة هي أفضل ما يمكن لاي شخص منتشٍ بنجاح آني أن يحصل عليه. هي رسالة هامة جداً و تذكير دائم بان ما حصل لهذا الشخص أو ذاك يمكنه أن يحصل لاي شخص كان.
قصص النجاح تجذب الخمولين
هل سبق وأن تم جرك الى إستمثار لم تفكر به ملياً لان احدهم أقنعك بانه الطريق السريع للثراء؟ هل سبق لك وأن تعرضت للنصب أو لعملية إحتيال؟ ان كانت إجابتك هي نعم فحينها على الارجح ستفهم بأن قصص النجاح لا تجذب سوى الخمولين.
من ينجذب لقصص النجاح يريد كل ما هو جميل ومميز ولكنه في الوقت عينه غير مستعد للثمن الذي عليه دفعه من أجل هكذا نوعية من الحياة. قصص النجاح تجذب هذه النوعية لأنها تجعل الطريق نحو القمة يبدو سلساً وسهلاً وتقنعهم بان كل ما يحتاجون اليه هو فرصة واحدة ستجعلهم يحققون كل شيء.. النجاح والثراء والحصول على القوة والسلطة.
ما الذي يحفز أكثر؟
قصص الفشل من دون أدنى شك هي التي تحفز أكثر. يقال بأن للنجاح ألف أب اما الفشل فيتيم. الكل يعلم أن أفضل طريقة للنجاح هي بالتعلم من تجارب الآخرين.. ولكن أين يمكن العثور فعلاً على تجارب يمكن التعلم منها؟ بالتأكيد هكذا تجارب هي في قصص الفشل.
قصص الفشل تزيد من نسبة الوعي وترفع مستوى الحذر وتجعل الشخص يحترم الإحتمالات التي سيواجهها خلال مسيرته. ريتشارد بارنسون مثلاً تمكن من الفوز بمعركته ضد الخطوط الجوية البريطانية والسبب هو انه تعلم من قصة فشل فريدي لايكر الذي كان يملك خطوطاً جوية.. فهو إطلع عليها ودرس كل خطوة قام بها وتجنب القيام بالاخطاء نفسها.
قصص النجاح من دون شك ملهمة ولكن قصص الفشل تمدكم بالقوة وتقدم لكم الدروس الهامة جداً .