لا زالت قضايا التهرب الضريبي للشركات الأمريكية الكبرى تتفاعل، بعد أن كشفت وسائل الإعلام البريطانية تهرب معظم هذه الشركات من سداد الضرائب عبر التحايل على القوانين، أو من خلال النفاذ من ثغرات قانونية لا تمكن ملاحقتها عليها، مثل التسجيل في لوكسمبورغ أو أيرلندا، ومن ثم العمل في كل أنحاء الاتحاد الأوروبي مستغلين الوحدة الاقتصادية الكاملة بين هذه الدول.
لكن الحلقة الأحدث في مسلسل التهرب الضريبي طالت هذه المرة الولايات المتحدة ذاتها، حيث كشفت جريدة “صنداي تايمز” البريطانية أن شركة “أبل” الأمريكية تقوم بإخفاء مليار دولار أسبوعياً من أموالها في “ملاذات ضريبية”، على حد تعبير الصحيفة، وهي أماكن لا يمكن أن تصل إليها سلطات الضرائب الأمريكية لتكون بذلك شركة التكنولوجيا الأكبر والأشهر في العالم متورطة في إخفاء 52 مليار دولار سنوياً، حتى لا تدفع ضرائبها للحكومة الأمريكية.
ويسود جدل واسع في بريطانيا حول تورط الشركات الأمريكية الكبرى في تهرب ضريبي، حيث تبيع هذه الشركات بمليارات الدولارات سنوياً دون أن تدفع أية ضرائب للبريطانيين، ومن بين هذه الشركات “فيسبوك” و”جوجل” و”أبل” و”مايكروسوفت” و”ستاربكس”، حيث تبين أن كافة هذه الشركات مسجلة إما في لوكسمبورغ أو أيرلندا وتستفيد من الاتحاد الأوروبي بمزاولة نشاطها في كل دوله دون أية عوائق.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “صنداي تايمز” فإن شركة “أبل” قامت خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من العام 2012 بإخفاء 11 مليار دولار أمريكي في دول تتمتع فيها الشركات بضرائب منخفضة، أو في “ملاذات ضريبية” لا يمكن لرجال الضرائب الأمريكيين الوصول إليها.
ومنذ إطلاق شركة “أبل” لهاتفها الشهير “أي فون” في العام 2007 تضخمت السيولة لدى الشركة من نحو 15 مليار دولار حينذاك، إلى نحو 137 مليار دولار حالياً. كما أصبحت “أبل” واحدة من أكثر الشركات ربحية في العالم.
وتقول “صنداي تايمز” إنه بفضل عملية تحويل الأموال المعقدة التي تقوم بها “أبل”، فقد انخفضت الضريبة التي تدفعها الشركة إلى ما نسبته 1.9% من 2.5% في السابق، في الوقت الذي تبلغ فيه النسبة الرسمية للضريبة في الولايات المتحدة 35% وفي بريطانيا 24%.
وبحسب آخر تقرير محاسبي لشركة “أبل” فقد تم تسديد ضريبة للسلطات البريطانية عن مبيعات بلغت مليار جنيه استرليني، لكن التقرير المحاسبي الذي سلمته الشركة للسلطات الأمريكية يكشف بأن مبيعاتها في بريطانيا كانت 6.7 مليار جنيه استرليني.