مجلة مال واعمال

“أوقاف” مصر ترفض تصوير فيلم داخل أحد مساجدها

-

رفضت وزارة الأوقاف بمصر السماح للمخرج أحمد عبدالله، مخرج فيلمي “هليوبوليس” و”ميكروفون”، بتصوير بعض مشاهد من فيلمه الجديد “فرش وغطا” داخل مسجد السيدة نفيسة الذي يقع بمنطقة مصر القديمة، واستمر الدكتور د. محمد عبدالفضيل القوصي، وزير الأوقاف، على موقفه من الرفض رغم تدخل أحد نواب حزب “الحرية والعدالة”، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، رغبة من الإخوان في التأكيد على دعمهم للإبداع الفني وسعياً الى إزالة الرهبة الكامنة داخل نفوس الوسط الفني من صعود جماعة الإخوان.

الأزهر يساند وزارة الأوقاف

وعلى الجانب المقابل تحاول أسرة الفيلم بالتعاون مع جبهة الدفاع عن الإبداع الفني ونقابة السينمائيين ولجنة الثقافة بمجلس الشعب، مناقشة الأزمة مع شيخ الأزهر د. أحمد الطيب باعتباره يمثل رأس المؤسسة الدينية بمصر، ويمكنه التأثير على قرار وزير الأوقاف، وإن كانت مصادر مقربة من شيخ الأزهر أكدت لـ”العربية.نت” أن القوصي لم يقدم على اتخاذ هذا القرار إلا بعد الرجوع الى شيخ الأزهر، باعتبار أن القوصى يخشي الصدام مع الطيب، فجميع القرارات التي تهم وزارته لا يبتّ فيها برأي قاطع دون الرجوع الى شيخ الأزهر، وهذا ما حدث مع فيلم “فرش وغطا” عندما طلب أحمد عبدالله، مخرج الفيلم، السماح له بتصوير بعض مشاهد الفيلم داخل مسجد السيدة نفيسة، فقرر وكيل وزارة الأوقاف المسؤول عن شؤون المساجد إحالة الأمر الى وزير الأوقاف الذي اتخذ قراره بالرفض بناء على توجيهات الطيب شيخ الأزهر.

مخالفة لشرع الله

وبرر القوصي لمخرج الفيلم في المذكرة الذي قدمها إليه عبدالله بأن رفضه مبنيّ على أن التصوير داخل المساجد يخالف شرع الله، على الرغم من تأكيد عبدالله في مذكرته للقوصي أن المشهد الذي يستلزم تصويره داخل مسجد السيدة نفسية لن يعطل شعائر الصلاة أو يخالف شرع الله، ولم يكتفِ بذلك بل ذكر عبدالله اسم الممثل الذي يقوم بأداء الدور وشرح طبيعة المشهد الذي يؤديه الفنان آسر ياسين، بالبقاء داخل المسجد ليلة كاملة وتصويره بجوار ضريح السيدة نفيسة، حيث يقوم بدور أحد الهاربين من السجون المصرية في موجة الانفلات الأمني ليلة 28 يناير عام 2011، ثم يتابع الأداء الدرامي رحلة ياسين طوال أحداث الفيلم الذي سيتم تصويره في شوارع القاهرة، خصوصاً الأحياء الشعبية والقديمة منها، في رصد للفترة التي أعقبت ثورة يناير.