مجلة مال واعمال

«أوبك» وروسيا تتفقان على خفض إنتاج النفط رغم ضغوط ترامب

-

اتفقت «أوبك»، وحلفاؤها بقيادة روسيا، أمس، على تقليص إنتاج النفط أكثر مما توقعته السوق، رغم ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخفض سعر الخام.

وقال وزير النفط العراقي، ثامر الغضبان، بعد أن اختتمت «أوبك» محادثات استمرت يومين في فيينا، إن «(المنظمة) ستخفّض الإنتاج 800 ألف برميل يومياً من يناير المقبل، في حين سيسهم الحلفاء غير الأعضاء فيها بتخفيضات قدرها 400 ألف برميل إضافية يومياً».

وأضاف الغضبان أن الخفض سيستمر لستة أشهر من يناير المقبل، وسيكون إنتاج أكتوبر الماضي هو خط الأساس له. وكان إنتاج «أوبك» وروسيا أقل في أكتوبر الماضي عن نوفمبر الماضي. لكن «أوبك» قد لا تكشف عن حصص الإنتاج لكل بلد على حدة، حسبما ذكرت المصادر.

وقفزت أسعار النفط نحو 5% لتتجاوز 63 دولاراً للبرميل، إذ إن الخفض الإجمالي البالغ 1.2 مليون برميل يومياً يتجاوز الحد الأدنى البالغ مليون برميل يومياً الذي توقعته السوق.

وكانت السعودية، أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول، واجهت مطالب من ترامب لمساعدة الاقتصاد العالمي عن طريق الإحجام عن خفض الإمدادات.

وأبلغ وزير الطاقة الإماراتي، سهيل بن محمد المزروعي، مؤتمراً صحافياً: «لن نتناول المسائل الجيوسياسية أبداً في (أوبك)».

وقال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح: «العقوبات الإيرانية الأخف تجعل المشترين يطلبون نفطاً سعودياً أقل»، مضيفاً أن «مخصصات نفط يناير للمملكة ستبلغ 10.2 ملايين برميل يومياً». وأضاف الفالح: «السياسة النفطية لا تحركها الدوافع السياسية، ولبّينا توقعات السوق والمستهلكين، ولن نُحمّلهم فوق طاقتهم، ومنتجو النفط الأميركيون يتنفسون الصعداء الآن بعد قرار (أوبك)، والعلاقات الأميركية السعودية مبنية على قيم مشتركة».

وأشاد وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، بقدرة نظيره السعودي، خالد الفالح، على «إيجاد حل في أصعب وضع»، مشيراً إلى أن روسيا ستشارك في الخفض. وأكد أن بوتين، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تباحثا واتّفقا على تخفيضات إنتاج النفط .

وظل اتفاق «أوبك» على المحك ليومين، بفعل المخاوف من أن روسيا ستخفض أقل مما ينبغي، ثم بفعل بواعث القلق من أن إيران، التي تناقصت صادراتها من الخام بفعل العقوبات الأميركية، لن تحصل على استثناء وقد تعرقل الاتفاق. لكن بعد محادثات استمرت لساعات، أعطت إيران الضوء الأخضر لـ«أوبك»، وأشارت روسيا إلى استعدادها لخفض أكبر. وسرعان ما أقر اجتماع لـ«أوبك» والمنتجين غير الأعضاء الاتفاق، وفقاً لمصدرين في «أوبك».

وقال رئيس مجموعة «رابيدان إنرجي»، التي مقرها الولايات المتحدة، بوب مكنالي: «خفض (أوبك) غير واضح التفاصيل، ومن المرجح أن يسفر عن خفض أقل من الرقم الرئيس البالغ 1.2 مليون برميل يومياً»، مضيفاً أن «عناوين أخبار اليوم لن تُبهج الرئيس ترامب، لكن مدى قوة رد فعله ستتوقف بالأساس على ما إذا كان ذلك سيرفع أسعار الخام بقوة في الأيام والأسابيع المقبلة».

وتراجعت أسعار الخام بمقدار الثلث تقريباً منذ أكتوبر الماضي مع قيام السعودية وروسيا والإمارات بزيادة الإنتاج لتعويض تراجع صادرات إيران. ودفع تراجع السعر بـ«أوبك» وروسيا إلى البدء في مناقشة خفض الإنتاج، لكن روسيا قاومت لفترة طويلة أي خفض عميق.

وقال مصدر بوزارة الطاقة الروسية إن موسكو مستعدة للمساهمة بخفض قدره نحو 200 ألف برميل يومياً، وهو ما يزيد على الرقم المقترح بادئ الأمر والبالغ 150 ألف برميل يومياً. وقال مصدر في «أوبك» لاحقاً إن روسيا وافقت على خفض يبلغ 230 ألف برميل يومياً.

وتتنافس روسيا والسعودية والولايات المتحدة على صدارة منتجي الخام في السنوات الأخيرة. والولايات المتحدة لا تشارك في مبادرات تقييد الإنتاج، نظراً لتشريعات مكافحة الاحتكار لديها وتشظّي صناعتها النفطية.