مجلة مال واعمال

أوبك تحلق بإنتاجها لأعلى مستوى في التاريخ

-

57789f0182b7e (1)

إنتاج نفط “أوبك” ارتفع في حزيران (يونيو) إلى أعلى مستوياته في التاريخ الحديث مع تعافي صناعة النفط النيجيرية جزئيا بعد الهجمات التي شنها مسلحون وقيام بعض الدول الأعضاء بتعزيز الإمدادات
تراجعت أسعار النفط أمس مع عودة المستثمرين إلى التركيز على تخمة المعروض، في ظل انتعاش الإنتاج في نيجيريا وكندا ووصول إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” إلى مستوى قياسي مرتفع في حزيران (يونيو) الماضي.
ورغم الخسائر التي تكبدها النفط في اليومين الماضيين، إلا أن أسعار الخام حققت أول مكاسبها الأسبوعية في ثلاثة أسابيع، بعدما شهدت السوق موجة صعود في الأسبوع المنصرم بدعم من شراء قوي عقب تصويت بريطانيا لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وبحسب “رويترز”، فقد نزل سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 30 سنتا إلى 49.41 دولار للبرميل، وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 25 سنتا ليصل إلى 48.08 دولار للبرميل.
وخلص مسح إلى أن إنتاج نفط “أوبك” ارتفع في حزيران (يونيو) إلى أعلى مستوياته في التاريخ الحديث مع تعافي صناعة النفط النيجيرية جزئيا بعد الهجمات التي شنها مسلحون وقيام بعض الدول الأعضاء بتعزيز الإمدادات.
وتبرز زيادة المعروض من كبار منتجي الشرق الأوسط عدا العراق تركيزهم على الحصة السوقية، وكانت محادثات قد جرت في نيسان (أبريل) لتثبيت الإنتاج قد أخفقت ولم تتكرر المحاولة، بعد أن تعافت الأسعار إلى 50 دولارا للبرميل ومن ثم لم يعد دعم السوق حاجة ملحة.
وأظهر المسح القائم على بيانات الشحن ومعلومات من مصادر بالقطاع ارتفاع معروض منظمة البلدان المصدرة للبترول إلى 32.82 مليون برميل يوميا هذا الشهر من قراءة معدلة بلغت 32.57 مليون برميل يوميا في أيار (مايو).
ويعتبر إنتاج الشهر الماضي أقل من متوسط الطلب الذي تتوقعه “أوبك” على خامها في الربع الثالث من العام، ما يشير إلى أن الطلب قد يتجاوز المعروض في الأشهر المقبلة ما لم تضخ “أوبك” فوق المستويات الحالية.
وقال كارستن فريتش المحلل لدى كومرتس بنك في فرانكفورت، إننا قد نشهد عجزا طفيفا في المعروض، والأمر يتوقف على التعطيلات المفاجئة في المستقبل، ويتجاوز إنتاج “أوبك” في حزيران (يونيو) مستواه في #كانون الثاني (يناير) البالغ 32.65 مليون برميل يوميا عندما عززت عودة إندونيسيا إلى عضوية المنظمة الإنتاج في حين بلغت إمدادات الـ 12 عضوا الآخرين أعلى مستوياتها في المسوح الدورية التي بدأت عام 1997.
وكانت أكبر زيادة في حزيران (يونيو) بمقدار 150 ألف برميل يوميا وجاءت من نيجيريا التي كان إنتاجها قد تراجع إلى أدنى مستوياته في أكثر من 20 عاما بسبب هجمات المسلحين على المنشآت النفطية، وذلك بفضل إصلاحات وعدم شن هجمات كبيرة جديدة منذ منتصف الشهر الماضي.
وقالت مصادر في المسح إن إيران استطاعت زيادة المعروض مجددا بعد رفع العقوبات الغربية في #كانون الثاني (يناير) لكن وتيرة الزيادة تتباطأ، فيما زادت السعودية والإمارات المعروض 50 ألف برميل يوميا لكل منهما، ورفعت السعودية الإنتاج إلى 10.30 مليون برميل يوميا بسبب زيادة استهلاك الخام في محطات الكهرباء لتلبية حاجات أجهزة تبريد الهواء.
وأشار مصدر بالقطاع إلى أن الصادرات السعودية مستقرة تقريبا واستهلاك مصافي التكرير مستقر، بينما ارتفع الإنتاج الليبي 40 ألف برميل يوميا بعد إعادة فتح مرفأ التصدير مرسى الحريقة، لكن المعروض ما زال ضئيلا قياسا بمستوياته قبل اندلاع الصراع.
وعلى صعيد الدول التي تراجع معروضها، ضخ العراق كميات أقل للشهر الثاني، ويقول مسؤولون عراقيون إن صادرات جنوب البلاد تأثرت بأعمال الصيانة وانقطاعات للكهرباء وزيادة في الطلب المحلي، فيما يتعرض معروض فنزويلا لضغوط بفعل أزمة السيولة لديها.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات من شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية أن شركات الحفر النفطي الأمريكية زادت عدد منصات الحفر للمرة الرابعة في خمسة أسابيع، ما يشير إلى نهاية محتملة لانحسار كبير استمر نحو عامين لعمليات الحفر.
وقالت الشركة في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة إن شركات الحفر أضافت 11 حفارا نفطيا في الأسبوع المنتهي في أول تموز (يوليو) ليرتفع إجمالي عدد الحفارات قيد التشغيل إلى 341، مقارنة بـ 640 حفارا قبل عام.
وقبل هذا الأسبوع أضافت شركات الحفر حفارات نفطية في أربعة فقط من 25 أسبوعا هذا العام وخفضت في المتوسط ثمانية حفارات أسبوعيا بعدد إجمالي 206 حفارات، وفي العام الماضي أزالت 18 حفارا أسبوعيا في المتوسط وبعدد إجمالي بلغ 963 حفارا، وهو أكبر انخفاض منذ عام 1988 على الأقل.
وبعد هبوطه من 1609 حفارات منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2014 وسط أسوأ انهيار لأسعار النفط في 30 عاما بدأ عدد الحفارات النفطية بالارتفاع مع زيادة المنتجين الإنفاق، بعد أن تراوحت أسعار الخام الأمريكي منذ أواخر آيار (مايو) حول 50 دولارا للبرميل.
واستقرت عقود الخام الأمريكي إلى حد كبير في الأسبوع المنصرم عند نحو 48 دولارا للبرميل، بعد أن حققت قفزة بلغت 26 في المائة في الأشهر الثلاثة الماضية مسجلة أفضل أداء للربع الثاني من العام في سبع سنوات.
ووفقا لبيانات بيكر هيوز، فقد هبط إجمالي عدد حفارات النفط والغاز الأمريكية إلى 404 في منتصف آيار (مايو) وهو أدنى مستوى منذ عام 1940 على الأقل، وزاد بواقع 10 حفارات ليصل إلى 431 حفارا في الأسبوع المنتهي في أول تموز (يوليو).
وبحسب أحدث التقديرات الاتحادية فإن من المتوقع أن يهبط إنتاج النفط الأمريكي من 9.4 مليون برميل يوميا في 2015- وهو أعلى مستوى منذ عام 1972- إلى 8.6 مليون برميل يوميا في 2016 وإلى 8.2 مليون برميل يوميا في 2017.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن إجمالي الطلب على النفط في الولايات المتحدة ارتفع في نيسان (أبريل) للشهر الثالث على التوالي، حيث غطى استمرار مبيعات قوية للبنزين في محطات الوقود على تراجع مبيعات نواتج التقطير.
وزاد الطلب الأمريكي على النفط في نيسان (أبريل) 1.2 في المائة أو 227 ألف برميل يوميا عن الشهر نفسه من العام الماضي إلى 19.264 مليون برميل يوميا، وهذه خامس زيادة على مدى الأشهر العشرة السابقة بحسب البيانات.
وفي تقريرها الشهري للإنتاج، أشارت إدارة معلومات الطاقة إلى أن الطلب على البنزين قاد مجددا نمو الطلب على النفط مع ارتفاعه 0.8 في المائة أو 74 ألف برميل يوميا عن مستواه قبل عام ليصل إلى 9.21 مليون برميل يوميا.
وزاد السفر على الطرق البرية في الولايات المتحدة 2.6 في المائة في نيسان (أبريل) مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي بحسب بيانات نشرتها وزارة النقل الأمريكية الأسبوع الماضي، وجاءت أرقام الطلب على البنزين قوية بما يكفي لتغطي على تأثير ضعف في الطلب على نواتج التقطير الذي تراجع 4.4 في المائة أو 175 ألف برميل يوميا عن مستواه قبل العام الماضي.