50 عرضاً مختلفاً من حول العالم، هو مجموع العروض التي قدمتها «دبي أوبرا» في عامها الأول، جاذبة إليها 200 ألف زائر، فيما وصل عدد الفنانين الذين قدموا العروض إلى 2000 فنان وفنانة من 60 دولة. ووصل عدد ساعات العروض التي قدمت على مدار العام الماضي، 468 ساعة، جمعت ما بين العروض الفنية الأوبرالية الكلاسيكية، والعروض المسرحية الغنائية والراقصة، إلى جانب الباليه والتزلج على الجليد، ما جعل المسرح متميزاً في تقديمه عروضاً مبهرة تثري المشهد الثقافي في دبي، وتقدم تجارب فريدة وغير مألوفة للجمهور في دبي.
وحملت السنة الأولى مجموعة كبيرة من العروض المتميزة، منها «ماري بوبنز»، و«البؤساء»، إضافة إلى استضافة ملك الأوبرا «بلاثيدو دومينغو». ومن المتوقع أن يحمل العام التالي مجموعة من العروض الأقوى والأكثر إبهاراً وتنوعاً.
وقال المدير التنفيذي لـ«دبي أوبرا»، غاسبر هوب، لـ«الإمارات اليوم»، إن «العام الأول على افتتاح الأوبرا يحمل الكثير من المشاعر، فجمعت السنة الأولى الكثير من الفنانين من حول العالم ومن ثقافات مختلفة، ولكن يمكن وصفها بأنها مثيرة ومخيفة أيضاً، وذلك لأنها تجربة أولى من نوعها في دبي، فليس هناك من مسارح مشابهة في الإمارة». وأضاف «مع هذا الجدول من الفعاليات، وحين يقدم الأمر للمرة الأولى في بلد ما، يجب أن تكون التجربة مزيجاً من الاهتمام والحرص على تقديم ما يريده الجمهور، ولاسيما لجهة اختيار العرض الصحيح الذي يريده الجمهور». ولفت إلى انه من الضروري الإبقاء على بناء الأوبرا، والإضافة لها كي تكون مكاناً جاذباً لمن لم يختبروها بعد، لأنه في مدن العالم دار الأوبرا تحتفل بمئات السنين، وهي جزء من الثقافة، لكن في دبي هي تحتفل بالعام الأول ومازالت في البداية.
وفي ما يتعلق بالذوق الذي يميز الجمهور في دبي، فأكد هوب أنه أمر لا يمكن حصره، لاسيما في دبي التي تجمع 200 جنسية من حول العالم، كما أن هناك أسباباً عدة يتوجه من خلالها الجمهور إلى الأوبرا، وبالتالي لا يمكن الحكم على وجود ميول محدد للذائقة العامة، لذا يمكن القول إن هناك دائماً ما لم نحضره إلى الأوبرا، وما يمكن أن يرغب فيه الجمهور، مع التأكيد على أن ما يجمع الجمهور هو البحث عن النوعية المميزة في العروض، فهم يبحثون عن عرض متميز، إلى جانب ذلك جميعهم حين يأتون إلى الأوبرا يبذلون مجهوداً في المظهر، وهذا بحد ذاته يجعل زيارتها تجربة خاصة. ولفت إلى أن اللباس في الأوبرا يتميز بكونه حظي بمجهود، فـ99% من الذين حضروا قاموا بهذا المجهود من أجل تمضية أمسية مميزة بكل ما للكلمة من معنى.
وحول الجدول الخاص بالعام المقبل، أكد هوب أنه إن لم يكن بزخم العام الماضي نفسه، فسيكون بالمستوى نفسه على الأقل، مشيراً إلى أنه لم يتم الإعلان عن البرنامج الكامل لعروض العام الثاني من الأوبرا، منوهاً بأنهم سيركزون على نوعية العروض التي لاقت الكثير من النجاح، وسيعملون إلى زيادة عددها، لاسيما المسرحيات الغنائية، التي تعد الأكثر شعبية، فالناس تسافر من أجل مشاهدة المسرحيات الشهيرة، بينما لا حاجة للسفر اليوم، فالعروض باتت في دبي. ولفت إلى أن البرنامج سيتنوع بين الجاز والغناء والمسرحيات الغنائية والأوبرالية، منوهاً بأن الغناء ستكون له حصة أوفر في هذه الدورة. أما اختيار المغنين، فلفت إلى أن اختيارهم يعود إلى معرفة الجمهور وما يطلبه، منوهاً بأنه مازال هناك الكثير من الفنون التي لم تقدم، ومنها المسرح الكوميدي، أو حتى الهندي، إذ قدم عرضاً هندياً واحداً، أو حتى الغناء التركي، فهي كلها عروض لم تقدم بعد، وإمكانية إحضارها ستغني البرنامج، ويبقي الجمهور على موعد مع ما هو جديد.
ولفت إلى أن عرض «ماري بوبنز» كان العرض الذي حظي بأكبر عدد مشاهدة، إذ شاهده نحو 50 ألف، بينما «البؤساء» أتى بالمرتبة الثانية. وقد تمت مشاهدة أربع مسرحيات أوبرالية، بينما المسرحيات الغنائية تلاقي رواجاً أكبر، ولهذا كان يتم تقديم العرض منها على مدى أيام عدة، بينما كان يصل العرض الأوبرالي إلى ثلاثة أيام فقط. وأكد هوب أنه بعد مرور عام على الأوبرا هناك فضول من الجمهور للقدوم إليها، وهناك من لم يزرها بعد، ولكن الجميع يفتخر بوجودها، فهي إنجاز للمدينة، وتحمل الكثير من العروض المميزة، لذا وجه الدعوة للناس للحضور، وعدم خوفه من كلمة أوبرا، لأنها قد تبدو مخيفة بالنسبة للبعض، ولهذا نصحهم بمشاهدة عروض غير أوبرالية في البداية واختبار تجربة الأوبرا.