يعد قضاء عطلة رأس السنة في دبي فرصة للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية التي تقيمها الإمارة بالمناسبة التي تفوقت فيها دبي خلال السنوات الأخيرة الماضية على الكثير من عواصم السياحة العالمية العريقة في هذا المجال، مثل باريس ونيويورك ولندن وغيرها.
وأبدت دبي بشكل خاص اهتماما كبيرا بالقطاع السياحي على مدى السنوات الماضية، حتى أصبحت ضمن أفضل وجهات السفر العالمية خلال عام 2019، وفق تقرير “يورومونيتور إنترناشيونال” لأفضل مئة مدينة سياحية على مستوى العالم لعام 2019.
وأشاد التقرير بأداء دبي السياحي، مشيرا إلى تسهيل الحصول على تأشيرة الدخول، فضلا عن تسهيل مواكبة عروض المتنزهات المقدمة للزوار.
وقالت يورومونيتور إنترناشيونال، إن “دبي التي جاءت في المركز السابع عالميا لأفضل مئة مدينة سياحية على مستوى العالم تواصل تصدرها للمنطقة في ما يتعلق بعدد السياح، فقد استقبلت 15.9 مليون سائح في 2018 و16.3 مليون سائح في 2019”.
وقال خبراء السياحة إن النشاط السياحي الذي تشهده دبي بمناسبة الاحتفالات برأس السنة الميلادية ينعكس على مختلف القطاعات الاقتصادية، بما فيها الفنادق والطيران والمطاعم والتجزئة والمواصلات وغيرها، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحدث حراكا اقتصاديّا غير مسبوق مع نهاية كل عام.
وتعتبر احتفالات وسط المدينة من أشهر الاحتفالات التي تقام في العالم بمناسبة بدء العام الجديد، وتبرز مجموعة منوعة من الحفلات الراقصة والعروض الموسيقية وما يوصف بأنه تجربة العمر المرتبطة بعروض الماء، والضوء والألعاب النارية. ولشدة الازدحام تتوافر شاشة عرضٍ طولها 210 أمتار تتيح للجمهور الحاضر فرصة مشاهدة العروض.
وككل عام ستكون جزيرة النخلة ومنطقة الـ”جي بي أر” ومدينة الجميرا ومرسى دبي وفيستيفال سيتي، من المواقع الرائعة التي تحتضن فعاليات العام الجديد. وسيكون برج العرب، الذي يعد إحدى الوجهات الأكثر شعبية، واحدا من أروع الأماكن التي تستقبل العام الجديد بالعديد من الفعاليات والاحتفالات.
وتبدأ الاحتفالية المسائية في البرج بتقديم مشروبات مختلفة في البهو الأكثر ارتفاعا في العالم، ومن ثم الاستمتاع بمأدبة عشاء من أي مطعم من مطاعم الفندق، ثم الاستمتاع بعرض من الألعاب النارية.
وتتزامن احتفالات ليلة رأس السنة في برج خليفة هذا العام مع استضافة دبي للحدث الأبرز في العالم وهو إكسبو 2020 حيث تشتعل المفرقعات من طوابقه الـ150.
وتوفر مطاعم دبي المختلفة جلسات مريحة وإطلالات قريبة من مكان الاحتفال، منها مطاعم منطقة الـ”جي بي أر” ومدينة الجميرا ومرسى دبي، حيث يخصص كل عام لرواد هذه المطاعم برنامج احتفالي يستمتعون من خلاله بالألعاب الناريّة في مشهد يحبس الأنفاس، ويتضمّن قائمة الطعام المميزة ومأكولات شهيّة، إضافة إلى مطعم مِنت ليف أوف لندن الذي يوفر إطلالة رائعة ومميزة على برج خليفة والمنطقة المحيطة به، أين يمكن مشاهدة الألعاب النارية للبرج والنافورة الراقصة في أجواء احتفالية راقية بعيدا عن الزحام. أما مطعم هاكاسان فيستقبل العام الجديد بأناقة لافتة، حيث يجتمع ضيوف هاكاسان المطل على برج خليفة لتناول المأكولات الصينيّة المميّزة، إضافة إلى مطعم كارلوتشيوز بأسلوبه الإيطالي الأصيل.
وتسجل إمارة دبي زيادة مطردة في إقبال السياح من مختلف دول العالم، وتتربع السياحة الفرنسية والألمانية على قائمة نمو الوجهات الأوروبية الأكثر زيارة لدبي.
وبحسب بيانات دائرة السياحة في دبي، انتعشت حركة السياحة الفرنسية في الإمارة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري ليصل عددها إلى نحو 273 ألف زائر مقابل 247 ألف زائر بنهاية الفترة نفسها من العام الماضي، وبذلك يكون هذا العام قد سجّل نموّا بنسبة 10.5 بالمئة.
وبحسب تلك البيانات الرسمية، عززت فرنسا مكانتها في قائمة الدول من حيث عدد السياح الذين يزورون دبي، حيث احتلت المرتبة الحادية عشرة، وهي المرتبة التي استحوذت عليها منذ انطلاق العام الجاري 2019.
أما السياح الألمان فقد استحوذوا على المرتبة الثانية من حيث نسبة النمو ليصل عددهم إلى 392 ألف زائر، مقابل 388 ألف زائر في الفترة نفسها من العام الماضي بنسبة ارتفاع بلغت 1 بالمئة. وتعتبر ألمانيا من أهم الأسواق الأوروبية المصدرة للزوار إلى دبي، حيث تحتل المركز الثاني بعد المملكة المتحدة من حيث عدد الأوروبيين الذين يزورون دبي.
وتراجعت أعداد السياح من روسيا إلى دبي في تلك الفترة بنسبة 5.9 بالمئة لتصل إلى 433 ألف زائر، مقابل 460 ألف زائر في الفترة نفسها من العام الماضي.
وانخفضت أيضا أعداد الزوار من بريطانيا إلى دبي في تلك الفترة بنسبة 1.7 بالمئة لتصل إلى 851 ألف زائر، مقابل 866 ألف زائر في الفترة نفسها من عام 2018.
وتتوقع مؤسسات عالمية في تقارير حديثة أن تستمر دبي في جذب السياح الدوليين في الفترة المقبلة مع استهدافها جذب 20 مليون زائر من السياح الدوليين ورجال الأعمال، كل سنة، وذلك بداية من عام 2020. وتسعى دبي إلى ذلك من خلال توسيع دائرة العروض السياحية، واستضافة المزيد من الفعاليات التي توفر وسائل للترفيه، والأنشطة الرياضية والثقافية، وتحسين البنية التحتية السياحية، وجعلها أكثر قدرة على المنافسة من حيث السعر بالنسبة إلى الزبائن.
وقال تقرير صادر عن مؤسسة الإيكو نومست، إن بعض الأنشطة الاقتصادية في الإمارة -مثل صناعة الطيران، والبنية التحتية، وقطاع التجزئة، والفنادق، والمطاعم- ستشهد انتعاشا كبيرا بالتزامن مع العدد المتزايد المتوقع من الزوار خلال عام معرض إكسبو العالمي 2020.