بعض الشركات لا تهتم بعامل السن في تعيين المديرين أو ترقية موظفيها الأكفاء لتولي منصب المدير، المهم هو الإبداع والإلتزام والسع للتطور والطموح والذكاء، فتلك الشركات تريد التحرر من بعض التقاليد والأعراف المهنية حول ضرورة أن يكون المدير كبير السن – فوق الأربعين-.
ولكن هناك بعض المعضلات التي قد تواجه هذا المدير الشاب أثناء تعامله مع الموظفين الحاليين الذي يترأسهم، خاصة وإن كان هذا المدير أصغر منهم سنا.
الفكرة هي أن المدير كبير السن – فوق الأربعين- يكون قد اكتسب خبرات ومهارات عديدة خلال فترة عمله الطويلة التي قضاها في العمل داخل الشركة أو في نفس المجال، وهو ما يمنحه العديد من التجارب والحلول للعديد من المشاكل تساعده في مسيرته كمدير وكقائد لمجموعة من الموظفين.
على النقيض، المدير صغير السن قد يمتلك الحماس والنشاط والطموح والرغبة في التطوير والتغيير، ولكنه قد لا يمتلك نفس حجم الخبرة التي يمتلكها المدير الكبير السن، وهو ما يجعله في حاجه للمزيد من الوقت لحل المشكلات التي يواجهها المرؤوسين من موظفيه، أما المعضلة الأكبر إذا كان هؤلاء الموظفين أصحاب خبرات في مجال العمل تفوق خبرات المدير الجديد، هنا ستوجد فجوة في التعاملات إن لم يتم تدارك الأمر وإيجاد طريقة للتعامل مع هؤلاء الموظفين من قبل المدير الجديد.
كن صادقا:
إذا كان أحد التقارير المباشرة الموجهة إليك يطلب منك شيئًا لا تعرف الإجابة عنه، فكن صريحًا.
العديد من المديرين في هذا الموقف يتفادونه ويخجلون من الاعتراف بعدم معرفتهم أو فهمهم لأمر ما في العمل، لأنهم يعتقدون أن هذا الأمر سيظهرهم بصورة الضعفاء وعدم القدرة على تولي المناصب الإدارية.
ولكن، إذا انتقلت إلى المسار الآخر – وقدمت إجابة تشك في صحتها – فقد ينتهي بك الأمر مع موظفك إلى وضع أسوأ، وستفقد بسرعة أكبر احترام فريقك.
من ناحية أخرى، لا يجب أن نغفل أنه شعور سيء عندما يلجأ إليك الموظف لسؤالك عن أحد الأمور لتخبره في النهاية أنك لا تعلم وعليه أن يسأل شخص آخر.
إليك طريقة أفضل: أخبر موظفك أنك لست متأكدًا من الإجابة، ولكنك ستكتشف ذلك من شخص آخر. بالتأكيد ، قد يستغرق الأمر بضع دقائق (أو ساعات) لتعقب المعلومات، ولكن إذا تابعت ستصل في النهاية الإجابة التي تحتاجها، وسوف تحصل على الفور على احترام موظفيك.
تعلم منهم:
بدلاً من الخوف من المعرفة والمعلومات التي يمتلكها موظفيك، ويتفوقون بها عليك، استفد من ذلك!، إن كونك العضو الجديد في شركة ما هو أمر مرهق للغاية ، لكن تذكر: أن الموظفين هم أيضا لا يعرفون الكثير عنك ولا يدركون سياساتك وتوجهاتك وما الذي ستفعله بهم، هل ستبقي على الجميع أنك ستقرر التطوير وتستبدل بعض عناصر الفريق، فلا تهابهم وأعلم أنهم يهابونك بالمثل.
لذلك، خلال الأسابيع القليلة الأولى، خذ بعض الوقت للجلوس مع كل موظف لديك، وتابع إجراءاته اليومية، واطرح الكثير من الأسئلة حول ما يفعله والتحدث عنه. سيستمتعون بإثبات معرفتهم والمعلومات التي يمتلكونها، وستتعلم أنت المزيد منهم أكثر من أي وقت مضى دون أن تظهر أمامهم وكأنك لا تعلم.
اسأل عن ملاحظاتهم:
الموظفون الذين عملوا مع شركة لأكثر من 10 سنوات قد شهدوا حتمًا عمليات تغيير تحدث مرارًا وتكرارًا. لقد رأوا ما يصلح وما يحتاج إلى تحسين وما لن يتغير أبدًا فيما يتعلق بهم.
كمدير يبحث عن طرق لتحسين العمليات وزيادة الكفاءة والإنتاجية وإضفاء الحيوية على الأفكار،تعد ملاحظات الموظفين الخبرة موردًا رائعًا لتحقيق ذلك.
اطلب من أعضاء فريقك الأكثر انضباطا آرائهم وأفكارهم – سيؤدي ذلك غالبًا إلى إلقاء الضوء على مشكلات ومخاوف لم تكن قد فكرت بها من قبل. وإذا لم تكن تفهم مشكلة أو عملية معينة، فبإمكانهم مساعدتك في ذلك، بالإضافة إلى تقديم إقتراحات حول كيفية إجراء التغييرات لحل تلك المشكلات.
لكن احترس، فلا تدع هذه المحادثات تتحول إلى الكثير من الشكاوى غير المجدية – تأكد من أن النقاط التي تناقشها تؤدي في الواقع إلى خطوات عملية، واجعل عينك على هدف حل المشكلات ودفع العمل نحو الأفضل.
4 مهارات يحتاجها المدير المثالي
امنحهم احترامك:
وأخيرًا ، انتبه إلى الإطار الخاص بعقلك. فمن السهل أن تتخذ موقفا دفاعيا من موظفيك ، معتقدًا أنك تحمي منصبك من أن يفوز به موظفيك ذو الخبرة- فهذه الخطوة ستجعلهم غير راضين وغير متعاونين معك على الإطلاق.
والحقيقة هي أن متطلبات الإدارة وأدوار موظفيك لا تتوافق دائما، وغالبًا ما تكون المهارات المطلوبة لكل منها مختلفة تمامًا. فمن المحتمل ألا يرغب أي شخص في القسم في تولي منصب إداري، لأنهم لا يرغبوا في التعامل مع الاجتماعات والميزانيات وانضباط الموظفين وجميع الواجبات الأخرى التي تأتي مع دور المدير. مع وضع ذلك في الاعتبار، من المهم ترك افتراضاتك وغرورك عند الباب، ونقل مدى احترامك وتقديرك للموظفين.
تذكر أنه فقط عندما تجمع بين مهاراتك ومهاراتهم، يمكنك نقل الشركة إلى الأمام. أخبر موظفيك بمدى قيمة معرفتهم وخبراتهم، وفي هذه الحالة سيكونوا أكثر تقبلاً لقيادتك.
الملخص:
قيادة مجموعة من الموظفين المؤهلين ذو الخبرة والمعرفة هو حقا مخيف. لكن عندما تعترف بهم كمصدر ملهم، ستصبح حتمًا قائدًا أقوى بتعاونهم معك.