الشهادات واللغة أهم المفاتيح التي يمتلكها الشباب العرب، وهي أيضا هدف أميركا في السنوات العشر القادمة.
الهجرة إلى أميركا حلم يراود قطاعا كبيرا من الشباب العرب، ولكن خلال محاولات السفر قد يضل البعض الطريق الصحيح، وربما يصبحون ضحية لبعض المستغلين لحاجتهم إلى الهجرة رغم امتلاكهم الإمكانيات المؤهلة لتحقيق حلمهم بالعمل أو الدراسة.
هنا يحتاج الكثيرون إلى بعض النصائح والرد على إستفساراتهم، لذلك كان لنا هذا اللقاء مع محامي الهجرة الأستاذ محمدالشرنوبي المختص فى معاملات و قضايا الهجرة الأمريكية ومقره الولايات المتحدة الأمريكية، كما يوفر الشرنوبي للإستشارات القانونية خدمة حجز الإستشارات الهاتفية المدفوعة أونلاين مدفوعة من أي مكان بالعالم.
– ما هي فرص الهجرة إلى أميركا التي ترشحها للشباب حاليا؟
الفرص الأفضل التي أرشحها دائما للشباب العرب لدخول أميركا هي الدراسة في المقام الأول، دائما أشجع الشباب على التعليم من خلال تأشيرة الطلاب “إف 1” (F1).
تبدأ فرصة الدراسة بعد الحصول على الشهادة الثانوية، ثم الالتحاق بالجامعات الأميركية في التخصصات المختلفة وحتى الحصول على الدكتوراه و معاملات ذوي الخبرة و الشهادات العليا و الكفاءات الخاصة.
بعد الانتهاء من الدراسة المستهدفة يحق للطالب أن يحصل على تصريح عمل لمدة عام في أميركا في جميع المجالات.
لكن بناء على أحدث التوصيات التي طرحتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فإن الطلاب الملتحقين بمجالات الدراسة العلمية “ستيم” (STEM) (العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، والرياضيات) يحق لهم العمل لمدة 3 أعوام بدوام كامل (40 ساعة)، وهو ما يطلق عليه التدريب العملي الاختياري، بل ويمكنهم الحصول على الإقامة الدائمة “البطاقة الخضراء” (Green Card).
– ما هي متطلبات الدراسة الجامعية في أميركا؟
يجب أن يثبت الطالب أنه قادر على تحمل نفقات التعليم الجامعي إلى جانب تكاليف الإقامة، كما ينبغي أن يستوفي شروط الالتحاق الخاصة بكل جامعة من الدرجات الدراسية المطلوبة، والتي تختلف من جامعة إلى أخرى.
وفي ما يخص اللغة قد تستوعب الجامعات مستوى اللغة المتوسط، لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن يكون مستوى اللغة الإنجليزية لدى الطالب جيدا.
يسألني بعض الشباب: هل يمكن أن أسافر إلى أميركا لدراسة اللغة الإنجليزية؟ فأقول لهم: نعم، هناك برامج لتعليم اللغة الإنجليزية والتبادل الطلابي، لكن ليس من المنطقي أن يكون سبب التقدم للحصول على تأشيرة الطلاب “إف 1” هو الحصول على مستوى أولي في اللغة.
دائما أنصح الشباب بعدم الكذب في مقابلات الحصول على التأشيرة بالسفارة، وتقديم أوراق وأسباب منطقية للسفر طالما أنك تريد أن تسافر بطرق مشروعة لبناء مستقبلك.
– هل يحق للحاصل على تأشيرة “إف 1” أن يصطحب مرافقين له؟
نعم، من حق الزوجة والأبناء تحت عمر 18 سنة مرافقة الحاصل على تأشيرة “إف 1”.
من الملاحظ خلال العام الماضي تأخر السفارات الأميركية في منح التأشيرات والانتهاء من إجراءات الهجرة ولم الشمل، فهل تحسنت الأوضاع مؤخرا؟
خلال العامين الماضيين حدث تأخر ملحوظ بالفعل تزامنا مع الشهور الأخيرة لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وتداعيات جائحة كورونا التي تسببت في توقف إصدار التأشيرات وإجراءات الهجرة لشهور، تلك العوامل كانت سببا في تكدس طلبات الراغبين في السفر والهجرة إلى أميركا، مما شكل ضغطا على إدارة الهجرة.
لكن الخبر الجيد أن السفارات حاليا تعمل بدأب للانتهاء من تلك الإجراءات، خاصة في تركيا وبعض دول الخليج ومصر، وتولي السفارات أهمية لملفات لم الشمل والدراسة والاستثمار، تليها التأشيرات السياحية.
يتساءل البعض عن تأشيرة الاستثمار، هل هي متاحة للجميع؟ وما شروطها؟
مع الأسف، تأشيرة الاستثمار “إي 2” (E2) غير شائعة لدى الكثيرين رغم أنها وسيلة جيدة للعمل والإقامة الشرعية والاستثمار في أميركا، ولها أكثر من صورة.
نتحدث أولا عن تأشيرة الاستثمار “إي 2” الخاصة بالتجارة، بناء على اتفاقية التبادل التجاري وفتح أسواق مشتركة بين أميركا وعدد من الدول هي المغرب وتونس والأردن ومصر وسلطنة عمان والبحرين يمكن لمواطني تلك الدول إنشاء مشروعات داخل أميركا من دون تحديد مبلغ للاستثمار، لكن على سبيل المثال يمكن دفع نسبة من قيمة المشروع واستكمال بقية المبلغ خلال تنفيذ مراحل الاستثمار.
لكن يجب أن يكون مشروعا حقيقيا، وله علاقة إلى حد ما بخبرتك أو مجال دراستك أو عملك، أو له دراسة جدوى منطقية تثبت جدية صاحب طلب في الحصول على تأشيرة المستثمر.
يشار إلى أن جميع أفكار المشروعات يمكن أن تصبح مقبولة، لكن الأفكار المبتكرة ترفع رصيد المستثمر بلا شك.
هذه التأشيرة مدتها عامان وتجدد باستمرار، لكنها بصورتها الحالية لا تمنح الإقامة الدائمة.
هل هناك أنواع أخرى من تأشيرات الاستثمار؟
هناك تأشيرة “إي بي 5” (EB 5) الخاصة بإنشاء مشروع جديد، أي ليس مشروعا مقاما بالفعل، بقيمة 550 ألف دولار، على أن يتم توظيف 10 موظفين بالمشروع، ولا يشترط أن يكونوا من حاملي الجنسية الأميركية ولكن يجب أن تكون لديهم تصاريح عمل، هذه التأشيرة تمنح حاملها الإقامة الدائمة بأميركا.
أما تأشيرة “إل 1” (L1) فتعنى بفتح فروع جديدة بأميركا لمشروع أو لشركتك الأصلية في بلدك.
هل يجب أن تحقق تلك المشروعات أرباحا بنسب محددة؟
لا، حتى ولو لم يحقق المشروع أرباحا أو تكبد خسارة ما فإن الحكومة الأميركية تتفهم أن المشروعات قد تربح وقد تخسر، ويجب تقديم أسباب تلك الخسارة أو النفقات التي لم تتسبب في حصول المستثمر على الربح.
في النهاية، الحكومة الأميركية تهتم بحركة الاستثمار المستمرة وليس بمبلغ ثابت للاستثمار، المستثمر في جميع الأحوال يساهم في التوظيف وتخفيف أعباء البطالة.
لكن، لا أنصح أحدا بالاستثمار من دون خطة حقيقية ومشروع فعلي يرغب في تنفيذه بأميركا، فرص الاستثمار والكسب مفتوحة، فيجب ألا تضع أموالك بهدف الحصول على الإقامة فقط، يمكنك الاستثمار والكسب وتطوير مشروعاتك، إلى جانب اتباع مسار الإقامة الشرعية في أميركا أيضا.
ما هي نصيحتك للشباب الراغبين في الهجرة إلى أميركا؟
الشهادات واللغة أهم المفاتيح التي يمتلكها الشباب العرب، وهي أيضا هدف أميركا في السنوات العشر القادمة.
لا تسمحوا لأحد باستغلال رغبتكم في الهجرة بصورة سيئة، واسألوا المختصين، فأمامكم فرص جيدة لبناء المستقبل إذا أثبتم أنكم عناصر مفيدة لمجتمعاتكم.
إذا كان الشاب مبدعا أو متفوقا في مجال دراسته وله مقالات منشورة في مجلات علمية أو له نشاطات مفيدة للناس فلماذا يلجأ إلى مسارات غير صحيحة للهجرة، بل على العكس هناك مجالات ترحب به وتحتاج للاستفادة من خبراته.
للتواصل مع مكتب الشرنوبي للمحاماة:
أمريكا: +19498997973
الأردن: 0798388673