مجلة مال واعمال – النسخة الورقية – العدد 175 -من ذاك التل وذاك الوادي ومن تلك السهول القابعه شمال بلادي…
من أرض سهول حوران ومن رحم عبق الماضي تفجرت ينابيع عشقآ لتحاكي الماضي والمستقبل والحاضر…..
من أرض سهول حوران ومن رحم عبق الماضي تفجرت ينابيع عشقآ لتحاكي الماضي والمستقبل والحاضر…..
من خيوط شمس رمثانا الدافئه ومن أزهار الدحنون ورائحة الفل والياسمين امتزجت سيده مجتمعيه من مدينة الرمثا لترتدي شعار العز والكرم والشرف والشهامة والعلم اللامحدود الذي آفاق كل علوم الكون رغم أن شهادتها العلميه متوسطه بين الشهادات العلميه الا انها ابتكرت قانون العلم الحياتي يتفوق على كل أنواع العلوم..
نعم انها السيده اميره الغانم التي كافحت وناضلت واخترقت كل حواجز الصمت والسكون والصعاب لتبتدء مسيرتها المجتمعيه لتكون أول رئيسة بلديه بالأردن وعضو ببلدية الرمثا وتخطت بخطوات ثابته لتصبح ناشطه اجتماعيه وآفاق فكرها النير كل الحدود لتصبح عضو بالجمعية العربيه للفكر والثقافه ونائبه لرئيس جمعية سيدات الرمثا وعضو في جمعية بلا حدود وعضو في جمعية المحافظه على تراث أجدادنا ولم تتوقف عند ذاك الحد حتى أصبحت عضو في فرقة الفنون وعضو في اتحاد المرأه لتسير بخطى ثابته ويميولها الرياضي لتصبح أول سيده تدخل عضوية نادي الرمثا وقد تخطت ذلك لتعبر عن إنسانيتها من خلال عضويتها بجمعية ذوي الاحتياجات الخاصة واستطاعت بحنكتها أن تصبح عضو في هيئة شباب كلنا الاردن وقد تطوعت بمؤسسة ولي العهد….
فإن طال الحديث وان قصر فإننا نتحدث عن خامه وطنيه ابت الا ان تثبت إنسانيتها وتثبت للعالم بأن المرأه بالمجتمعات العربيه ليست مجرد وسيله لخدمة الزوج وتربية الأطفال وطهي الطعام وممارسة أعمالها المنزليه بل هي نصف المجتمع وبامكانها أن تدير وتشغل مناصب متنوعه بآن واحد وعضو فعال بالمجتمع ولبنه متماسكه ببناء الأوطان…
فعن اي سيده نتحدث وكيف سنوفيها حقوقها بالحديث وهي من زرعت باركان المعمورة تاجآ لترتديه المرأه عنوانه نعم لإثبات الذات ولا لتقييد المرأه…
واليكم قصتها..
بدأت حياتها بعد وفاة والدها، فقامت بالعمل في حضانة أطفال براتب لا يتجاوز الاربعون دينار سنة 1995، وهنالك تعرفت الغانم على مديرة المدرسة، وهي سيدة رائعة كما وصفتها أميرة فقد وجهت أنظارها إلى أن تسجل بالعمل التطوعي بإتحاد المرأة لكونها رئيسة فرع إتحاد المرأة في لواء الرمثا.
وبعد انقطاعها عن الدراسة لفترة طويلة، حصلت الغانم على شهادة الثانوية العامة سنة 96 بمساعدة مديرة الحضانة وذلك بعد أن طلبت منها التنمية الإجتماعية أن تحصل عليها.
وفي سنة 2000، وبعد أن تعرفت أميرة على إتحاد المرأة، وقامت بإنشاء جمعية لأيتام الرمثا، وجمعية للمعاقين، وكان عملها تطوعي لحبها لهذه الفئات من المجتمع كالأرامل والأيتام، فكانت مثالاً للتواضع والحس بالمسؤولية والإحساس بالغير.
ولأنها كانت من السيدات النشيطات، تعرفت الغانم على جمعية سيدات الرمثا سنة 2002، ودخلت كعضو هيئة عامة وعضو هيئة إدارية مع نخبة من السيدات المرموقات.
سنة 2003، بداية التحول الجذري في حياة الغانم، فقد أعلن الملك عبدالله الثاني في ذلك الوقت عن تمكين المرأة، وعن ضرورة وجودها بالبلديات كعنصر فعال في المجتمع، فقامت وزملائها في جمعية الأيتام بتشكيل كتلة والترشح كأعضاء لعدم وجود رئيس بلدية آنذاك، فكانت أول سيدة تترشح للإنتخابات البلدية في مدينة الرمثا.
وكأي امرأة تسعى للنجاح والجري خلف تحقيق أهدافها وإثبات ذاتها، واجهت أميرة الكثير من العدائية والمعارضة ممن كانوا حولها ومن أقاربها وعشيرتها.
وفي سنة 2007 وبعد أن قام جلالة الملك بسن قانون جديد وهو إضافة الكوتا النسائية للبلديات، ترشحت مرة أخرى وحصلت على 450 صوت في نظام الصوت الواحد للعضو.
وبعد سنة 2011 تم تغيير القانون من نظام الصوت الواحد الى نظام تعدد الأصوات، مما شجعها للترشح مرة أخرى، ففي 2013 ترشحت الغانم مرة أخرى وحالفها الحظ آنذاك فنجحت وأثبتت جدارتها رغم وجود منافس من أحد أقاربها.
وفي وقت الأزمة السورية، كان لأميرة بصمة واضحة في ذلك الوقت، فمن خلال عملها بالجمعيات مع الأيتام والأرامل والمعاقين كانت قريبة جداً من الإخوان السوريين، فقامت بعمل المبادرات والعمل مع الهلال الأحمر.
وفتحت بيتها وبيت والدتها لهم، ثم بدأ دعم المنظمات وال USAID ، فاتفقت الغانم مع رئيس بلدية الرمثا أن تؤمن لهم هذه المنظمات ما يحتاجونه فقط لدعم هذه الفئة، وتم الحصول على مبلغ مالي، فقامت بإنشاء لجنة من المجتمع المحلي (فريق تطوعي من الرجال والنساء)، وتم تزويدهم بالسيارات والجرافات التي يحتاجونها.
عملت أميرة ببلدية الرمثا حتى عام 2016، فاستلمت لجنة تزيين الرمثا مع لجنة المسقفات، ومن ثم بعد ذلك وفي نفس العام، توفيت والدتها التي كانت من الداعمين لها، ولكن دعم اخوانها لم ينقطع، فاستمروا بدعمها حتى بعد وفاة والدتهم.
سنة 2017 تزايد عدد السيدات اللواتي يمتلكن الرغبة بالترشح للبلدية ووصل الى 12 سيدة، وقامت بالترشح للبلدية، وبعدها قررت الإنسحاب، ولكن سرعان ما فاجأها أبناء عشيرتها ممن حاربوها في بداية مشوارها برفضهم لقرار الإنسحاب، ودعمهم وتشجيعهم لإكمال مشوارها الذي بدأته، لما كان لها من تأثير كبير في مركزها.
وفي نفس العام، حصلت أميرة على أعلى الأصوات بالمملكة، واستلمت رئيس بلدية (رئيس مجلس محلي)، وكانت أول رئيس بلدية منتخب لمدة أربع سنوات، وقامت بتنفيذ الكثير من المشاريع المفيدة، وكانت قريبة جداً من السيدات اللواتي كنَ الفئة الأكبر التي تقوم بانتخابها.
وفي سنة 2022، ترشحت الغانم مرة أخرى حتى تكمل ما بدأته من مشاريع وخطط لخدمة المجتمع المحلي، ونجحت بالتنافس وكانت الأولى على المملكة من حيث عدد الأصوات، فأصبحت عضو بالمجلس البلدي، وعضو لأول مرة بنادي الرمثا، وأول سيدة تتعلم التصوير فقد كان هوايتها، فكانت تقوم بتصوير السيدات في الحفلات وكان لديها مشروعها الخاص، وعملت على تمكين المرأة اقتصادياً وتشجيعها ودعمها.
ولأنها من الداعمات للسيدات وعملهن، وبعد أن قام وزير العمل بعمل معرض عن البحث عن فرص العمل، طالبت فيه الغانم أن يكون هنالك مصنع لسيدات الرمثا مثل مصنع سحاب.
وتم انشاء المصنع والذي يضم حاليا حوالي 240 موظفة من سيدات الرمثا اللواتي تعملن فيه، وتشجع الغانم النساء من التمكين الاقتصادي والسياسي.
وقامت الغانم بالإنتساب لحزب الشباب الأردني الذي قام بدعمها معنوياً.
هذا وتؤكد أميرة أن حملتها الإنتخابية لم تكن مكلفة، ولكنها نجحت وحصلت على أعلى الأصوات بالصدق ومحبة الناس، فاستطاعت أن تثبت جدارتها بتواضعها وتواجدها الدائم بين أفراد مجتمعها.
- حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر