حادثة قلبت حياة صديقتها رأسا على عقب ألهمت عملا للمخرجة الإماراتية ميثاء العوضي يعرض في “واو فلم فير الشرق الأوسط”
تتزين شاشات السينما في دبي الشهر القادم وللمرة الرابعة على التوالي بالأفلام المشاركة في مهرجان فريد للسينما يسلط الضوء على دور المرأة في صناعة الأفلام ويجمع تحت سقفه ثلاثة مخرجين أرجعوا الفضل لأمهاتهم بلعب دور أساسي في صقل مستقبلهم المهني.
وسيكشف كل من، الإماراتية ميثاء العوضي، السعودي محمد السلطان والأمريكية ترايسي أناريلا، الذين يشاركون للمرة الأولى في مهرجان الشرق الأوسط لأفلام عالم المرأة – واو فيلم فير الشرق الأوسط، عن قصص حول أبطال من الحياة اليومية يتمسكون بقيمهم ويقفون في وجه الظلم والتعصب والأذى الاجتماعي.
ونسبت الإماراتية العوضي، المتوجة بجائزة الشيخ ماجد للإعلاميين الشباب عام 2012، الفضل لوالدتها على دعمها والمواظبة على توجيهها حتى أصبحت مخرجة.
وقالت: “جئت من اسرة تهيمن فيها المرأة وتبجل التعليم وتضعه في قمة الأولويات كما تشجع التفرد بالشخصية والطموح. أمي وجدتي دفعتاني وأخوتي لاستكمال تعليمنا ودائما ما قامتا بتحفيزنا لمطاردة أحلامنا والعمل على تحقيقها”.
وساهمت تجربة عاشتها صديقة لها في أستراليا، والتي قلبت حياتها رأسا على عقب، في صنع الفلم الذي يحمل اسم “إكس”، وهو عبارة عن قصة شعرية حول امرأة تعيش فقدانا لذاتها وتعبر عن مشاعرها من خلال الرقص.
وقالت العوضي: “لقد كانت والدتي من دفعني لمواصلة تعليمي في الخارج، لكن في الوقت نفسه علمتني أهمية الحفاظ على قيمنا وثقافتنا وتقاليدنا. لولاها لما كنت على ما أنا عليه الآن”.
ويعتبر مهرجان الشرق الأوسط لأفلام عالم المرأة، الذي يحظى بالدعم من مجلس العلاقات الاسترالية-العربية التابع للحكومة الاسترالية، فعالية نسائية خيرية بامتياز حيث أن ريع التذاكر سيذهب بشكل كامل للجمعية الإسلامية الخيرية الرسمية، مؤسسة الجليلة.
ويقام بالتعاون مع كل من فوكس سينما ومول الإمارات، ومواقع أخرى مثل سينما إيه4 في السركال أفينيو، سيعرض المهرجان 58 فلما كان للإناث دور بارز فيها سواء بإخراجها أو انتاجها أو كتابتها أو يتناول قصصا من واقعها، والمشاركة من 24 دولة موزعة على قارات العالم الخمس.
من جهته، يحكي فيم “ملجأ”، للمخرج محمد السلطان، قصة حقيقية للاجئة السورية، ديما مواس، التي قامت بتأدية الدور الرئيسي والتي وجدت نفسها مرة أخرى محاصرة في أرض أجنبية، لكن هذه المرة على شاشة السينما.
وأكد المخرج السعودي أنه وبتسليطه الضوء على مواهب السينما النسائية، يحظى المهرجان بمكانة خاصة في قلبه لأنه مدين بشكل خاص للمرأة التي تركت أكبر الأثر عليه سواء في حياته المهنية أو الشخصية.
وقال: “جميع أفلامنا قامت بتصوير الدور الكبير للمرأة وإنه لمن دواعي سرورنا العمل مع هذا العدد الكبير من صناع الأفلام الموهوبين من حول العالم، الذين يستحقون التعريف بهم. أود أن أشكر جميع النساء القويات في حياتي، خاصة وأولا والدتي، التي ربتي وقامت بتوجيهي وعلمتني كيفية التعامل مع المرأة بكل حب واحترام والتي جعلت مني الرجل الذي أنا عليه اليوم”.
على صعيد آخر، استلهم فلم “نوت بلاك إينوف” للمخرجة “أناريلا”، الذي يتناول الطبقية الاجتماعية والعنصرية، من أحداث حقيقية حدثت شخصيا مع والدتها.
وقالت: “أمي هي قدوتي. هي أفريقية-أمريكية ولدت عام 1930 وحصلت على درجة الماجستير قبل فترة طويلة من إقرار الحكومة الأمريكية لقانون الحقوق المدنية. لم تكن تخشى شيئا أو أحدا على الاطلاق”.
وتابعت: “ما زرعته والدتي في شخصي كان فهم وإدراك أنه طالما أنني متعلمة، واثقة من قدراتي، متفهمة مع الجميع ولا أخشى شخصا أو مؤسسة، سأعيش حياتي كما يجب. أتمنى أن تساهم أفلامي في فتح نافذة من الفرص للمخرجات الأمريكيات من أصل أفريقي”.
وسيتم عرض فليمي، “إكس” للمخرجة ميثاء العوضي، و”نوت بلاك إينوف” للمخرجة ترايسي، يوم 6 مارس في حين سيتم عرض فلم “ملجأ” للمخرج محمد السلطان، في 8 مارس في قاعة “إيه4 السركال أفينيو”.
وتماشيا مع مهمة المهرجان الرامية لتشجيع المرأة في العالم العربي، فتحت الجهة المنظمة لمهرجان أفلام عالم المرأة باب ترشيح الأفراد الذين تسهم أعمالهم الفريدة في تعزيز دور المرأة في ست فئات: الأكثر إنسانية لهذا العام، رائدة الأعمال لهذا العام، شخصية العام، الشخصية الرياضية لهذا العام، الموهبة القيادية الصاعدة لهذا العام (جائزة صانع الأفلام)، وبطل التغيير. يبلغ العدد الكلي للجوائز ثمانية.
وقد تم تمديد باب الترشيح للجوائز حتى 25 فبراير الجاري وسيتم تقديم الجوائز خلال حفل خيري على مائدة العشاء مساء يوم المرأة العالمي (7 مارس) في فندق بارك حياة.
وستتاح الفرصة لرواد الأفلام الحاضرين لأي من أفلام “واو فيلم فير” للفوز برحلة ذهاب وعودة إلى استراليا على متن خطوط كانتاس الجوية الأسترالية وذلك بسهولة عبر كتابة أسمائهم على ظهر تذكرتهم ووضعها في صندق السحب المتوفر في جميع مواقع العرض.
وبالنسبة للأفراد الراغبين بدعم مهرجان واو فيلم فير الشرق الأوسط والتمكن بالمقابل من الدخول لورش العمل الحصرية وعروض الأفلام الخاصة والندوات والنشاطات التعارفية التي تجمع العاملين في صناعة الأفلام، يوفر العارضون عضوية شهرية مقابل 100 درهم شهريا، والتي يمكن شرائها عبر الانترنت.