السؤال: السلام عليكم دكتور، عندي ألم أعلى المعدة وعندي غثيان وضغط منخفض, حللت اليوم طلعت نتائج التحاليل لقيت جرثومة المعدة, وكل ما أدخل النت أشوف كلام عن فشل العلاج. لو سمحت دكتور أريد أن أعرف ما مدى خطورة هدا المرض؟ وهل صحيح أنه يمكن أن يتحول إلى سرطان؟ وهل يوجد دواء بالأعشاب الطبيعية لهذا المرض؟ شكرا

إن المعدة هي بيت الداء، حتى الحالة النفسية تتأثر بها، لكن الله ما جعل من داء إلا جعل له دواء، والواضح من السؤال أن اليأس يخيم على المريض، وهذا بحد ذاته كاف لفشل العلاج إذ لا يخفى ما للحالة النفسية من أثر في استجابة المريض للعلاج، علما أن الإصابة بجرثومة المعدة شائعة جدا، والكثير من المرضى تماثلوا للشفاء التام منها، بفضل الالتزام بالعلاج وتعاليم الطبيب.

أما ما يخص قراءتك لتجارب بعض الأشخاص من الإنترنت فهذا غير صحيح، ويجب ألا تأخذه بعين الاعتبار، خصوصا أنه من الممكن أن يكون الشخص جاهلا، ولا يعرف ما كتبه أو أنه لم يلتزم بتعاليم الطبيب المختص، أو أن العلاج وأن كل مريض مناعته مختلفة عن غيره.

لذا نود أن نؤكد أن من أهم أسباب الشفاء الالتزام بالتعاليم بحذافيرها، ومعرفة أن الإصابة بجرثومة المعدة ليست بتلك الخطورة، وأن علاجها سهل.

بداية علينا الالتزام بما يلي:
_ التوقف عن التدخين وشرب الكحول والقهوة والإقلال من المشروبات الغازية.
_ لا تستخدم مضادات الأدوية غير الستيرودية مثل الأسبرين والبروفين والفولتارين.
_ لا تملأ معدتك، أي بدلا من ثلاث وجبات، اجعلها خمس وجبات على فترات متباعدة.
_ الابتعاد عن التوتر العصبي.
_ الاهتمام بالنظافة الشخصية مثل غسل الأيدي بالماء والصابون قبل وبعد تناول الطعام وتجنب تناول الطعام خارجا قدر المستطاع ولا تشرب مياها لا تعرف مصدرها.
_ اتباع نظام غذائي صحي متوازن، ويفضل الغذاء قليل الدسم المحتوي على كميات كافية من الخضار الطازجة، ومن الدهون يفضل زيت الزيتون وزيت جوز الهند.
_ هناك العديد من الأغذية التي ينصح بها والتي أثبتت فعاليتها في التخلص السريع من الجرثومة مثل الثوم والزنجبيل ولب الرمان والخيار والجزر والموز والأغذية الحاوية على فيتامين C وللعسل أيضا دور كبير في تعزيز جهاز المناعة.

ماذا تفعل الجرثومة في المعدة والاثني عشر؟
1- في 80% من المصابين: تقوم الجرثومة بإزالة الطبقة المغطية للأغشية المخاطية للمعدة، لكنها لا تكون عميقة فلا يحصل نزف كما أنها لا تصل إلى النقاط العصبية الحسية فلا يشعر المريض بأي أوجاع أو متاعب.

2- في 15% -20% : تتعمق الجرثومة إلى الطبقات الأولى من أنسجة المعدة وتقوم بتدميرها وعندها تبدأ أعراض التهابات المعدة، وفي حالات تكون الإصابة على شكل تسلخات ولكنها لا تعتبر قروحا. في المراحل المتقدمة يصل مدى التدمير إلى إحداث جرح أو تقرح، حيث تعتبر هذه الجرثومة مسؤولة عن نحو 60% من قرحة المعدة و80% من قرحة الاثني عشر.

3- في أقل من 1% : يمكن أن تتسبب جرثومة المعدة بأورام خبيثة من نوع سرطان المعدة وسرطان الغدد اللمفاوية للمعدة.

العلاج
عندما يتم الكشف عن وجود جرثومة (بكتيريا) المعدة فإن الإجراء المعتاد هو القضاء عليها، وأول خطوة للعلاج هي تطبيق العلاج الثلاثي لمدة أسبوع واحد، والذي يتألف من أوميبرازول و كلاريثروميسين وأموكسيسيلين. إلا أنه وجد أن أعدادا متزايدة من الأفراد المصابين يستضيفون بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، وهذا يؤدي إلى فشل العلاج الأولي، ويحتاج المريض في هذه الحال إلى تكرار العلاج بالمضادات الحيوية أو استعمال طريقة أخرى للعلاج مثل العلاج الرباعي، لذا نجد أن بعض المرضى يشتكي من عدم فاعلية العلاج، ويترك العلاج ظنا منه أن الإصابة بهذه البكتريا غير قابله للعلاج.

لهذا يجب على المصاب زيارة طبيب مختص بالجهاز الهضمي والالتزام بالعلاج وتعاليم الطبيب ومعرفة أن أعدادا كبيرة أصيبوا بهذه الجرثومة وهم الآن ينعمون بوافر الصحة والعافية….