العد التنازلي لا ينتهي أبداً في عالم العقارات والمشاريع في دبي.. فكيف لو كان مرافقاً لأكبر معرض في العالم؟
ويبعد معرض إكسبو 2020 ألف يوم عن تاريخه المقرر لاستقبال الزوّار في أكتوبر/تشرين الأول في العام 2020. وقد بدأت مشاريع البناء في موقع المعرض في قلب المدينة العصرية تطابق المخططات الأولية والرسومات.
وخلال زيارة حصرية إلى موقع المعرض في منطقة دبي الجنوب الجديدة، التقت CNN بالعربية النائب الأول لرئيس التطوير والتنفيذ في مشروع إكسبو 2020، أحمد الخطيب، والذي أكد لنا التطور الدائم وسرعة بناء المشروع.
ويقول الخطيب: “وصلنا اليوم إلى مرحلة متقدمة في أعمال الإنشاء، من قبل الجهة المنظمة للإكسبو. بدأنا أعمال البنية التحتية في العام 2016، ومن المتوقع الانتهاء منها في منتصف العام، ومن ثم مع نهاية العام، الانتهاء من المرحلة الثانية لأعمال البنية التحتية كلياً.”
وسيتضمن موقع الإكسبو عدة مناطق مختلفة عند الانتهاء من بنائه، مثل مناطق مخصصة لأجنحة البلدان المشاركة، ممتدة على مناطق المفاهيم الثلاثة، مفهوم الفرص، ومفهوم التنقل، ومفهوم الاستدامة، وجناح خاص بدولة الإمارات العربية المتحدة – مبني على شكل صقر – بالقرب من منطقة الوصل المخصصة للتجمعات الرئيسية والاحتفالات الكبيرة، بالإضافة إلى مركز تسوق يخدم المنطقة، ومطاعم، ومراكز دعم، مثل مركز شرطة، وعيادات طبية، ومراكز دفاع مدني.
أما بالنسبة للمباني، فقد بدأت أيضاً بالظهور، لا سيما في مناطق المفاهيم المركزية الثلاثة في الموقع، ومنطقة الوصل. ومن المقرر، أن تنتهي أعمال البناء في هذه المناطق بحلول أكتوبر/تشرين الأول من العام 2019.
ولا شك، بأن أكثر ما يميز معرض إكسبو 2020 في دبي، مقارنة بالمعارض العالمية السابقة، هو مدى حرص المشروع على التقيد بمعايير الريادة في تصاميم الطاقة والبيئة العالمية – المعروفة عالمياً باختصار (LEED) – والتي تضع قواعد صارمة تساعد عالم البناء في الحفاظ على البيئة، من خلال تدوير المياه، واستخدام الطاقة المتجددة، وتقنيات أخرى صديقة للبيئة.
ويقول الخطيب إن أقل المباني استدامة في موقع الإكسبو، تتمتع بتصنيف “ليد غولد،” والذي يعتبر تصنيفاً عالياً نسبياً، مضيفاً أيضاً أن هناك مباني أخرى في منطقة مفهوم الاستدامة، تتبع أعلى تصنيف، “ليد بلاتينيوم،” أي أنها تحقق الاكتفاء الذاتي الكلي، في توفير الكهرباء والمياه، وإدراج تقنيات جديدة لحصد المياه من الجو مثلاً، وتوفير المياه الصالحة للري.
كما سيتميز موقع الإكسبو أيضاً، بالقبة الرئيسية الواقعة في منطقة الوصل، والتي من المتوقع أن تعمل كشاشة عرض “غامرة،” عرضها 130 متراً، وتعمل بنطاق 360 درجة.
وتستوحي القبة الرئيسية تصميمها وشكلها من رمز إكسبو 2020، الذي كان قد استوحاه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات، رئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبي، من قطعة ذهبية أثرية، تعكس مفهوم الإكسبو: “تواصل العقول وصنع المستقبل.”
ويضيف الخطيب: “هذه القطعة الأثرية هي عبارة عن قطع صغيرة متصلة في بعضها البعض. وهي تمثل تواصل شعوب العالم، وكيف أنه من خلال ذلك، يمكننا خلق شيء جميل متكامل، يعكس أيضاً شعار الإكسبو. للقطعة الأثرية الذهبية هذه قيمة كبيرة، تعود إلى ما قبل أكثر من 4000 سنة، وهذا يتماشى مع مفهوم الإكسبو، بأن تواصل العقول وُجد عبر الحضارات منذ القدم، ولذا فهو شيء يتمتع بقيمة تاريخية، ما يتماشي مع قيمة معرض الإكسبو المستقبلية، التي نحاول المحافظة عليها لأجيالنا القادمة.”
ورغم أنه لم يتبق سوى ألف يوم على افتتاح معرض الإكسبو أبوابه أمام عامة الناس، إلّا أنه بالنسبة للجهة المنظمة للمعرض، فإن مدة الانتهاء من الأعمال هي فعلياً أقصر من ذلك بكثير، إذ يشرح الخطيب أن أعمال البناء ستكتمل كلياً في موقع الإكسبو، قبل عام من الافتتاح، أي “ألف يوم ناقص سنة،” على حد تعبيره.