اجمع طلبة وأكاديميون من جامعة الطفيلة التقنية يشاركهم أعضاء من هيئة شباب كلنا الأردن على ضرورة معالجة مظاهر موجة العنف الجامعي والمجتمعي من خلال تطبيق الأنظمة والقوانين وتغليظ العقوبات الرادعة ، ونشر الوعي السياسي والثقافي بين الطلبة ، عدا عن توفير الخدمات الترفيهية والثقافية ، وتفعيل دور الأندية الطالبية بغية المحافظة على سمعة الجامعات الأردنية ومنظومة التعليم العالي والتي تأثرت جراء تزايد أشكال العنف المختلفة .
وبين مدير الإعلام والعلاقات العامة في جامعة الطفيلة التقنية الدكتور عدنان عواد ان الحاجة أصبحت ماسة لوقف مظاهر العنف المجتمعي والجامعي ، عبر حزمة حلول يعد الوعي الثقافي والسياسي والمجتمعي أولها مع منع الواسطات في حال ارتكاب اي أشكال العنف من قبل الطلبة أو المواطنين .
وأكد الدكتور عواد على ضرورة وضع برامج لا منهجية تسهم في تغطية ساعات الفراغ الطويلة لدى الطلبة وخاصة ممن يدرسون التخصصات الإنسانية مع وضع عقوبات رادعة من شانها معاقبة المخالفين من الطلبة للأنظمة والقوانين ، مبينا ان لسياسات القبول في الجامعات دورا هاما في اختيار طلبة المعدلات العالية مع تشجيع الطلبة على تنمية أرائهم وأفكارهم وطروحاتهم بالقاءات والحوارات التي تعقدها الجامعات .
كما دعا الدكتور هايل الحجايا من جامعة الطفيلة التقنية إلى ضرورة استثمار الطاقات الشبابية في الجامعات لخدمة المجتمعات المحلية والانخراط بالبرامج التي تعود بالنفع على الطلبة عبر أندية طالبية فاعلة تقود مسيرة بناء القدرات لدى الطلبة وأشغالهم بالحراك الفكري والعلمي بعيدا عن العنف والاحتقانات .
وأشار إلى الدور المناط بإدارات الجامعات عبر تكثيف حملات التوعية الموجهة للطلبة والهيئات التدريسية والأمن الجامعي لجهة التعريف بمخاطر هذه الظاهرة وآثارها السلبية على سمعة التعليم العالي في الأردن ، والذي خطى خطوات نوعية تعد أنموذجا بين دول الجوار ، لافتا الى ان نشر سلبيات هذه الظاهرة ستقلل من حجمها بين طلبة الجامعات .
ويري الأكاديمي الدكتور احمد السعودي أن أسباب العنف الجامعي والمجتمعي ناتجة عن وجود العصبيات والحزبيات الضيقة والتي تؤدي الى خلق حالة من الغضب والتعصب بين الطلبة وأفراد المجتمع وما يرافقها من المشاكل ، مشيرا الى ان الحلول لهذه المشكلة تكمن بضرورة تحقيق التوازن بين المناهج الأكاديمية المتضمنة موضوعات في العنف الجامعي وتوفير متطلبات طلابية ومستلزمات من شانها حل مشكلة الفراغ بين الطلبة .
ولفت الى ان سيكولوجية العقوبات في الجامعات لا زالت دون المستوى المطلوب ولا تشكل رادعا لظاهرة العنف ، بالإضافة الى غياب الجانب الإرشادي والنفسي في العديد من الجامعات الرسمية والخاصة .
الطلبة رعد السحيم ومعن الدهامشة ونايل الطعامسة ومحمد الزبن من تخصصات الهندسة المدنية والحاسوب واللغة العربية ، قالوا ان على الجامعات تبني مطالب الطلبة واحتياجاتهم وسد فراغهم بما هو مفيد حيث ان افتقار جامعة الطفيلة التنقية للملاعب والصالات الرياضية وحتى الأندية الطالبية فضلا عن توفير مساحات خضراء ومسطحات لجلوس الطلبة اوجد لديهم فراغا وفجوة تحتاج إلى إشغالها بما هو مفيد للطلبة ، وبما ينمي إبداعاتهم وصقل مواهبهم بعيدا عن الاحتكاك فيما بينهم ومن ثم ان شرارات العنف الجامعي تنعكس سلبا على مستقبلهم الأكاديمي .
وقالوا انه رغم انخفاض نسبة المشاحنات والمشاكل وظاهرة العنف الجامعي في جامعة الطفيلة التقنية الا ان الإجراءات الاحترازية والوقائية يجب ان تتخذ ، لاسيما وان هذه الظاهرة آخذة بالاتساع بين طلبة الجامعات الرسمية والخاصة ، مشيرين إلى الحاجة الماسة لتأهيل الأمن الجامعي بدورات تدريبية تمكنهم من التعامل مع الطلبة بكل شفافية وضمن قواعد أكاديمية عدا عن منحهم مزيدا من الصلاحيات ، وإيجاد شرطة جامعية متسلحة بالتأهيل والمعرفة وبأساليب عملية لفض النزاعات بين الطلاب .
وعبر الطلبة حكمت الخالدي وأسامة الصوفي وصفوان الرواشدة من كليات الهندسة والعلوم الإدارية في الجامعة عن حاجة جامعتهم للوسائل الترفيهية والأماكن التي يجد فيها الطلبة استثمارا لأوقاتهم حيث ان المكتبة بحاجة إلى توسعة ، والمختبرات الحاسوبية يجب تشريع أبوابها في جميع الأوقات لخدمة طلبة الجامعة ، عدا عن افتقار هذه الجامعة لمسرح وصالات متعددة الأغراض بغية إيجاد مساحات من الإبداعات المسرحية والرياضية .
وأضافوا ان الأسباب الرئيسة للعنف الجامعي تتركز على أوقات الفراغ لدى الطلبة مما يرتب مسؤولية على النظام التعليمي بأن يكون قادرا على ضبط السلوك الجامعي بما ينسجم مع مدخلات التعليم وعناصره كافة والتي تعد هذه المطالب من ضمنها .
وقالوا بان كتمان طاقات الطلبة وابداعاتهم سيؤدي الى انحرافهم وخروجهم عن فطرتهم ليعبروا عن أنفسهم بطريقة خاطئة باللجوء إلى الأيدي والعصي والحجارة بدلا من التحاور بشكل حضاري وسلمي حيث ان انتشار العنف سواء المجتمعي او الطلابي يعكس حالة المزاج العام من العنف بكافة أشكاله ، مشيرين الى ضرورة وقف التدخلات الخارجية أثناء وقبل الخلافات الطلابية حيث تبدأ الواساطات المحسوبيات لصالح المتورطين من الطلبة مما يزيد من آثارها وتبعاتها مرة أخرى على قاعدة «من أمن العقاب أساء التصرف « .
وفي ذات السياق اكد الطلبة عبد الكريم القوفزي وراكان الرواشدة ومحمد الكعابنة من تخصصات المعلوماتية والاتصالات ان بعض أسباب العنف تعود لأمور يخجل المرء من ذكرها وتصل لحد الاسفاف كتخاصم الطلبة على الجلوس على مقعد او أشياء تافهة ، مما يستدعي تفعيل برامج التوعية الطلابية وتطبيق الأنظمة والقوانين بحزم وعدم رضوخ إدارات الجامعات للضغوطات التي تمارس من قبل البعض بحجج حماية مستقبل الطلبة الذين يشاركون في هذا العنف.
واشاروا الى ان بعض الجامعات أصبحت متنزهات لغير الطلبة وأماكن ترفيه وتضييع للوقت ،مما يتطلب وضع بوابات الكترونية على مداخل الجامعات وعدم السماح لغير الطلبة بدخول حرم الجامعة مع رفع أسوار هذه الجامعات وتشديد رقابة الأمن الجامعي ، مؤكدين على ضرورة توفير مطاعم نظيفة ، ومسطحات واماكن لاستراحات الطلبة ، مع ايجاد آليات لمراقبة اداء الامن الجامعي انفسهم وتحفيز الطلبة المبدعين .
منسق هيئة شباب كلنا الاردن محمد العمريين اشار الى ضرورة مراقبة الأداء في الكليات الإنسانية وتعديل خططها الدراسية بما يشغل الطلبة بما هو مفيد والابتعاد عن الفراغ المؤدي أحيانا إلى المفسدة بين الطلبة ، إضافة الى تشديد العقوبات بحق من يسببون
او يشاركون في أعمال شغب والا تخضع قوانين وأنظمة الجامعات لاية تدخلات .
المصدر : https://wp.me/p70vFa-1wh