باللحظة التي نسمع فيها كلمة “سجون”، يتبادر إلى أذهاننا أشكالاً موحشة وقبيحة للمجرمين، وحياة تعيسة داخل هذه الأماكن، وجرائم مروعة لم نسمع بها من قبل، ولكن عزيزي القارئ، صدقني، بعد هذا المقال ستغير رأيك تماماً، وربما سوف تتمنى أن تكون مجرماً قديراً في أحد هذه السجون، وأن تكون محكوماً بالمؤبد.
سجن مركز العدالة في ليوبين – النمسا
البداية من النمسا، من سجن مركز العدالة في ليوبين، الذي يقع في مقاطعة ستيريا، ويتسع لـ205 مساجين فقط، وفي اللحظة التي ترى غرفه أو “زنازينه”، قد تظن للوهلة الأولى أنه أحد الفنادق الـ4 نجوم أو الـ5 مثلاً، في أحد المدن الأروبية، ديكوارت جميلة، أثاث مريح، وجهاز تلفاز في كل غرفة، إلا أنك حين تتابع قراءة الخبر أو النظر، ستكتسشف أنك أمام أحد السجون، الذي يعد واحداً من أفخم السجون وأكثرها راحة، وسيساورك الشك أن هذا المكان بُني حتى يكون مكاناً لعقاب المجرمين.
ثانياً: سجن أرانجويز – إسبانيا
حين تقترف أي جريمة، لن تقلق على عائلتك أبداً، إذ أن الحكومة الإسبانية أنشأت سجن “أرانجويز”، وهو أول سجن في العالم بزنازين عائلية، حيث يتمكن السجين فيه من استقبال عائلته في غرف مناسبة وجميلة الديكورات، تمتلئ بصور الرسوم المتحركة وغرف الألعاب، ما يسمح لـ”المجرمين” النزلاء بأن يعيشوا أجواءاً عائلية وممتعة مع زوجاتهم وأبنائهم.
إدراة سجن “أرانجويز” الذي يقع السجن على بعد 40 كيلومتراً جنوب العاصمة الإسبانية مدريد، ويحتوي على 36 عنبراً عائلياً، تبرر هذا الأمر أن لا ذنب للأطفال بأن يُحرموا من آبائهم ومن العيش في كنف العائلة، خاصة هؤلاء الذين لم يتجاوزوا الثالثة من العمر بعد، إضافة إلى أن مشاعر الأبوة التي سيعيشها السجناء، من الممكن أن تكون علاجاً نفسياً وإصلاحياً لهم، يجعلهم يعيدون التفكير مرة أخرى بحياتهم الجرمية وبخطاياهم التي اقترفوها سابقاً.
ثالثاً: سجن هالدين – النرويج
في النرويج حيث لحقوق الإنسان اهتمام خاص، أنشأت الحكومة النرويجية سجن “هالدين” الذي يتوافر على جميع وسائل الراحة والترفيه، حيث توفر غرف هذا السجن سريراً فخماً ومريحاً، وجهاز تلفزيون يبث عشرات القنوات الفضائية، وذي نظام صوت حديث، وبرادات خاصة للطعام وآرائك مريحة، ومكتبة واسعة لإشغال وقت الفراغ للمساجين، وأيضاً مكان خاص ذا إطلالة جميلة لشرب القهوة.
سجن “هالدين” الذي يضم 252 نزيلاً فقط، لم يكتفي بتوفير حياة كريمة للمساجين داخل غرفة، بل تعدى ذلك إلى أن يهتم يشؤونهم العائلية، حيث يوفر لهم منزلاً صغيراً مكوناً من حجرتين بهدف استضافة عائلة المدان بزيارات خاصة.
رابعاً: سجن أوتاجو – جنوب أوتاجو
أقل ما يمكن قوله عن سجن “أوتاجو”، أنه سجن بمواصفات فندق 5 نجوم وربما أكثر، وهو مخصص للطبقة العليا الثرية في المنطقة، وهو مجهزٌ بتدفئة مركزية تحت الأرض، ومكيفات للهواء في الصيف، وأحدث شاشات التلفزيون مع القنوات الفضائية للترفيه عن المساجين، إضافة إلى صالة ألعاب رياضية، ومكتبة للقراءة، هناك تتمنى أن تكون ولو لمرة واحدة في حياتك “مذنباً”.
خامساً: سجن سانتا أنا – كاليفورنيا
ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وعلى الرغم من أن فيها أسوأ وأخطر سجون العالم، إلا أنها تشمل أيضاً واحداً من أفخم السجون على الإطلاق، وهو سجن “سانتا آنا”، المعروف بنظافته وترتيبه الكبيرين، ومساحات غرفه الواسعة، التي تسمح للسجين بالإختلاء بنفسه والتفكير ملياً بما اقترفت يداه، إضافة إلى توفر أجهزة الكمبيوتر والـ” iPad” لسماع ما يحلو له من موسيقى، إضافة إلى أسرّة مريحة وفاخرة وأجهزة تلفزيون في كل غرفة، وطعام فاخر وغيرها من وسائل الراحة، التي قد لا تتوافر في المنازل حتى.
سادساً: سجن جزيرة باستوي – النرويج
كل ما ذكرناه سابقاً يعد فريداً من نوعه، إلا أن سجن جزيرة باستوي في النرويج، يعتبر حالة خاصة للغاية، ولأن النرويج مشهورة بمناظرها الخلابة، وطبيعتها الساحرة، فهذا السجن مبني في إحدى أكثر الجزر جمالاً في العالم، حيث يقوم السجناء فيه بإعداد طعامهم بأنفسهم، مع وجود خيارات عديدة مما لذ وطاب، ومما تشتهيه الأنفس في مطبخ السجن، ويعد سجن جزيرة باستوي أول سجن في التاريخ صديق للبيئة، حيث يقوم يإعادة تدوير مخلفات المساجين.
ولكن ليس هذا فقط ما يجعل سجن جزيرة باستوي أفخم السجون على الإطلاق، بل لأنه يوفر للسجناء أنشطة ترفيهية، مثل المخيمات الخارجية وممارسة رياضات التنس وركوب الخيل والسباحة، إضافة إلى أن فيه عدد قليل جداً من الأوامر التي على السجناء إطاعتها، وامتيازات كثيرة لهم ولتوفير المتعة في أوقات فراغهم، فكل شخص هنا لديه وظيفة من الساعة 8:30 صباحا إلى 3:30 مساء، وله أن يختار بين الزراعة والبستنة ورعاية الخيول وأنشطة أخرى، كما أن كل سجين يتقاضى مبلغ 10 دولارات في اليوم، وذلك لشراء ما يريده من محلات البقالة والمتاجر المحلية، لإعداد طعامهم، أما العشاء، فهناك “شيف” خاص يحرص على تجهيز بوفيه متنوع ولذيذ للنزلاء، والذين يتجوب عليهم تسجيل الدخول عدة مرات في اليوم حتى يتأكد الحراس انهم لا يزالون في الجزيرة، ولكن السؤال من هو الغبي الذي قد يفكر بالهرب من هذا المكان..؟